الجزائر
أعضاء حركة "عزم" في منتدى الشروق:

نرفض الجلوس إلى طاولة الحوار لالتقاط الصور

الشروق أونلاين
  • 7399
  • 31
الشروق

نزل نشطاء “حركة عزم”، السبت، ضيوفا على منتدى الشروق، وبلغة جديدة قدم كل من حسام حمزة وتوفيق هيشور، الخطوط العريضة والأفكار الكبرى التي جاءت بها هذه الحركة السياسية الناشئة التي ولدت من رحم الحراك الشعبي، وأظهر ضيوف الشروق قدرة كبيرة في الخطاب السياسي الذي يختلف عن خطاب الأحزاب التقليدية.

عضو الأمانة الوطنية المكلف بالإعلام للحركة حسام حمزة:
عزم ستتحول إلى حزب سياسي قريبا

كشف عضو الأمانة الوطنية المؤقتة، المكلف بالإعلام لحركة “عزم” حسام حمزة، وهي إحدى الحركات الداعمة والمشاركة في الحراك الشعبي الذي تعيشه الجزائر منذ 22 فيفري الماضي، تأسست بتاريخ 16 مارس 2019، عن التحضير لتحويل الحركة إلى حزب سياسي قريبا، حيث تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة والخطوات الواجب اتباعها لتتحول “عزم” إلى حزب سياسي، وصرح حسام حمزة: “نفكر في التحول إلى حزب سياسي وكل شيء جاهز لذلك، ونرفض المشاركة في لجنة الحوار دون تقديم مقترحات والاكتفاء بالتقاط الصور”.
ويؤكد المكلف بالإعلام لحركة “عزم” خلال نزوله ضيفا على منتدى جريدة “الشروق” أمس، أن حركة “عزم” ما هي إلا نوع من التحدي لواقع سياسي يتسم بالتخلف والإفلات التام على مستوى الأحزاب السياسية المغيبة من طرف السلطة، بحكم أنه لا يوجد صوت يعبر عن الشعب، قائلا “الشباب فقد ثقته في الأحزاب والسلطة”، مضيفا “خلال اجتماعنا الأول بتاريخ 14 فيفري، لم نكن نعلم بوجود الحراك، إلا أن اندلاعه أسبوعا بعد ذلك ساهم في خلق سياق مناسب للنشاط السياسي، وساعدنا في إحياء الرغبة في النشاط السياسي لدى الشباب، فكل الجزائريين كانوا ينتظرون مولودا سياسيا، بحكم أن الكتلة الصامتة تحركت”.
ويجزم حسام حمزة بأن توجه “عزم” هو توجه وطني، قائلا أن التيار المحافظ لم يكن يمثله في الجزائر إلا حزب جبهة التحرير الوطني الذي أصبح فيما بعد بيد السلطة، لذلك أرادت “عزم” أن تصبح صوتا جديدا تمثل الانتماء العربي والإسلامي، من خلال طرح مقترحات قوية، مشددا “اقترحنا مشروع الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات والتي نهدف من خلالها لإعادة الصوت للشعب الجزائري، حيث قدمنا ضمانات لحماية صوت الجزائريين في الانتخابات الرئاسية المقبلة”، مشيرا إلى أنه حتى في حال عدم رحيل الوزير الأول نور الدين بدوي ورئيس الدولة عبد القادر بن صالح، بالرغم من أن “عزم” كانت من الأوائل المطالبين برحيلهما، إلا أن استحداث اللجنة العليا لمراقبة الانتخابات، سيمكن من تحييدهما، ومنعهما من التأثير على الاستحقاقات الرئاسية.

