-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نريد حقنا الأخلاقي والمعنوي!

حفيظ دراجي
  • 50557
  • 8
نريد حقنا الأخلاقي والمعنوي!

مباشرة بعد علمه بانضمامي إلى أسرة الشروق اليومي، وقبل أن أكتب أول مقال الأسبوع الماضي، اتصل بي أحد الزملاء المصريين المحترمين من مصر، مهنئا ومتسائلا في نفس الوقت كيف وماذا سأكتب، راجيا مني التوجه في كتاباتي نحو التهدئة وإقناع زملائي في الشروق بضرورة تجاوز الأزمة والدعوة إلى التعقل والسعي إلى نسيان الذي حدث.

  • وبعد أول موضوع كتبته الأسبوع الماضي جاء دور أحد زملاء الدراسة ليتصل بي من الجزائر راجيا مني عدم التوقف عن الرد على ما يقوله ويكتبه بعض الإعلاميين في مصر، وعدم السكوت عن الإهانات المتواصلة في بعض الصحف والفضائيات المصرية لكل ماهو جزائري.
  • وبين هذا وذاك كانت إجابتي واحدة للاثنين معا، بأنني لم ألتحق بالشروق من أجل تغيير خطها الافتتاحي، ولا من أجل التهدئة أو التصعيد، لأنني لست ناطقا رسميا باسم الإعلام الجزائري أو الحكومة الجزائرية، ولا باسم الشعب الجزائري، ولا حتى باسم الاتحاد الجزائري، كما أن الشروق والصحافة الوطنية الحرة لم تظهر في الجزائر بعد مباراة مصر، والمحن التي مرت بها منذ نشأتها وخرجت منها سالمة أكبر بكثير مما حدث بعد مباراة مصر الجزائر، لذلك لن تتوقف كثيرا عند تداعيات الأحداث، وها هي تكتب عن المنتخب وتنتقده وتشجعه وتبحث عن أخباره، وها هم الجزائريون اليوم منشغلون بالتحضير للمونديال والتفكير في ما بعد المونديال ومنشغلون بهمومهم ومشاكلهم اليومية والتحديات التي تنتظرهم، وهي أكبر وأهم من كل بلد ومن الدنيا بأكملها.
  • كما أن الصحافة الجزائرية لا تأتمر بأوامر أحد، وتكتب ما تشاء، وتجد في نفس الجريدة من ينتقد الرئيس والوزير الأول والحكومة، ومن يمدحهم ويثني على جهودهم، وحتى في أجمل لحظات الفرحة بالتأهل إلى المونديال خرج إلينا بعض الإعلاميين الجزائريين من ينتقد المنتخب وأدائه.
  • ولكن بعد تأجيل صدور قرار الفيفا بطلب من الاتحاد المصري كان علي أن أعود مجددا إلى الموضوع من زاوية أخرى بكل الأدب والاحترام والتقدير والتبجيل للشعبين المصري والجزائري على حد سواء، وبدون أدنى احترام كعادتي لتجار الفتنة من الإعلاميين، وكل السياسيين والفنانين والمثقفين والرياضيين الذين أساؤوا إلينا ويواصلون عبر صفحات الجرائد والفضائيات، وللاتحاد المصري الذي يواصل سياسة الهروب إلى الأمام، ويخفي على المصريين مساعيه من أجل الصلح وتقديم الاعتذار لأن في اعتقاده مصر الكبرى لا يمكن أن تعتذر للجزائر الصغرى ..
  • أعود اليوم لأذكر بأن الاتحاد الجزائري لم يكن معنيا بجلسة الخميس الماضي لأنها تعني المتهم فقط وليس الشاهد، والاتحاد المصري من جانب واحد خاطب الفيفا راجيا تأجيل النطق بالحكم إلى ما بعد اجتماعات الاتحاد العربي لكرة القدم المقررة في جدة نهاية الشهر، والتي ستكون فرصة للمصالحة بين الاتحادين بوساطة قطرية وسعودية حسب ما سربه الاتحاد المصري.
  • فالاتحاد المصري وبعض الإعلاميين لازالوا يعتقدون بأن المشكلة بين سمير زاهر وروراوة، ويكفي لقائهما إن حصل في جدة لتحل المشكلة، ويعتقدون بأن الصلح بينهما سيخفف العقوبات على الاتحاد المصري أو يلغيها، ويعتقدون بأن الجزائر والجزائريون سيفرحون لعقوبة الاتحاد المصري ويشعرون بالنشوة ورد الاعتبار، ويعتقدون بأن لا هم لنا سوى انتظار تسليط العقوبات على الجانب المصري، ويعتقدون بأن الصلح سيدعم حظوظ سمير زاهر في انتخابات الاتحاد العربي ..
