-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لمواجهة تأثير التكنولوجيا على القيم والدين

نحو تقنين “مسؤولية” الذكاء الاصطناعي في الجزائر

 وهيبة.س
  • 316
  • 0
نحو تقنين “مسؤولية” الذكاء الاصطناعي في الجزائر
أرشيف

يشهد العالم، في السنوات الأخيرة، ثورة في الذكاء الاصطناعي. فقد ظهرت آثاره في مختلف مجالات الحياة، وأصبحت الجزائر واحدا من البلدان العربية والإسلامية، الساعية إلى الانفتاح على تطور الذكاء الاصطناعي، بوصفه أداة جديدة مثل كل ما سبقه من تطور برمجي.
وتبقى المخاوف قائمة حول التهديدات التي يتسبب فيها هذا الذكاء الاصطناعي، ومستجدات تطبيقاته، لاسيما تلك التهديدات التي تستهدف العقائد واللغة وكل المقومات العربية والإسلامية.
وفي هذا الصدد، أكد الباحث مراد بوعاش، مسؤول البحث والتطوير في شركة”intel” بالسيليكون فاني بكاليفونيا بالولايات المتحدة الأمريكية، في تصريح لـ”الشروق”، على هامش يوم دراسي حول المالية الذكية واستخدامات حلول وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، نظم الاثنين، من طرف مؤسسة بريد الجزائر بفندق الشيراطون بالعاصمة، أن تواجد اللغة العربية في الإنترنت لا يمثل سوى 4 بالمائة، مقارنة باللغات الأخرى، نسبة 3 بالمائة متواجدة في الأردن، و1 بالمائة موزعة على باقي الدول العربية.
وقال إن منصة الذكاء التوليدي العربي “نجوم”، ستحدث ثورة في العالم العربي، في الوقت الذي صار فيه البحث عن محتوى عربي يحدث بسواعد وعقول جزائرية، حيث توفر “نجوم”، بحسبه، محرك بحث متقدما، يركز على المحتوى العربي، ويستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي، لتقديم تجربة استثنائية، تتميز بالدقة والموثوقية، يمكن من خلالها أيضا، صناعة محتويات عربية أكثر موثوقية.
وأوضح المتحدث أن منصة “نجوم”، تقدم معلومات ذات مصداقية، عالية الشمولية، تغطي جميع التخصصات، وبالذكاء الاصطناعي، يستفاد من هذه الأخيرة لفهم احتياجات المستخدم، وبتوفير نتائج بحث سريعة ودقيقة، ويدعم البحث باللغة العربية الفصحى والعامية، مع تحديثات مستمرة، ونتائج متخصصة وبالتلخيص الذكي، وترجمة المحتوى.

نحو تقنين “مسؤولية” الذكاء الاصطناعي في الجزائر
وفي ذات السياق، كشف الباحث مراد بوعاش، عن مشروع غرس ثقافة مسؤولية الذكاء الاصطناعي في الجزائر، من خلال التفكير في تنشئة الأجيال الصاعدة على كيفية مواجهة مخاوف التهديد الذي يفرضه الانفتاح على هذه الأداة التكنولوجية، وتطبيقاتها المتطورة باستمرار، من خلال اكتساب مهارات جديدة وتطوير القدرات والكفاءات الحالية بخطوات استباقية نحو التعلم والابتكار والنمو، وبأسلوب يتحدى سلبيات الذكاء الاصطناعي.
وقال إن المجلس الأعلى للذكاء الاصطناعي، ينسق مع وزارة التعليم العالي، ووزارة المؤسسات الناشئة لتقنين مسؤولية مواجهة هذا الذكاء في الجزائر.
ويرى بأن المسؤولية في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، تبدأ من التعليم المتوسط والثانوي، حتى لا تصبح الأجيال القادمة مجرد فئات مستهلكة للتكنولوجيا وتطوراتها، وتقع ضحية في قبضة الإيديولوجيات الأجنبية التي تستعين بالذكاء الاصطناعي لتغيير المفاهيم، والمساس بالعقائد والهويات.

اللغة والدين… تهديدات الثورة المخادعة للذكاء الاصطناعي
ورغم أن الذكاء الاصطناعي، بحسب مراد بوعاش، مجرد أداة تكنولوجية، للتسهيل والتسيير، يمكن تطويعها، إلا أن المخاوف تبقى قائمة وتتطلب جهودا عربية وإسلامية لمواجهة حرب الهويات، بحيث ينبغي السير في مجال تعليم اللغات، واللغة العربية خاصة نحو إبداعات مبتكرة.
وحذر مختصون من بعض التطبيقات، على غرار البرنامج الشهير “شات جي بي تي”، التي يمكن أن تعطي معلومات محرفة، أو أن تمهد من خلال الذكاء الاصطناعي لتصورات خاطئة، قائلا: “إننا نواجه تحديا حقيقيا يحتاج إلى انفتاح وتفهم ونظرة إيجابية وقدرة على التكيف ومرونة في التعامل مع كل ابتكار تقني جديد”.
ومن جهته، أفاد المختص في برمجيات الذكاء الاصطناعي، ومطور منصة “نجوم”، مراد دحمان، لـ”الشروق”، بأن التركيز على الأولويات في هذا المجال من أهم الخطوات التي على الجزائر اتخاذها للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في شقه الإيجابي، واعتبر أن الأمن الغذائي والطاقوي، في مجال ترشيد الاستهلاك، يمهد أكثر لفهم معنى التكنولوجيا الجديدة، والانفتاح عليها دون مخاوف.
وأكد مراد دحمان أن الذكاء الاصطناعي أشبه بثورة مخادعة، لكن يمكن خلال المدة القادمة، الاطمئنان إلى أنه تقنية برمجية جديدة كغيرها من التقنيات، فمثلا “شات جي بي تي”، معد ومبرمج لاستخراج كم هائل من المعلومات المتوفرة على شبكة الإنترنت، إلا أن أكبر اعتماد، بحسبه، يكون على محرك البحث “غوغل”.
ودعا إلى استراتيجية جزائرية لمواجهة سلبيات الذكاء الاصطناعي، من خلال تحليل البيانات الضخمة، والبسيطة وإعداد البرمجيات، وتنشئة الأطفال على التعامل مع الخوارزميات والتقنيات الجديدة في مجالها الإيجابي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!