الرأي

نحر العرب قربانا للدجال الأعور

حبيب راشدين
  • 3529
  • 27

ثلاثة أيام بعد صدور قرار لمجلس الأمن يحث على احترام “هدنة إنسانية” لمدة شهر، ترفع بعض العناء عن أهل الغوطة، استجاب الروس بإعلان هدنة بالتقسيط المريح، توقف القصف يوميا لخمس ساعات لمن شاء من أهل الغوطة الفرار بجلده قبل أن يُردم تحت الأنقاض كما رُدم من قبل أهل حلب، والرقة، والموصل، والرمادي، والفلوجة، في تبادل مريح للأدوار بين الأمريكان، والروس، والإيرانيين، والصهاينة، والأتراك، وأعراب الخليج لـ”تأبيد” الحرب على المسلمين.

في أكتوبر من سنة 2013 كتبت مقالا تحت عنوان (من “التأديب” بالحرب إلى “تأبيد” للحرب) في سياق الحديث وقتها عن ضربة أمريكية كانت وشيكة لسورية، بدعوى تأديبها عن شبهة استعمال الغازات السامة، وذكّرتُ وقتها القارئ بأن “العدوان الغربي – العبري – العربي على سورية لم يبدأ يوم الخميس.. لأنه كان قد بدأ منذ أكثر من عامين ونصف العام، حين خرج الرباعي الصليبي، أوباما وأتباعه، ليقولوا للرئيس السوري: ارحل، كما قيل لنظرائه في دول الربيع العربي، ليبدأ مسلسل الترحيل بالوكالة عبر المجاميع المسلحة الممولة بالمال العربي الخليجي”.  وفي شهر أكتوبر من سنة 2015 حررتُ مقالا تحت عنوان قريب منه يزعم “تأبيد الحرب على السنة” جاء في استهلاله أنه “إن لم تكن الحرب العالمية الثالثة قد اندلعت في السنة التي نودِّعها، بقوافل من الضحايا الأبرياء من أطفال ونساء الشام والعراق، فإن معالمها حاضرة في الدمار المنهجي لمهد الحضارة الإنسانية، وموطن الوحي السماوي، يشترك فيه الطيران الحربي لأربع دول عظمى نووية، يسندها على الأرض “لفيفٌ أجنبي” من مرتزقة الطلقاء والموتورين من الأعاجم” ولأن 7500 طلعة جوية أمريكية لم تكن كافية على ما يبدو للحسم، فقد استعان فرنجة الغرب بظهير روسي متوّثب”.

أعيدُ التذكير اليوم بهذه المعطيات حتى لا يُخدع القارئ بما يُروَّج له اليوم عن “جهود” للمجموعة الدولية لوقف نزيف المسلمين في الشام، لأن القرار قد اتخذ منذ البداية بتأبيد هذه الحرب القذرة الاستئصالية حتى الانتهاء من تطهير الشام من العنصر العربي، وخلق حزام جغرافي مدمِّر يحمي الكيان الصهيوني التلمودي، ويحضِّر لما سيُنفذ عما قريب في القدس الشريف، وهم على عجلةٍ من أمرهم، لأن موعد إحياء الذكرى الـ70 لتأسيس الكيان الصهيوني التلمودي على بُعد أسابيع قليلة في 14 ماي القادم، لن يتوقف الاحتفال به عند مشهد افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس، لأن الأسطورة المشتركة بين ورثة تلمود الدجال من اليهود والنصارى هي التي تتحكم اليوم في رسم جغرافية بديلة بالدم في قلب العالم العربي تتوج ألف سنة من الحروب الصليبية المتواصلة.

في هذه الحروب المتواصلة على المسلمين التي تقترب من وصف امرؤ القيس لها، وهي في أرذل العمر “شمطاء جزت رأسها وتنكرت… مكروهة للشم والتقبيل” كنا مثل القردة الثلاثة “لا نرى ولا نسمع ولا ننطق” وفوق ذلك لا نقرأ، لا تاريخنا وما حذرنا به الرسولُ صلى الله عليه وسلم من فتن آخر الزمن، ولا تاريخ أعدائنا الذين اعتمدوا لحملتهم الصليبية الأولى ( 1096 ـ 1099 ) عنوان تأسيس مملكة بيت المقدس، والتي قد تُتوَّج هذه السنة ببناء هيكل سليمان لاستقبال وتتويج الأعور الدجال. 

مقالات ذات صلة