-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نجاحٌ باهر لألعاب البحر المتوسط

ياسين معلومي
  • 840
  • 0
نجاحٌ باهر لألعاب البحر المتوسط

أيام قليلة ويُسدل الستار على الطبعة التاسعة لألعاب البحر المتوسط التي تُجرى بوهران، وبحضور جمهور غفير غصت به كل القاعات والملاعب، وهو ما أعطى هذه الألعاب نكهة خاصة لم يسبق وأن عاشتها الطبعاتُ الماضية، إذ أظهرت للجميع منذ حفل الافتتاح أن الجزائر بإمكانها اليوم احتضان أي منافسة إقليمية أو قارية وحتى دولية، وهذا شريطة وضع كل الإمكانات البشرية والمادية في يد أشخاص نزهاء يعملون من أجل الوطن وليس لمصالحهم الخاصة، مع توفير ظروف النجاح بعيدا عن الحسابات الضيقة والخلافات التي لا تجدي نفعا.

ضيوف الجزائر اعترفوا منذ أن وطئت أقدامهم مدينة الباهية المضيافة أنهم تلقوا الترحاب من الجميع، ومُنحت لهم كل وسائل الراحة والتحضير الجيد، قبل المنافسات وخلالها، وتعاليق كل الرياضيين سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو في القنوات التلفزيونية، التي جاءت خصيصا لتغطية الحدث المتوسطي، أكدت نجاح العرس الوهراني، ووجهت بذلك رسائل إلى جميع المشككين في عدم القدرة على احتضان أي منافسة من المستوى العالي.. أنه يجب وضع الجزائر في خانة الدول التي تملك ملاعب وقاعات جاهزة لأي منافسة يعجز أي بلد عن إقامتها.

والذي تابع حفل افتتاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط، والعرض المرئي للوحات الاستعراضية والفنية والغنائية وعرض الألعاب النارية، يكون قد تيقن أنه يشابه حفل كأس العالم الأخيرة بموسكو، أو حفل الألعاب الأولمبية الأخيرة بطوكيو، وأحسن بكثير من بعض المحافل الدولية الأخرى، وهذا رغم أن بعض المرافق في الباهية عرفت تأخرا كبيرا، لولا قرار الجزائر بالإسراع في إنهاء الأشغال، بعد ما منحت غلافا ماليا مفتوحا، ليكون عرس المتوسط ناجحا. وإذا كانت هناك بعض النقائص غير المؤثرة، فهي درسٌ لكل المسؤولين المشرفين على قادم المنافسات لوضع مخططات استعجالية حتى يكونوا في المستوى، وعدم ترك الفرصة لبعض المشككين الذين حاولوا بكل وسائلهم إفساد العرس، لكنهم فشلوا في آخر المطاف.

لا نريد الحديث عن النتائج الفنية التي حققها الجزائريون في طبعة وهران، لأنها جيدة وفاقت كل التوقعات، رغم بعض العراقيل التي واجهها الرياضيون من بعض الاتحاديات، إذ لم تمنح لهم وسائل التحضير في وقتها بسبب غلق الملاعب والقاعات وبعض المنشآت الرياضية بسبب وباء كورونا.. وحتى بعض الاتحادات لم تمنح الأموال للرياضيين في وقتها ليكون التحضير في المستوى، ورغم ذلك فقد استطاع رياضيونا إسعاد الشعب الجزائري في مختلف الرياضات، إذ تعتبر هذه الطبعة تاريخية، خاصة من حيث الميداليات الذهبية، بدليل دويّ النشيد الوطني مرات عديدة أمام فرحة الجميع الذين تيقنوا أن الجزائري لو تُمنح له كل الإمكانات في وقتها سيحقق المعجزات.. فعلى الوزارة والمسؤولين إعادة ترتيب بيوت الاتحادات الرياضية التي لا يزال بعض مسؤوليها يمارسون سياسة “الأرض المحروقة”، ويقفون في وجه الرياضيين ويحطمونهم رغم أنهم يمثلون الجزائر.

تابعنا إقصاء المنتخب الوطني لكرة القدم الذي يدرّبه مراد سلاطني من الدور الأول، بعد أن خسر بصعوبة كبيرة أمام المنتخب الفرنسي، ويجب أن لا نذبح هذا المنتخب حتى نترك له فرصة التألق في المنافسات القادمة ليكسب اللاعبون التجربة ويكونوا جاهزين في الاستحقاقات القادمة، مثلهم مثل كل الرياضيين الذين فشلوا في الصعود إلى منصة التتويج.. يجب أن نقف معهم ونساندهم لتشريف الراية الوطنية في أعلى المستويات.

رسالتنا إلى كل الرياضيين أن يبذلوا قصارى جهودهم ليكونوا في المستوى بغية جلب ميداليات أخرى للجزائر وخاصة في الألعاب الأولمبية القادمة بباريس 2024، وعلى الدولة والهيئات الكروية توفير الإمكانات اللازمة في وقتها وليس بعد فوات الأوان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!