-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نداء الأديب بوعلام صنصال للمسلمين

نداء الأديب بوعلام صنصال للمسلمين

نشرت أسبوعية “لكسبرس” الفرنسية في منبر الرأي يوم 16 أوت 2022 مقالا للأديب الجزائري المغترب بوعلام صنصال. والغريب أن المقال ظهر بدون عنوان واضح، بل ورد في مقدمة المقال باسم تحرير المجلة النص التالي: “الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، المهدَّد هو الآخر بالقتل، يردّ ‘بغضب’ على الاعتداء على سلمان رشدي. ويدعو ‘أصدقاءه المسلمين’ لقراءة ‘الآيات الشيطانية’.” وبعد ذلك انطلق بوعلام صنصال مباشرة في صياغة ندائه. دعنا هنا نأتي ببعض فقرات هذا النداء دون أي تعقيب. 

“شرّ عصرنا… الإسلام”!؟

يستهلّ بوعلام صنصال نداءه بالعبارة: “إذا اضطررتُ إلى اختيار كلمة واحدة لوصف شرّ عصرنا، فسأقول ‘الإسلام’.” ثم يواصل “ليس هناك ظاهرة حوّلت العالم إلى هذا الحد، وأحدثت فيه البلبلة، وشوّهته، وحرّفته، وأرعبته كما فعل الإسلام، فلم يتسبب أي مرض في مثل هذا العدد من الضحايا، ولم يُلْقِ أي داء بهذا العدد من البلدان في مثل هذه الفوضى، ولم يؤدِّ أيُّ وبال بالناس إلى المنفى كما فعل هذا الدين”. 

و”لا توجد أي حقيقة سامية أخرى برَّرت بهذا الشكل أسوأ الفظائع على وجه الأرض وضاعفت عددها كما فعل مسلمو داعش وطالبان والجماعات الإسلامية المسلحة وبوكو حرام وشركاؤُهم…”. و”إذا استثنينا بلدا واحدا أو بلدين، فإن جميع الدول الإسلامية تعيش في حالة تخلف شديد في ظل أنظمة استبدادية وفاسدة وإجرامية تستغلّ الإسلام في سياساتها الداخلية والخارجية”.  

و”باستثناء بلد واحد أو اثنين، فإن البلدان غير الإسلامية هي أيضا شديدة التضرُّر. لقد أصبح الإسلام هاجسها الأول قبل التضخُّم، وقبل البطالة، وقبل أسعار البنزين، وقبل حرائق الغابات، وقبل المخدرات؛ فهذا الدين جعل نفسه حاضرًا أكثر فأكثر في تلك البلدان، وأكثر فأكثر ضغطا، بل صار غازيا بشكل صريح، ومتعجرفًا وقاتلًا”.  

و”إذا وجد الباب مغلقًا، دخل من النافذة، وإذا كانت النافذة قد أغلِقت بجدار، دخل عبر المدخنة. وعندما لا يكون هناك أيُّ منفذ، دخل عبر الطريق الملكي الذي تُعَبدّه الإنترنت”.  

“إن الدول الاسكندنافية التي كانت أرضا رائعة ترحِّب بالمسلمين الفارِّين من العنف والفقر في بلدانهم… لم تعُد ترغب في استقبالهم، فتلك البلدان الغربية تتخذ اليوم إجراءات طارئة، وهي في حالة ذعر للقضاء على هذا الشر. ويلاحظ المسافرون الذين يحملون جواز سفر من دول إسلامية، مثلي، أنه يتم استقبالهم ببرودة في جميع البلدان على الرغم من أن لديهم تأشيرة سارية المفعول ولديهم الموارد المالية اللازمة لإقامتهم”.  

و”يعلم هؤلاء المسافرون أن الإجراءات الأمنية الثقيلة والمكلِّفة التي تعرقل عمل المطارات في كل دول العالم مرتبطة مباشرة بدينهم: بما أننا لا نستطيع طرد دين فإننا نطرد المؤمنين به. لكن هذا الجهد ظهر من دون جدوى. لقد فات الأوان، فالإسلام صار في كل مكان كما لو كان في عقر داره…”.  