بقاء بن صالح وبدوي لن يمنع من مواصلة الحلول

وأوضح المتحدث في السياق، قائلا “نحن في عزم لا نتعامل مع بدوي وبن صالح كشخصين وإنما كمنصبين، إذا لم نستطع جعلهما يرحلان، فلن نوقف الحل عند هذه النقطة، وإنما سنواصل العمل لتجسيد الانتخابات الرئاسية، ولكن وفق ضمانات أخرى تحققها الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات، التي ستكون البديل الجاهز لإعادة الثقة للشعب في شفافية الاستحقاق الرئاسي”.
وتحدث حسام حمزة عن المرحلة الانتقالية، مؤكدا أن الفترة التي تعيشها الجزائر اليوم هي في حد ذاتها بداية لمرحلة انتقالية، في انتظار تنصيب المجلس التأسيسي، مشددا على أن الجميع يتكلم عن مرحلة انتقالية قصيرة، إلا أن ما يجهله الكثيرون هو أنه من الصعب التحكم في عامل الوقت خلال هذه المرحلة بحكم أن الثورة الفرنسية في حد ذاتها استغرقت مائة عام للإعلان عن الجمهورية الثالثة.
وشدد ممثل حركة “عزم” على أن الشيء المثير للخوف اليوم هو أن يتحول الحراك لمواجهة بين فئتين من الشعب في المجلس التأسيسي وخصوصا أولئك المطالبين بتصفية الثوابت الوطنية، فالجزائر حسبه تنام على تاريخ عريق وهوية لم تؤسس بتاريخ 22 فيفري المنصرم، فالثورة لم تقم ضد الهوية وإنما ضد الاستبداد واستكمالا للحرية والديمقراطية، يضيف المتحدث، “لذلك فالحراك لا يجب أن يحرف عن مساره”، وذهب أبعد من ذلك قائلا “ليس كل ما يطالب به الشارع شرعي”، في حين اعتبر أن الثورة والحراك سيتوقفان في يوم ما ولن يستمرا إلى الأبد، وسينوب عنهما الكيان المهيكل، من أحزاب وتنظيمات التي ستقترح مجموعة من الأفكار وتوصل صوت الشعب.
وأكد المكلف بالإعلام على مستوى حركة “عزم” أن الوضع اليوم في الجزائر لا يقوم على أساس وجود موالاة ومعارضة، بزوال الموالين والمعارضين لبوتفليقة ونظامه، بالرغم من اعتبار اليوم أن المعارض هو كل من يعارض الحلول التي يراها الجيش مناسبة والموالي هو المتفق مع الجيش، مشيرا إلى أن “عزم” ترى أن كل هذه التوجهات خاطئة وأن الأصح هو اختيار الطريقة المناسبة للحل، لأن الدفع نحو التعقيد لن يوصل لشيء، فاليوم لا مجال للمعارضة التي كانت في الماضي تتعامل مع المخابرات وتعادي هوية الشعب الجزائري وتلتقي بالنظام سرا.

عضو الأمانة الوطنية لحركة “عزم” توفيق هيشور:
رحيل الباءات قضية جزئية لا نريد الغرق فيها
– نحن ضد من يريد وضع العصا في الدولاب ومبادرتنا خالية من دسم السياسة

قال عضو الأمانة الوطنية لحركة “عزم”، توفيق هيشور، إن الهيئة العليا لتنظيم الانتخابات عن طريق الترشح بين النظراء هي الطريقة السلسة والقانونية لتحقيق مطالب الشعب، وإحالة كل رموز الفساد على القضاء ومحاسبتهم من طرف العدالة الجزائرية.
ورفض فكرة أن حركة “عزم” لا ترغب في رحيل الوزير الأول نور الدين بدوي، ورئيس الدولة عبد القادر بن صالح، مثلما يتهمها البعض، خاصة بعد تركيزها على الجانب التقني والسكوت عن المطالبة برحيل الشخصيتين السياسيتين، موضحا “نحن في البداية طالبنا علنا برحيلهما، وهذا بناء على تصاعد الاحتجاج ضدهما في الشارع، وخلال مسيرات الحراك الشعبي، ولكن نحن عمليين نفكر في أسرع الأمور للحل، فلما خفضت النداءات عدنا للحل القانوني والدستوري.. نحن لا نختلف ان بن صالح كان مع الأرندي ورمز من رموز النظام القديم.. لا نختلف أن بدوي زور 6 ملايين استمارة.. لكن لا يجب أن نغرق في هذه الجزئيات”.
وأكد المحامي والحقوقي، توفيق هيشور بصفته عضوا بارزا في حركة “عزم”، أن مبادرة الحركة تهدف إلى تحقيق مطالب الحراك وتنحية رموز النظام القديم من خلال انتخابات حرة ونزيهة من خلال آليات ترشح النظراء، حتى تعطي الحجية القانونية عبر الصندوق، وتأسف هيشور من عدم فهم بعض الحركيين أهداف الحركة، حيث علق قائلا “من لديه القوة الحقيقية للتعبير عن الشعب فليلق بالحل إلى الشارع.. مصطلح رأي الشارع يحتاج إلى ضبط.. ليس كل الشارع صوت واحد.. نحن لدينا صوت الحلول القانونية والواضحة في الحل”.
وأضاف هيشور موضحا أن حركة “عزم” لا تتبع من يضع العصا في الدولاب للذهاب إلى الحل، لأن مبادرتها قانونية وتقنية خالية من دسم السياسة. ويرى، أن الذين ينادون بمجلس تأسيسي يدعون إلى انتخابات من اجل هذا الأخير، والأولى بهم حسبه أن يدعوا للهيئة العليا للانتخابات.

