-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بسبب غياب أزواجهم عن قوائم السكن

نساء يحولن غضبهنّ إلى أحداث مأساوية وتصرفات غير سويّة

أماني أريس
  • 3202
  • 10
نساء يحولن غضبهنّ إلى أحداث مأساوية وتصرفات غير سويّة
ح.م

عمر من الانتظار تفنيه آلاف العائلات الجزائرية وهي تترقب الإفراج عن قوائم السكن الاجتماعي، وإلى حين ذلك يعيش بعضهم في ظروف أقل ما توصف به أنّها مزرية. منهم من يكابدون قسوة الضيق الخانق ومن تعتل أجسادهم، ويبلى أثاثهم في بيوت متهرئة جراء الرطوبة والبرد القارص، وآخرون تنهكهم أقساط الإيجار والتنقل من بيت إلى آخر، ولا عزاء لهم سوى أملا مشدودا إلى جدران تعليق القوائم، عساها تحمل لهم يوما فرجا ينسيهم معاناة سنوات.

باهتمام يفوق اهتمام أزواجهن، تتلقّف النساء المحرومات من سكن خاص جديد الموضوع، ويترقبّن بصبر نافذ مواعيد الإعلان عن المستفيدين، كونهن الطرف الأكثر تضررا من أزمة السكن، لأن البيت بالنسبة للمرأة هو مملكتها الخاصة التي تجد فيها حريتها التامة، وتتصرف في كل تفاصيله حسب ذوقها، عكس ما إذا كانت تسكن في بيت مستأجر، أو ضيق، أو مشترك مع عائلة زوجها؛ حيث تفتقد لأدنى حرياتها، وتحرم من أبسط حقوقها. وهي أسباب كفيلة بأن تحوّل غضب بعض النساء إلى أحداث مأساوية أو تدفعهن إلى تصرفات غير سويّة، فور سماعهن خبر غياب أزواجهم عن قوائم المستفيدين من السّكن.

ارتفع ضغطها وأضربت عن الطعام

في شقة قديمة جدا تساقطت جدرانها، وتآكلت أبوابها ونوافذها الخشبية، تسكن عائلة السيد الباهي.م  المتكونة من زوجته ياسمينة وابنتهما الوحيدة ذات الـ 20 ربيعا، منتظرة فرج الحصول على سكن وتحقيق حلم الاستقرار بعد ما قضت أكثر من 23 سنة في التنقل من بيت مستأجر إلى آخر، غير أن قوائم السكن الاجتماعي المفرج عنها منذ حوالي أسبوعين بولاية قسنطينة، خيبت آمالهم من جديد، وتسببت في حالة إغماء وارتفاع ضغط للسيدة ياسمينة، التي امتنعت عن الطّعام لثلاثة أيام.

تواصلنا معها شخصيا عبر الهاتف وبحزن كبير عبرت عن شعورها وهي تجهش بالبكاء تقول: “وضعنا ملف طلب السكن منذ أكثر من 17 سنة، ابنتنا أصبحت امرأة، وعشنا متنقلين من بيت إلى بيت، وتحملنا جشع المؤجرين وسوء معاملتهم، ودفعنا مبالغ طائلة في إصلاح خراب بيوت غيرنا قبل أن نسكنها، أما أنا فسئمت من تنظيف وغسل أوساخ بيوت ليست ملكي، أثاثي أصبح كلّه خردة من كثرة التنقل، متى سيصبح لي بيت يا ترى؟ ربما ينتظرون حتى أرحل إلى داري الدائمة؟”

غادرت إلى بيت أهلها

وإن كانت قائمة السكن قد تسببت في إغماء وارتفاع ضغط السيدة ياسمينة، فهي قد دفعت أم ريتاج إلى حزم حقائبها وحمل رضيعتها والعودة إلى بيت أهلها، وتبرر السّيدة أن وضعها أسوء من وضع  المساجين تقول: “أعيش داخل شقة ضيقة من ثلاث غرف مع عائلة زوجي المكونة من خمسة أفراد، أضطر للبقاء داخل غرفتي لساعات، عندما يكون أخويه الشابين موجودين بالبيت. أمّا هو فيذهب ولا يعود إلا في المساء أنا التي أتحمل الضغوطات، وأشعر أنّني مقيدة في كل شيء، لا حق لي في ارتداء ما أريد، ولا في الاستحمام متى أرغب، ولا حتى في الأكل والراحة.”

