نحو عقد شراكات جزائرية إيطالية في القطاع الفلاحي

فتح أحد أهم المعارض عالميا لتطوير الزراعات وصناعة العتاد الفلاحي الذي تحتضنه مدينة باري الايطالية، الأبواب أمام الجزائر سواء للشراكة أو التعاون في القطاع، خصوصا لمواجهة موجات الجفاف المتكررة والطويلة التي تضرب الجزائر.

في هذا السياق أوضح مدير مكتب لوكالة الترويج في الخارج وتدويل الشركات الإيطالية “ICE”، غابريالي باروني، في ندوة صحفية نظمت بجناح ايطاليا بمعرض الجزائر الدولي، أن وفدا رسميا من الجزائر يضم متعاملين في القطاع الفلاحي، سيشارك في معرض “أغريليفانتي” بمدينة باري جنوب إيطاليا في الفترة ما بين 5 إلى 8 أكتوبر المقبل، وسيكون له لقاءات مكثفة مع الشركات المصنعة للعتاد والمطورة للأنظمة والحلول الزراعية المتطورة والحديثة.
من جهته، ذكر جيرولامو روسي، مسؤول التحرير بمكتب الاتصال للفدرالية الايطالية لمصنعي الآلات الزراعية “فيدارأوناكوما”، أن الجزائر على غرار بلدان المنطقة المتوسطية، ظهرت بها مشاكل وصعوبات تعترض القطاع الفلاحي في الفترة الأخيرة، بسبب التغيرات المناخية والاختلالات الديمغرافية وتراجع مساحات الأراضي الخصبة.
وحسبه، فإن الجزائر يتمركز نحو 44 بالمائة من سكانها في المناطق الريفية، ما يجعل الاقتصاد القائم على الزراعة في مواجهة موجات جفاف متكررة أكثر فأكثر وطويلة المدة، مشيرا إلى أن حلول تكنولوجية ايطالية متوفرة خصيصا لبيئة مثل الجزائر في ظل ندرة الماء أكثر فأكثر. وحسبه، فإنه في ظل هذه الوضعية، يمثل معرض باري فرصة للاطلاع على المكننة الزراعية واستخدام أحدث الأجيال من الوسائل والمعدات الميكانيكية، التي صار الاعتماد عليها أكثر من ضرورة، من أجل الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة خصوصا من حيث المياه، موضحا أن الجزائر على غرار دول شمال إفريقيا تميل إلى تلبية احتياجاتها من التكنولوجيات الزراعية من خلال الاستيراد، والتي تعد بالتالي مؤشرا مهمًا لاتجاهات السوق المحلية.
وحسب جيرولامو روسي، فإن إيطاليا هي ثالث مورد للجزائر بالمعدات والحلول الزراعية خلف تركيا والصين، موضحا بأن العام 2022 شهد استيراد ما قيمته 153 مليون يورو من الجرارات الفلاحية والآلات الزراعية، بارتفاع قدره 2.4 بالمائة مقارنة بـ 2021، تستعمل خصوصا في تربية مختلف أنواع المواشي والدواجن والصناعة الزراعية ومعالجة الحليب ومخصبات وغيرها.