توفيق هيشور: عزم حققت في 6 أشهر ما لم تحققه أحزاب كبيرة في 30 سنة
“لسنا من هواة الاستعراض في القاعات المكيفة”

دافع عضو الأمانة الوطنية لحركة “عزم”، توفيق هيشور، بقوة عن مبادئ الحركة وأهدافها، ورد عن الذين يرفضونها حسب تعبيره، قائلا “نحن لم ندع إلى مسيرة في ساحة الشهداء ولكن دعونا مجموعة من المناضلين للنقاش.. أتعجب كيف لا تلقى الحركة قبولا عند البعض، ما حققناه في 6 أشهر من مبادرات كاف وممتاز مقارنة مع أحزاب تواجدت منذ 30 سنة”.
وسلط توفيق هيشور، الضوء على الكثير من النقاط والتساؤلات حول نشاط الحركة، مشيرا إلى أن دور “عزم” لا يأتي في إطار البحث عن الشعبوية والنخبوية، لأن مسألة حشد الجماهير حسبه، مسألة أخرى، لكن الحركة تسعى للإفراج عن مبادرة سياسية، تواكب وتلائم الواقع الحالي للأحداث الجارية.
وقال إن أحزابا تتوجد منذ 30 سنة ولكن لا يوجد في أدراجها برنامج حقيقي، وإن “عزم” ولدت يوم 16 مارس الماضي، وأمامها الوقت لتبرهن عن مبادرتها دون أن تتعارض مع مطالب الحراك الشعبي الذي انطلق يوم 22 فيفري الماضي.
وأردف القيادي البارز في حركة “عزم” قائلا “لا ندعي البطولة ولا نرفع مكبرا صوتيا للقيام بعمليات استعراضية، لقينا الكثير من القبول في الشارع، لكن لا نزايد على الجزائريين في القاعات المكيفة.. نحن أمام صراع حضاري”.
وأوضح أن من يتهمون الحركة بالولاء للسلطة، من خلال تبني بعض الافكار ومساندتها، لا يعرفون حتى معنى “السلطة” و”المعارضة”، وأن هذين المفهومين كانا في زمن بوتفليقة، حيث الصراع اليوم حسبه حضاري، وكل ما في الأمر يضيف “أن “عزم” مع الهوية الجزائرية ومع بيان أول نوفمبر وتتوافق مع من يتماشى مع هذه الثوابت”.

انسحبنا من اجتماع عين البنيان بسبب إقصاء مقترحاتنا في الحوار

وبخصوص لجنة الحوار، يقول حسام كريم أن “عزم” ليست ضد الحوار أو مع مبدأ الإقصاء، بل تعترف بضرورة أن كل من لديه صوت يجب أن يعبر عنه، وإيجاد حلول توافقية، معتبرا أن الحوار كقيمة في الأساس يعتبر مبدأ مقبولا، ولكن نحن ضد أن يكون هذا الحوار صوريا، ولن نشارك فيه بهذه الطريقة، إذا كنا لن نسهم في إثراء المناقشة، مع العلم أن مقترحاتنا جاهزة بخصوص الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات وقدمناها منذ اليوم الأول، مضيفا “تلقينا دعوة في لقاء عين البنيان بالعاصمة، ولكن بمجرد وصولنا، أحد رؤساء الأحزاب السياسية أراد إقصاءنا، لذلك انسحبا، ونفضل عدم المشاركة على أن تكون مشاركتنا صورية”.
وعن إقالة وزير العدل، أوضح حسام كريم أن القرار كان سياسيا وليس قانونيا، بحكم أن ما يحدث اليوم هو تصفية للأشخاص المتورطين في الفساد من بقايا النظام البوتفليقي، ومعلوم أن وزير العدل الجديد بلقاسم زغماتي أحد ضحايا هؤلاء، لذلك فإن هذا التنصيب جاء بهدف تصفية كل المتورطين في النظام السابق، فحسب المتحدث “لا يوجد من يقوم بهذا الدور أحسن من وزير العدل الحالي”.
وانتقد حسام الاتهامات الموجهة لـ”عزم” بشان رفع شعارات الباديسية النوفمبرية، قائلا “هذه ليست تهمة، بل فخر لكل جزائري، ونحن دافعنا عن الأمة وعن جزء من الثقافة والهوية الجزائرية”، وذهب أبعد من ذلك مشددا “نحن دافعنا عن هذه المبادئ حينما كان الجيش يتحكم فيه ضباط فرنسا، وليس ولاء لأي جهة”، مؤكدا أن “ما يجمع الجزائريين هو المواطنة، وما يفرقهم ما دون المواطنة وهو ما تتبناه فئة معروف ولاؤها لفرنسا” يردف المتحدث.