تهدد بحرق البيت

وبغضب أفقدها رشدها انهالت إحدى السيدات بالشتائم على زوجها محملة إياه مسؤولية عدم حصولهم على السكن، وغيابهم عن القائمة للمرة الرابعة بسبب لا مبالاته، وانعدام معارفه من أصحاب النفوذ، في الوقت الذي حصل شقيقه على السكن رغم أن ملفهم أقدم، مهدّدة بحرق البيت الضيق المتداعي إن لم تجد اسمه في القوائم القادمة. حسب ما روته قريبتها.

يذكر أن أزمة السّكن في الجزائر من أبرز الأزمات القائمة التي يعاني منها آلاف المواطنين الجزائريين، ومن أهم أسباب عزوف الشباب عن الزواج، رغم التحديات التي رفعتها الحكومة، والميزانيات الضخمة والبرامج التي سطرتها منذ 2013 للقضاء عليها في غضون ست سنوات؛ أي قبل حلول عام 2019، غير أن الواقع يقول باستحالة ذلك.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • حل وحيد

    شكرا على الرد

  • يا اثرياء ابنيو بلادكم

    و اين كانت عقول والديين عندما كانوا منشغلين بالتكاثر الاعمى ٠٠ لا تسيؤوا فهمي لكن الحق يقال ٠٠ من قرر ان ينجب انسان في هذا العالم لبد له ان يتحمل مسؤولية ما يفعل ٠٠ لانه يعلم مسبقا صعوبة الدنيا و مشاكل البلاد و ازمة الاسكان ٠٠ تراهم ماذا يقولون الان و هم يرون ابنائهم يتخبطون هكذا ٠٠ و حتى الذين لديهم سكن يحزنون الى درجة الاحباط عندما يرون عذاب الاخرين من حولهم ٠٠ لا تسيؤوا فهمي لكن الحق يقال ٠٠ حتى تلك المساكن التي توزع ليست بمساكن حقيقية بل اقفاص ٠٠ هذه حقيقة لا ينكرها احد ٠٠ و نظرة عالمية البشري تتكاثر اسرع من قدرة الدول على بناء مدن جديدة تتميز ببناء معماري مدروس بحكمة تحافظ على كرامة الانس

  • مغترب

    هذه هي دولة فخامته السكنات التي بنيةفي الجزائر لم تبنى حتى في أمريكا ولكن من يأخذ هذه السكنات المدعمة في الجزائر اصحاب النفوذ والمال والمعرفة اعرف ناس استفادو من سكن وعندهم سكن ثاني مدعم وهم اصحاب مقاولات هل يعقل ان يستفيد المقاول من السكن المدعم ؟ يعني يأكل حق غيره هذا في الجزائر فمابالك ب الوزراء الذين كشفهم السيد رشيد نكاز ان لهم املاك في فرنسا بالعامية لبلاد راحت الفساد في كل القطاعات ويتغنونا با الوطنية والكذب على الشعب وخدمة مصالحهم