“كيف سيكون الغد؟ بالتأكيد سيكون الشر أعظم، إلا إذا استيقظ المسلمون على معجزة وتجنّدوا لإنقاذ دينهم من براثن الإسلامويين ومن الأنظمة الإسلامية الفاسدة التي تستغلهم عن بُعد…”. ففي هذا العالم “الذي يسوده السلام والمحبة والتسامح، يشهد على سوء الحال التزايدُ في عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت حماية الشرطة لأنهم مهددون باسم الإسلام. وإذا أخذنا مثال فرنسا، فإننا نجد أن الشرطة الوطنية لن تكون كافية مستقبلا. وسيكون من الضروري تجنيد فيالق وكتائب من رجال الأمن، بل تشكيل سلكٍ جديد من حراس الأشخاص يعرفون الإسلام ويستطيعون التعرُّف عليه مهما كان الكساء الذي يظهر به. وفي فرنسا “تستمر قائمة ملفات المبحوث عنهم في إطار أمن الدولة في التزايد. وبهذه الوتيرة ستشمل القائمة في النهاية جميع المسلمين في فرنسا… حتى نصل إلى فرنسا الإسلامية”. 

بوعلام صنصال قبل 10 سنوات 

في يوم 28/08/2017، نشرنا في منبر الرأي في صحيفة “الشروق” مقالا بعنوان “الروائي رشيد بوجدرة ورفاقه”. وفي ذلك المقال تطرقنا إلى بعض ما جاء في مسيرة الروائي بوعلام صنصال في الفقرتين التاليتين بعد أن اطّلعنا على فيلم وثائقي تجاوزت مدته الساعتين يستعرض فيه زيارته لإسرائيل عام 2012:  

“ذاع صيت بوعلام صنصال في بعض الأوساط النافذة حينما زار مدينة القدس عام 2012، ووقف يتأمل أمام حائط المبكى وهو يرتدي قبعة (كيباه) اليهود الأرثدوكس، ثم استضيف في ما يشبه بيت أحد الإسرائيليين هناك وأحاطت به جماعةٌ من المثقفين والفنانين الإسرائيليين ظلوا يحاورونه خلال مدة تقارب ساعتين حول ما حدث ويحدث في الجزائر وحول سياستها وتوجهها لاسيما إزاء إسرائيل”. 

“وكان يحلو للروائي الجزائري التندُّرُ بمواقف بلده، وكان يروي لهؤلاء القصص والوقائع التي عايشها مثل تلك التي التقى فيها سرّا وزيرا إسرائيليا عندما كان موظفا في وزارة الصناعة الجزائرية خلال التسعينيات. وكان هذا الوزير– حسب ما يرويه صنصال- قد عرض عليه آنذاك 500 مشروع اقتصادي استثماري إسرائيلي بالجزائر، موضِّحا أن هذا الوزير أكد له أن اسم إسرائيل لن يظهر في هذه الاستثمارات، وأنها ستكون بأسماء شركات غربية لتسهيل تمريرها. وتأسَّف صنصال ومستمعوه لعدم موافقة الجزائر على هذا النوع من الاستثمار.” 

دعنا نعود إلى نداء الأديب بوعلام صنصال، ونقرأ مقترحاته وخاتمته. لقد كتب في آخر ندائه: “أقترح على أصدقائي المسلمين قراءة “الآيات الشيطانية” لسلمان رشدي، وسيقفون بأنفسهم على أنه لا يوجد شيءٌ من الكفر في صفحاته، فهو يصف الواقع الذي سيرونه بأعينهم إن تخلّصوا من الغشاوة التي تحجب عنهم الإدراك السليم”.  

و”أقترح أيضًا أن يكتبوا إلى سلمان رشدي ليؤكِّدوا له تعاطفهم، وليتمنُّوا له الشفاء العاجل، ولتشجيعه على الاستمرار في كتابة الأشياء الجميلة على نفس خطى ‘الآيات الشيطانية’.” 

“شكرا لمساهمتكم في إنقاذ البشرية والعالم”! 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!