“سجناء الرأي” كتاب كبير يجب أن نقرأه كله

دافع العضو البارز في حركة “عزم”، المحامي توفيق هيشور، عن سجناء الرأي في الجزائر، قائلا “الكتاب كبير ويجب أن نقرأه كله.. عندما نتحدث عن سجناء الرأي نبدأ من سنة 1992”.
وأوضح أن الحديث عن سجناء الحراك الشعبي لا ينبغي أن يكون بإقصاء سجناء الرأي الذين سبقوهم إلى المؤسسات العقابية منذ 1992، وقال “أرى أنه من فتح ملف سجناء الرأي فتحه بانتقائية.. يجب أن يفتح ويشمل كل القائمة”.
ويرى الحقوقي هيشور، أنه حان الأوان لفتح ملفات سجناء الرأي، والاعتراف بأن هناك سجناء سياسيين، بجراءة إنسانية وحقوقية وليس على الحساب الشخصي، وأضاف “لماذا فتح الملف تزامن مع بعض الأحداث، وبانتقائية؟”.
ودعا إلى المصداقية والإنصاف في فتح ملفات سجناء الرأي مع التفريق بين من سجنوا لارتكابهم جرائم تمس الوحدة الوطنية خلال الحراك الشعبي ومن سجنوا بسب آرائهم ومواقفهم الواضحة.

بن باديس كان رجلا إصلاحيا والانتماء إليه ليس تهمة

دعا الحقوقي توفيق هيشور، إلى ضرورة التصالح مع الهوية الجزائرية دون إقصاء الآخر، حيث نفى وجود صراع مع حركة “عزم” والتنازع معها فيما يخص شبهات حول التنوع الثقافي وذلك على خلفية حمل الحركة شعار”باديسية نوفمبرية”.
وقال هيشور، إن الحراك جعل كفضاء للتحاور، وإبداء الرأي، و”لكن ترفض “عزم” أن يستغل لرفع رايات وأعلام تضر بالعلم الوطني.. واجبنا الدفاع عنه، ولسنا عنصريين.. بن باديس كان رجلا إصلاحيا وليس الانتماء إليه تهمة”.
وأكد أن حركة “عزم”، ضد كل من يخدم بقايا الاستعمار الفرنسي في الجزائر، ومن لديهم مخابر تكونهم في الخارج لضرب الهوية الجزائرية.

هيئة كريم يونس تضم شخصيات صدامية

أكد توفيق هيشور، أن أعضاء لجنة الحوار والوساطة التي يترأسها كريم يونس، شخصيات صدامية لا تتسم بسعة الصدر، وليست كما يقال عنها “وطنية”، قائلا “أعطونا تعريفا واضحا لمفهوم الوطنية! شخصية وطنية!.. أعتقد أنها مصطلحات فضفاضة تطرح في الحقل السياسي..”
وعن موقف “عزم” حول هيئة يونس، أوضح هيشور، أنها ترى في هذه الهيئة لجنة شكلية من أجل تمرير مشروع معين، ليس هدفها حسبه، الحوار ولكنها مساندة غير محايدة ليست لديها علاقة بالقبول من طرف الحراك الشعبي الجزائري.
وفيما يخص تأخر حركة “عزم” في إصدار تعليق وإبداء الرأي حول هيئة كريم يونس، قال توفيق هيشور في منتدى الشروق، إن ذلك كان على خلفية التأكد من حقيقة الدور الذي جاءت لأجله، وهل هي فلكلورية أم حوارية.
وأكد هيشور رفض الحركة استدعاءها من طرف كريم يونس، لجعلها على حد تعبيره”كورال” يتزين به المشهد، مضيفا “نحن حركة لديها مشاريع.. لديها إطارات، لم نأت وأيدينا فارغة، وليس دورنا التقاط الصور ونشرها عبر الفايسبوك”.
وتساءل عن معنى ميثاق الشرف الذي تطرحه هيئة كريم يونس، خاصة أنه محاولة حسبه، للسطو على الحراك الشعبي من أجل مصالح سياسية ضيقة لا تنطلق من حلول الدولة العميقة، معتبرا أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات هي الطرح الأكاديمي الذي يجب أن نذهب إليه.

مقالات ذات صلة