  • الحل الوحيد

    كنت اتعثر في خطوات احسب لها الف
    حساب لم احس ان الارض كرة ان انت مشيت وذهبت ضائع في نقطة ستعود الى تلك النقطة دون ان تعلم انك عدت كان قراري حاسما لا رجعت فيه لا سيما انني اعيش وقتا جله في نقل الحرف العربي واعادة كتابته لازرع العزة في جيل خطت جدرانه القلب المطعون بسهام الخيانة والحروف اللاتينية لاشخاص سكنوا تلك الممرات والشوارع ضائعين الضياع النفسي والاخلاقي الذي لا يجد له مراكز للعناية وانقاذ اعمارهم التي تنقضي في رزنامة الاختلاس والتغيير والفساد والنهب والانتساب فكانت نهايتي الحرقة اي مكان افقد فيه هوية جزائري لتبقى هوية انسان اشرف واهم في اوطان تتقدم وتمظي الى الامام سلكت ا

  • حل وحيد

    اندفعت كمحارب عجوز يجب عليه التنبؤ للمرحلة القادمة شربت محبرتي وافرغتها من حبرها الاسود وسخت وجهي بقليل منه ونظرت لقلمي الذي كان منغمس منذ شهرين فيها قلم خطاط يكتب بخط عربي يحكي رموز الدولة التي مسحها الاسمنت والزجاج لاستعد لكسر مهنتي القديمة جدا جاءت زوجتي تنتظر ما كتبت فصرخت ما بك هل اكلت سما لتموت وتنتحر ..ليس الا ابتلاء انهض فقلت لا تصرخي ساكتب من مكان لا يحمل الكثير من الغوغائية وقمع الشعب في هذا البلد الحزين ستذهب ارحل فقط خذ معك اوراقك لان الغرفة ضاقت ذرعا من فوضى اشيائك الرخيصة التي لن تيأ س من استعمالها بعد .قمت صامتا وكانها تقول لي انت فائض سكاني في الجزائر بلدي ماذا

  • حل وحيد

    ربما مس او حسد دمر نواياك الحسنة وفرق بينك وبين حبيب انعدمت الثقة والصراحة لحد الهمجية وردود عنيفة وتعنيف واش خاصك يا امير الزين وعطاك ربي والهم فيها فيها واش راك تتسنى

  • الصح افا

    في الجزائر السيارة الجميلة هي كل شئ يعبدها ويرقد داخل الواد و لا يهمه الزواج او العش العائلي

  • حل وحيد

    اختي ستينية الان كانت متميزة من ناحية الادب شاعرة وتطالع جيدا كتب الدعوة والدعاة اشرأأبت ثقافتها من المعاهد المعربة عن اساتذة مصريين فكانت بامتياز ربة بيت ومعلمة بعد سنوات تزوج ابنها هذا الكبير والان لم يطلق بعد لكن موقفها المحايد جعل زوجته الاولى تغضب غضبا شديدا بل كانت تبكي بحرقة هل هذا دينكم ..عائلتكم فكنا نحن البنات نسمع لها وتعاطفنا جدا مع قضيتها وكيف الحل سيكون في وقت الفتن ويا ليتها كانت فتنة القبر او الفقر انها فتنة المعلقة لم يجرؤ على رميها وبيدها ورقة الانفصال والنفقة ولم يبدي العودة والاحسان لها جزاء عشرتها ووفائها وصبرها معه ايام مرضه الشديد ولكن كل هذا لن يخفى على الله

  • حل وحيد

    الدافع الوحيد في الاستمرار وتبني الحياة في وضع كهذا اين يتم زرع اليأس بحرفية الحرف وقسم المهنة هو الكلام في ازمة وازمات العائلة كثيرة فمنهم ابن اختي تزوج اميرة ثم انجب منها 3 اطفال ملايكة انتهى بها لطلب الطلاق هجر بيت الزوجية رغب في العيش في مكان ابعد ما يكون من لحظة وجد نفسه مسؤول امام الله عن اسعادها هي وابنائها هل مكره اخاك لا بطل ام ان ازمة السكن دفعت به الى رميها في بيت ابيها والتنزه في المغرب الاقصى مع زوجة عزباء زوجة 2 ليغير الجو

  • حل وحيد

    لا حول ولا قوة الا بالله العظيم ماااعليش