  • صحيح أن العقوبة المرتقبة دليل إدانة على عدوان لم يعترف به المصريون إلا بعد فوات الأوان، وهو حق قانوني سيستعيده الجزائريون، ولكن الجزائريين يريدون حقهم المعنوي والأخلاقي، ولا يقبلون بغير الاعتذار بديل، حتى ولو لم يطالبوا به، بل الشرفاء في مصر هم الذين اقترحوا تقديم الاعتذار ويقومون بكل ما بوسعهم للوصول إلى صيغة تحفظ ماء الوجه ولا تنقص من قيمة أحد.
  • الاعتذار لن يكون للجزائريين فقط، بل لكل المصريين من المواطنين الشرفاء لأن الإساءة كانت لمصر ولمكانة مصر، ولكل العرب الذين جرح أشباه الإعلاميين مسامعهم ومشاعرهم في مختلف الفضائيات ووسائل الإعلام بكل أنواع السب والشتم وقلة الأدب، وهم الذين لا يقبلون لمصر أن تنزل إلى هذه الدرجة من الانحطاط السياسي والثقافي والإعلامي بفعل هواة في السياسة، ومثقفين وفنانين لا ثقافة ولا فن لديهم في التعامل مع الغير وفقدوا احترام المشاهد العربي، وإعلاميين مساكين وجهلة بالقوانين وما يحدث في عالم الكرة، يكذبون ويصدقون أنفسهم، ويتحدثون مع أنفسهم وفي ما بينهم، ويعتقدون بأن العالم يشاهدهم ويستمع إليهم ويصدق ما يقولون.
  •  الاعتذار الذي كان مطلبا مصريا، رسميا وشعبيا في بداية الأزمة وتبخر مع مرور الوقت لأنه لم يكن مشروعا، وحتى وإن كان ضرورة أخلاقية ومعنوية بالنسبة للجزائريين، إلا أنه لم يطالب به أحد، لأننا لا نعتبر الاعتداءات والإساءات التي تعرضنا لها مساس بكرامتنا وشرفنا وسيادتنا، لأنها كلها محفوظة وليس من السهل النيل منها، والجزائر محترمة وكريمة وسيدة حتى لو لم تتأهل إلى المونديال، وحتى لو فاز علينا المنتخب المصري، وحتى ولو لم تتوقف الإساءات والإهانات لنسائنا ورجالنا ورموزنا وشهدائنا.
  • الاعتذار لن ينقص ولن يزيد من قيمتنا، لأن شرف الجزائر وعزتها ليست في مباراة كرة القدم، والتاريخ وحده كفيل بأن يشهد على من خرج من هذه المحنة شامخا ومنتصرا، ومن خرج منها صغيرا يلاحقه الخجل مثلما قاله الوزير الأول أحمد أويحيى، وسيأتي اليوم الذي سنقلب فيه الصفحة دون تمزيقها، لأن الجزائريين بفطرتهم وعفويتهم وخصالهم لا ينسون من وقف إلى جانبهم وساندهم ودعمهم عبر التاريخ، مثلما لم ولن ينسوا أبدا من يسيء إليهم ، ولكم العبرة في فرنسا التي ستبقى الأجيال تلاحقها وتطالبها بالاعتذار على جرائمها في حق الشعب الجزائري مهما طال الزمن .. 
  • أما من أخذتهم العزة بالنفس من أشباه الإعلاميين الذين يعارضون تقديم الاتحاد المصري للاعتذار فإنهم يعلمون بأن الأمر إن حدث سيكون إدانة غير مباشرة لهم أيضا، وهم الذين أعدوا الطبخة المسمومة وقدموها وجبة  لجماهيرهم ، ويعتقدون بأن العزيز والكريم والكبير لايعتذر حتى ولو أخطأ.      
  • وإن كنت لا أدعي التهدئة لأنني لست إلا قلما وصوتا واحدا، لكنني لم أدعوا ولم أقصد التصعيد يوما، بقدر ما أخذت على عاتقي رفقة الكثير من زملائي ومن الأحرار في مصر والعالم العربي مسؤولية الرد على الأكاذيب والإهانات والافتراءات التي مارستها الترسانة الإعلامية المصرية بكل أسلحة الدمار الشامل وباستعمال الطبقة السياسية المثقفة.
  •  المشهد اليوم يخفي صراعا آخر بين أنصار التهدئة ودعاة التصعيد، ونحن لسنا مع أي طرف وليس بإمكاننا التهدئة أو التصعيد لأن المباراة تلعب على أرضية ملعب آخر، لا هو معشوشب طبيعيا ولا اصطناعيا، وتلعب من دون حضور الجماهير والإعلاميين، ومن دون حكام ولا مراقبين، وبعيدا عن قوانين الفيفا، لذلك من الصعب التكهن بنتيجتها وعواقبها، وربما ستنتهي بدون فائز، ولكن الضرر سيكون أكبر مما كان عليه، وأكبر بكثير مما نتوقع..
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • Abdelhamid

