-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
خسروا الرهان بسبب بن ناصر وغاساما وجزئيات أخرى 

مونديال قطر ثاني أقسى غياب لـ”الخضر” بعد عرس روما 90

صالح سعودي
  • 2739
  • 0
مونديال قطر ثاني أقسى غياب لـ”الخضر” بعد عرس روما 90

يُجمع الكثير من المتتبعين والنقاد على أن غياب المنتخب الوطني عن العرس العالمي بقطر يشبه إلى حد كبير الطريقة التي غاب فيها عن مونديال إيطاليا 90، حيث إن العناصر الوطنية وصلت إلى الدور الفاصل بعد مسار ناجح في مختلف أطوار التصفيات، إلا أنها خسرت الرهان بسبب جزئيات حاسمة، وفي مقدمة ذلك عامل التحكيم، ففي لقاء مصر 89 صنع الحكم التونسي بن ناصر الجدل وفي مباراة الكاميرون 2022 سار الحكم غاساما بنفس الطريقة.

استعادت الجماهير الجزائرية الوفية للمنتخب الوطني محطات هامة من مسار “الخضر” مع كأس العالم، وفي ظل الغياب عن نسخة قطر التي تنتظر الأسبوع المقبل، فإن الكثير يؤكد أن الأجواء السائدة حاليا تشبه إلى حد كبير ما حدث منذ 32 سنة كاملة، حين احتضنت ايطاليا المونديال في غياب المنتخب الوطني الذي وصل إلى الدور الفاصل دون أن يتمكن من تجاوزه بنجاح، حدث ذلك في خريف العام 1989 أمام المنتخب المصري، لحساب الدور الفاصل بقيادة المدرب كمال لموي الذي كان قد نجح قبل ذلك في أغلب محطات الأدوار الأولى من تصفيات المونديال (لم ينهزم في أي لقاء)، حيث فاز على زيمبابوي ذهابا وإيابا، وتعادل مع كوت ديفوار في ملعب هذا الأخير مقابل فوزه في ملعب عنابة، فيما انسحب منتخب ليبيا بقرار من معمر القذافي احتجاجا على الحصار المفروض على بلاده بسبب قضية لوكيربي. وقد كان ذهاب الدور الفاصل حاسما للمنتخب الوطني أمام نظيره المصري في ملعب قسنطينة، وسط رهان كبير لتحقيق فوز مريح تحسبا لمواجهة العودة بالقاهرة، إلا أن مجريات التسعين دقيقة انتهت على وقع التعادل السلبي، ما اضطر المدرب الراحل كمال لموي إلى الانسحاب وفسح المجال لمدرب جديد يخلفه، فوقع الاختيار على الراحل عبد الحميد كرمالي وطاقمه الذي حضر بجدية لمواجهة العودة بالقاهرة، من ذلك تباريه وديا أمام المنتخب الايطالي، إلا أن الكلمة عادت في النهاية للفراعنة بهدف وحيد في الدقائق الأولى من المباراة، وفي ظروف تنظيمية استثنائية، ووسط تحفظ كبير من الحكم التونسي بن ناصر الذي أدار المباراة، ناهيك عن اتهام اللاعب بلومي بالاعتداء على طبيب مصري، وكذلك تعرض الحارس العربي الهادي لاعتداء خطير في لقطة الهدف الوحيد للمصريين، وهي عوامل حرمت الجزائر من تسجيل مشاركتها الثالثة على التوالي في نهائيات كأس العالم بعد مونديالي إسبانيا والمكسيك.

وبناء على هذه القراءة البسيطة التي تخص مسار المنتخب الوطني في تصفيات مونديال 90، فإنه يشبه إلى حد كبير مسار أبناء بلماضي في تصفيات مونديال قطر، بحكم أنهم سيروا الأدوار الأولى من موقع قوة، وهذا على الرغم من التحفظ الحاصل بخصوص تضييع فرصة الفوز في مراكش أمام الكاميرون، وكذلك المتاعب التي لاحقتهم في لقاء الإياب بتشاكر أمام ذات المنتخب، وبعد ذلك نكسة رفقاء محرز في “كان 2022” بالكاميرون”، إلا أن المأساة الحقيقية حدثت وبأكثر حدة في الدور الفاصل أمام المنتخب الكاميروني، بحكم أن رفقاء سليماني عادوا بفوز ثمين في لقاء الإياب وفي عقر ديار النسور غير المروضة، في الوقت الذي خسروا الرهان في ملعب تشاكر في آخر أنفاس المباراة، بعدما انتهت المواجهة للزوار بهدفين مقابل هدف واحد، ما جعل التأهل يضيع في أقل من 10 ثوان بسبب سوء التركيز وسوء التموقع وعوامل أخرى مؤثرة، وفي مقدمة ذلك الحكم غاساما الذي أثار الكثير من الجدل بخصوص طريقة تسييره لمجريات التسعين دقيقة، وسط اتهامه بشكل مباشر بالتحيز لمصلحة الكاميرون.

وإذا كان الكثير يؤكد أن الإقصاء من مونديال قطر تم بنفس السيناريو الذي حرم فيه المنتخب الوطني من الحضور في مونديال 90، فإن أغلب الإقصاءات السابقة تصنف في خانة تحصيل حاصل ولو بنسب متفاوتة، على غرار ما حدث في لقاء كينيا عام 1996، ما جعل المنتخب الوطني يودع تصفيات مونديال فرنسا 98 قبل ألوان، وكذلك في تصفيات مونديال 2002، ولو أن الملاحظ فيه هو ترجيح الكفة لمصلحة السنغال على حساب مصر (كنوع من الثأر الرياضي)، فيما ترك شبان المنتخب الوطني أثرا ايجابيا في تصفيات مونديال أمريكا 94، بعدما نافسوا نسور نيجيريا وفيلة كوت ديفوار في التصفيات النهائية، أما مسيرة المحاربين في تصفيات مونديال 2018 فإنها تصنف في خانة المهازل التي جعلتهم يذهبون ضحية أخطاء إدارية وفنية فادحة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!