مولوجي تدعو إلى الإفراج عن الأفلام التي أنتجت خلال الخمس السنوات الأخيرة

طلبت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، من كافة المؤسسات السينمائية تحت الوصاية عرض أكبر عدد من الأفلام، خاصة تلك التي تم إنتاجها خلال خمس السنوات الأخيرة، حتى يتمكن الجمهور من مشاهدة الأفلام الجزائرية على مدار السنة، وليس في المناسبات أو خلال العروض الأولية فقط، وذلك بهدف الترويج للمشاريع السينمائية الجزائرية خاصة الجديدة منها.
وجاء ذلك على هامش إشرافها على انطلاق العروض السينمائية التي تم إنتاجها في إطار الاحتفال بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، التي افتتحت بالعرض الشرفي الأول لفيلم “زئير الظلام”، لمخرجه احمد رياض بحضور وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، أول أمس، بقاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح.
ووجهت مولوجي في كلمة ألقتها بالمناسبة الشكر والتقدير إلى كل المبدعين والفنانين في مختلف التخصصات على الجهود المبذولة والمساهمة الفعالة في إنجاز الأفلام، وعلى رفع التحدي الوطني الكبير لتسليم كل الأعمال السينمائية والوثائقية المنتقاة ضمن برنامج الاحتفال بستينية الاستقلال، جاهزة للعرض على الجمهور في الآجال المحددة والمتفق عليها عبر كامل التراب الوطني، وذلك حرصا على تضافر إرادة وجهود القطاع وعمل السينمائيين من منتجين وكتاب ومخرجين وممثلين وتقنيين ليكونوا في الموعد تعبيرا عن الالتزام الوطني والفني.
كما أكدت الوزيرة بالمناسبة على الدور الهام للورشات التكوينية السينمائية، التي جابت مختلف ربوع الوطن التي عرفت إقبالا غير مسبوق، مما يدل على حالة وعي جمالية رفيعة لدى الشباب الجزائري مما جعل قطاع الثقافة يفكر في إرساء هذا التقليد الثقافي، على مدار السنة، واجبا نبيلا تسعى الوزارة لتحقيقه تشجيعا واكتشافا للمواهب ودعما للتكوين الفني ونشر الثقافة السينمائية في كامل أرجاء الوطن.
وصور المخرج اخمد رياض عبر فيلم “زئير الظلام” لكاتبه حمزة محمد فضيل قصة الأخوين موسى وخوجة، اللذين تختلف توجهاتهما في الحياة حيث يختار “موسى” الكفيف الذي فقد بصره إبان الحرب ضد الألمان طريق النضال من أجل نيل الحرية، ليواصل الجهاد رغم إعاقته، في الوقت الذي اختار فيه أخوه “خوجة” الولاء لفرنسا في سبيل نيل ود المستعمر، ليكون خائنا لوطنه ورسالة شعبه، فأدار ظهره لأهله وقريته ووطنه من بني جلدته، فأوصلته الخيانة لحد الحقد على أخيه موسى الكفيف والتفكير في القضاء عليه ليصطدم بمواقفه الشجاعة وقراراته الصارمة في مواصلة الكفاح، حتى وإن كان كفيفا، مما جعل فرنسا تقتنع بأن هذا الشعب الثائر لا توقفه الإعاقة عن تحرير وطنه، فموسى فقد بصره لكنه لم يفقد بصيرته كرسالة قوية للمستعمر الذي لم يتوان في تنفيذ كل أشكال التعذيب والتشريد، حتى في حق الأطفال، بعد الغدر بطفل تم رميه في بئر مزرعة تابعة للمستعمر الفرنسي، فأشعل فتيل النار بين سكان القرية والمستعمر، فأدت إلى سقوط العديد من الأرواح، وبالمقابل تنفيذ خطة معاكسة للقضاء على “خوجة” الخائن والعديد من القادة الفرنسيين.
وشارك في أداء أدوار فيلم “زئير الظلام” الذي تدور أحداثه في ما يقارب 40 دقيقة، ثلة من الممثلين، على غرار محمد فريمهدي في دور “موسى” الكفيف، احمد رزاق، نوارة براح باسكال برونو، زكريا قايروات، ايت عيسى زهية إلى جانب كاتب السيناريو حمودي حمزة فضيل من مسرح البليري، الذي أبدع في أدائه لدور “خوجة” الخائن.
ويندرج فيلم “زئير الظلام” ضمن مجموعة من الأفلام القصيرة والوثائقية التي استفادت من الدعم في إطار برنامج استثنائي خاص باحتفالات ستينية الاستقلال، والبالغ عددها 11 فيلما قصيرا و06 أفلام وثائقية، حيث برمجت وزارة الثقافة والفنون عبر المركز الجزائري لتطوير السينما عرضها للجمهور، حيث سيتم تقديم العروض الشرفية كل يوم سبت بقاعة السينيماتيك بالجزائر العاصمة. كما سيتم عرضها بالموازاة عبر مختلف قاعات السينما في جميع ولايات الوطن، بحضور مخرجي الأفلام وطواقمهم الفنية.