-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ارتفع عنها الغطاء فجأة

ميّتة تتسبب في فرار المعزيات!

سمية سعادة
  • 4883
  • 1
ميّتة تتسبب في فرار المعزيات!
ح.م

لا شيء يُشعر الإنسان بالخوف والرهبة أكثر من ميّت مسجّى بين الأحياء ينتظر أن يذهب به المشيّعون إلى مثواه الأخير.

ولكن يحدث أن يتحرك الميت في مكانه، فتتحرك جموع المعزين وحتى أهله ويتدافعون نحو أي منفذ يتيح لهم الفرار في مشهد لا يتكرر إلا في أفلام الرعب.

في الحقيقة لم يسبق لميت أن عاد إلى الحياة بعد أن مات موتة كاملة، ونقصد بالموتة الكاملة، هي أن يموت الدماغ والقلب معا.

فبعض من تتوقف لديه نبضات القلب، وتبقى خلايا دماغه تعمل، لا يعتبر ميتا حسب الطب، لأن قلبه قد يُسعف في الوقت المناسب، فيعود إلى حالته الطبيعية.

هذه هي الحقيقة التي تغيب عن أذهان الناس، فيصروا على أن “الميت” مات ثم عاد إلى الحياة.

ولكن الذي حدث مع هذه الميتة التي سنأتي على ذكرها، لا يدخل تحت هذا البند، بل يعتبر طرفة بطعم الحزن.

حيث ذكرت إحدى السيدات، عبر برنامج يبث بإذاعة محلية بالجزائر، أن الميتة التي كانت مسجاة في وسط المنزل، كادت أن تتسبب في توقف قلوب المعزيات.

كان ذلك في يوم قائظ من أيام الصيف، وأهل الميتة لا يملكون مكيّف هواء، بل مروحة كانت تدور في كل اتجاه.

عندما استدارت المروحة باتجاه الميتة، ارتفع غطاء القماش عنها فجأة، فاعتقدت النسوة أن الميتة تحركت من مكانها.

وتحوّل البكاء على الميتة إلى صراخ، وتدافعت النسوة نحو الباب قبل أن يدركن أن المروحة هي التي فعلت فعلتها، وفرقت الجموع.

وفي مشهد لا يختلف عن المشهد الأول، يروي أحد الشباب على صفحته على فيسبوك قائلا:

كانت هناك جنازة في حيّنا، وعندما دفن الميت، نسي أهل الميّت إرجاع المحمل إلى المسجد.

وعندما جنّ الليل أخذوا المحمل ووضعوه أمام المسجد وانصرفوا.

كانت الرابعة صباحا، عندما توجّه شيخ كبير إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، معتقدا أن الوقت قد حان، ولكنه اكتشف أنّ الوقت مازال مبكرا، فماذا يفعل؟!.

عندما وجد الشيخ باب المسجد مغلقا، وبيته بعيدا، استلقى على المحمل ونام.

حان وقت الأذان، فجاء عمي مصطفى قيّم المسجد، وعندما وجد المحمل أمام المسجد جرّه إلى الداخل ووضعه في المقصورة، وترك الباب مفتوحا.

دخل الإمام لإقامة صلاة الصبح، وكان الشاب الذي روى القصة في الصف الأول مقابلا المقصورة، وعلى يمينه شيخ، وعلى يساره شاب كانوا يستعدّون لأداء الصلاة عندما حدث ما حدث.

عندما كبّر الإمام، يقول الراوي، ضربني الشاب بمرفقه، وقال مذعورا: محمل الميّت يتحرك..

وعندما أكمل الإمام الفاتحة وردّد المصلون آمين، انفتح قفل المحمل، ونهض الشيخ الذي كان نائما فيه وقال لنا: هل أنهيتم الصلاة؟!.

في هذه اللحظة، فرّ المصلّون من المسجد، وتفرّقوا في كل اتجاه دون أن يرتدوا أحذيتهم، أما أنا، يقول الشاب، فركضت إلى بيتي وأنا أرتجف من الخوف.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • خليفة

    الخوف من الاموات ،قضية كرستها الحكايات و القصص التي يتداولها الناس عبر الزمكان في عودة بعض الاموات ،ربما تعود الفكرة الى جهل الناس بالموت الجزءي او الغيبوبة الكاملة عن الوعي ،و لكن بتطور الطب و اساليب الانعاش ،صارت هذه الامور معروفة و لا تثير الاستغراب ،و لكن الخوف من الموت تجذر في اللاشعور الجمعي عبر التاريخ ، مما جعل الفن السينمائي يعبر عن هذا الخوف في افلام رعب تحكي عودة الاموات للحياة و باشكال غريبة ،و ظل الخوف من الموت راسخا في لاشعور الافراد حتى الان ،علما و ان الميت لا يخيف حقيقة ،و لكن الذي يخيف حقيقة هم الاحياء ببعض افعالهم الشنيعة.