منوعات
الدكتور زعيم خنشلاوي لـ"الشروق":

نحن مجرد دمى متحرّكة لتنفيذ أجندات خفية والإسلام مستهدف بأيدي أتباعه

زهية منصر
  • 3245
  • 35
أرشيف
زعيم خنشلاوي

يؤكد الدكتور زعيم خنشلاوي أن ما يحدث اليوم من فتنة بين المسلمين مرده أن أتباع الإسلام صاروا مجرد دمى ولعبة في أيادي صنّاع ومخططي الأجندات العالمية التي تستهدف تفكيك الدول ونشر الفتنة، ولم يستبعد خنشلاوي في حواره للشروق أن يكون ما يحدث بين أبناء الإسلام اليوم من تبادل التهم والتراشق بالتكفير علاقة بإعادة ترتيب البيت في الشرق الأوسط ضمن لعبة سياسية تسطّرها الدول الكبرى وتنفذها أياد ووسائل دول مسلمة.

في رأيك لماذا عاد النقاش حول السلفية والصوفية في هذا التوقيت بالتحديد؟

الإسلام كدين منهك من الداخل لازال يحسب له ألف حساب، فالمطلوب من أتباعه، الخونة حينا والأغبياء أحيانا أخرى، أن يقوموا هم أنفسهم بالإجهاز عليه بإيعاز من دوائر خفية تكاد تخفي هويّتها منعا لأي أرجحية قد تؤدّي لجمع الكلمة وردعا لأيّ مسعى في تحقيق وحدة الأمة واصطفافها في ظلّ هذه التّقسيمات والتصنيفات الجاهلية التي لا تمت للإسلام بصلة. لقد وضعنا رقابنا كالخرفان الضالة أمام مقصلة التاريخ تحقيقا للمزيد من المآرب الدنيويّة وإمعانا في تفتيت المسلمين وتقطيعهم وكسر شوكتهم وخلعهم عن حبل الله الذي أمرنا جميعا بالاعتصام به، سلفيين كنا أو صوفيين. واضح أن الشيطان لعب بعقولنا فصرنا أبواقا لجهنّم ومطيّة لمن يتربّص بنا الدوائر. ما يجري يذكّرنا بخطبة الوداع حينما حذّرنا نبيّنا المصطفى مما سيؤول إليه أمرنا يوما قال: “لا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض”.

هل للأمر علاقة بالتغيّرات التي حدثت في السعودية وبين سعي أمريكا لإعادة ترتيب البيت في الشرق الأوسط؟

علينا ألا نكون مغفّلين أمام سلسلة المكائد والدّسائس السياسية المكسيّة بثوب الدين والتي تهلّ علينا بين الفينة والأخرى والمندرجة جميعا في إطار هذا الحراك الخفيّ الذي ما نحن فيه سوى دمى متحرّكة لتنفيذ أجندات لا يعلمها إلا الله والرّاسخون في العلم. فبعدما قسّمنا إلى أمم وشعوب متناحرة ومتقاتلة، ها نحن اليوم نصنّف ونبوّب إلى ملل ونحل، يكفّر بعضنا بعضا من دون حياء من الله ولا رعاية لحرمة رسول الله الذي أوصانا بحرمة أهل القبلة وكلّ من قال لا إله إلا الله. من منّا يطاوعه قلبه ليخرج النّاس من رحمة الله والله وعدنا بشموليّة رحمته لسائر المسلمين بل وللخلق أجمعين فلا تغرنّكم الحياة الدنيا ولا يغرنّكم بالله الغرور.

هل يعني هذا أن الدين سيكون إحدى أدوات الصراع مستقبلا في المنطقة؟

لقد صار الإسلام ألعوبة بيد القوى العظمى. لاحظي سيدتي أن جميع المخطّطات المغرضة التي وضعت وتوضع لضرب هذا الدّين الحنيف تنفّذ بأياد مسلمة، يا للعار. وكأننا نعيش بين ظهراني شعوب معتوهة أو قطيع من الخونة لدينهم ووطنهم. كل يوم إلاّ ويطلّ علينا واحد منهم يخرج علينا بدعوى أو بفتوى تطعن في إيمان أمّة محمد وتزرع اليأس والشكّ في قلوب المسلمين. فالحذر الحذر من فتنة لا تبقي ولا تذر. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

في رسالة فركوس تلميح إلى إخراج الصوفية من مذهب أهل السنة والجماعة.. لماذا كل هذا الحقد على الصوفية؟

الصوفية يكنّون كل المودّة لمن يبغضهم ويحقد عليهم ويشفقون على الجميع من باب كون الخلق عيال الله مهما اختلفوا في الاجتهاد والاعتقاد فضلا عن سعيهم ليلقوا الله بقلب سليم، فلا يهمّهم أصلا إن أطلق عليهم غيرهم اسم سنّة أو أشعرية أو سلفية أو غيرها من المسمّيات الاجتهادية التي ما أنزل الله بها من سلطان. فالصوفية بالذات لا يكترثون لأمر هذه التّصنيفات العلمانية إذ يكفيهم فخرا أن يكونوا مسلمين فحسب. أو لم يرد في القرآن العظيم أنّ أبانا إبراهيم هو من سمّانا مسلمين من قبل (سورة الحج آية 78)؟ لما نتسمّى بغير ما شرّفنا به خليل الله؟ برأيي كل من يسمّي نفسه بتسمية خارج كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يضع نفسه خارج الملّة الحنيفيّة من حيث لا يدري.

مقالات ذات صلة