    je voudrais tout d'abord remercier monsieur bouzakaria l'invité de hafid lors de l'emoission on toute sportivitée sur el djazaira et lui dire vraiment chapeau mon pote.
    pôur ce qui est de hafid je dirai que c toute à fait normale de lire des articles sur la situation qui regne on ce moment entre les deux pays.et je voudrais dire aussi a mon frefre derradji qu'il faut et il le faut que vous montriez beucoup plus à ces gens l'amour de ca patrie.cela ne veut pas dire bien sur que notre chere et adorable journaliste ne l'ai pas au contraire.hafid vous etes un grand monsieur .et celui qui porte atteinte à notre nation sa دكدك خيشومه و لعن الله كل من يتطاول عن الجزائر.et merci mon frere

  • جزائري غيور علي وطنه

    في البداية ارجو منكي يا شروق النشر
    اخي حفيظ بارك الله فيك علي هذه المقالات الرائعة
    اريد ان اقول لك ان المشكلة بيننا وبينهم هي مشكلة شعبين وليس مشكلة اعلام او فتنة
    فالشعبان المتحابان في الله لا يفرق بينهم الساسة او الاعلام
    اما الشعبان المتخاصمان فلا يجمعهم ولا يلم شملهم الا الله
    اخي حفيظ لقد تمادو هذه المرة الي ابعد الحدود
    انا لا اتكلم عن الاعتداء علي الاعبين لان هذا الموضوع
    اخذ حقه في الاعلام بل اتكلم عن الاعتداءات التي حدثت للجمهور هناك والله اخي حفيظ عندي فيديو لسيارة شرطة مصرية ترمي 5 جزائريين ليعتدو عليهم وسط الاحياء الشعبية
    اخي حفيظ من افتي لهم بجواز قرائة القران قبل المبارات علي رؤوس لاعبين مسلمين
    كل الامر كان مدبر حتي في انغولا تسببو بمرض الاعبين لانهم خافو ان ينكشف تناولهم المنشطات ويجدو المرض حجة لهم
    اخي حفيض لقد اممو التاريخ حتي كادو يقولون ان عشتار من اصوان وكافور حفيد عنتر
    لقد اممو الجغرافيا واصبحو يقولون انهم المحور ؟ اي محور ها اللذي قافلة الحياة فيه تمر عبر انقرة
    اخي حفيظ من موقعك هذا اريد منك ان تبعث هذي الجملة الي روراوة ( اذا تكلمت يا روراوة في السعودية فتكلم بالسمك انت وليس بالاسم الشعب الجزائري لن الشعب الجزائري لا ولن يصفح عنهم الي يوم يبعثون وارجوك لا تفعل اشياء تحول مقدار حبنا لك الي كراهية وتصبح انت واتحادك اشخاصا غير مرغوب فيهم في الجزائر وان فعلتها وتصالحت معهم فالطلب اللجوء السياسي لمصر افضل لك وارحم ) شكر لك اخي حفيض
    وانشري يا جمهورية الشروق الديموقراطية الشعبية  

  • salima

    هذا ماكنا ننتظره منذ زمن وقد تحقق من خلالكم وشكرا على كل شيئ

  • حرة بنت الامير عبد القادر

    بارك الله فيك يا حفيظ مقال في الصميم انت جزائري اصيل

  • بدون اسم

    Je vous salue Monsieur Hafidh Derradji. Vous êtes un pro mon fils que Dieu vous bénisse et vous aide dans tout ce que entreprenez et entreprendrez. Je suis fière de vous. Il faudrait qu'il y ait plus d'hommes en Algérie comme vous. Le contenu de votre article est d'un grand niveau et très sage. Vous avez tout dit. Vous avez dit exactement ce que nous voulions dire. Le titre de votre article est impeccable et très juste et il résume tout.
    "نريد حقنا الأخلاقي والمعنوي!"
    Continuez comme ça et ne changez surtout pas.

  • hakim

    hafid vous etes vraimentun grand comme journaliste et je te souhaite un grand succe .

  • الحرة

    احسنت وابدعت

  • azzeddine kh

    أفتخر بهويتي العربية الجزائرية من خلالكم