الشروق العربي
في يومهن العالمي..

نساء يقفن طوابير للظفر بـ”مطلوع” يخبزه الرجال!

الشروق أونلاين
  • 9307
  • 1

طوابير طويلة لنساء في مختلف الأعمار للظفر بـ”كسرة”، هو مظهر جديد إن لم نقل أنه دخيل على المجتمع الجزائري، فبعد أن كانت حواء في وقت سابق تتفنّن في صنع أنواع من الخبز التقليدي، هاهي اليوم تنتظر دورها في طابور طويل للحصول على “خبز الدار” الذي تفنّنت الأيادي الخشنة في صنعه وتنويعه، من “الكسرة الرخسيس”، إلى “المطلوع”، إلى خبز الشعير و”المحاجب”، وحتى “البراج”. وأصبحت تجارة “خبز زمان” أو “الخبز التقليدي” رائجة فلا تخلو حومة شعبية من هذه المحلات والمخابز التي تعرض أشهى أنواع الخبز التقليدي لنساء تفرغن اليوم للاعتناء بجمال أظافرهم، وترطيب أيديهن.

كل المحلات والمخابز التي زرناها بداية من سوق “ميسوني”، إلى “كلوزال” إلى الأبيار ودالي ابراهيم، كلها اتفقت على  فرد أشهى أنواع الخبز، والوقوف على مدى إقبال الزبائن عليه، حتى أن الكثير من المحلات أكدت أنها وسّعت من هذه التجارة فانتقلت لصنع أنواع أخرى كحلوة “البراج”، ونوع “المعارك أو المسمن” والخبز بـ”السانوج”،  و”الزيتون”… بعدما كانت تقتصر على الخبز الرقيق، وخبز المطلوع وخبز الشعير. وأكد معظم أصحاب هذه المحلات أنها تستقبل زبونات دائمات، وطلبيات بالهاتف، وتقريبا كل أنواع الخبز المعروض تنفذ مع نهاية اليوم.

 ربما المفارقة التي دفعتني للبحث في هذا الموضوع، هو الإقبال الكبير للنساء لاقتناء الخبز التقليدي فكما تقف في الطابور العاملة هناك ربة البيت وكما تجد الشابة تجد الطاعنة في السن، كلهن سواء في طلب الخبز التقليدي. في هذا تقول خالتي “سكينة” العجوز الطاعنة في السن أنها تعوّدت اقتناء الخبز التقليدي من هذه المخبزة خاصة وأنّ قواها تخونها لعجن الخبز، كما أنه يباع هنا بجودة عالية ويحتوي عديد النكهات مثل السانوج، كما أن هذه المخبزة توفر نوع الخبز بـ”الشعير” وهو مفيد جدا بالنسبة لها. أمّا عن ظاهرة تزاحم النساء أمام هذه المخابز بدل صنعها في البيت ردت الحاجة “سكينة” “يا حسراه… ما الذي بقي على حاله في زماننا”، معلقة بتهكم “….معندهمش الوقت، صباعتيهم تع الستيلو ماشي تع العجين…”.  

التقينا بأحد المخابز بمنير وهو من ولاية ميلة، يشتغل في المخبزة ويعدّ الخبز المطلوع، وقد أسرّ لنا أنه تعلم ذلك على يد والدته، وهو يطبّق نفس المقادير التي تعلمها. “منير” أوضح أنّ الطلب كثير وأنه وزملائه بالكاد يغطون الطلب الكبير على الخبز التقليدي بكل أنواعه، كما أكدّ أنّ النساء هن أكثر الزبائن ترددا على المخبزة، ومنهن الكثير من الزبونات الدائمات اللائي لهن طلبات دائمة.

“فاطيمة” امرأة أربعينية موظفة أكدت أنها من بين الزبونات الوفيات للمخبزة، خاصة وأنها تعوّدت أن تقتني أنواعا من الخبز التقليدي منها. أما عن سبب عزوف النساء عن صناعة الخبز بالبيت كما زمان قالت “شخصيا بحكم عملي لا أجد الوقت لصنع “الكسرة” بالإضافة إلى أنّ ذلك يحتاج إلى الوقت والجهد”. مواصلة “أعود منهكة من العمل بالكاد أقوى على طهو وجبة العشاء، لذلك أفضّل اقتنائها جاهزة من هذه المخبزة التي تعوّدت عليها فهي نظيفة وعمالها ماهرين في صنع مختلف الأنواع من الخبز التقليدي”. أمّا “مريم” فأكدت أنها لم تتخل عن عجن الخبز بأنواعه في المنزل خاصة في الشهر الفضيل، لكنها -على حد قولها- من حين لآخر تتكاسل وتفضّل خبزا تقليديا جاهزا!.

مقالات ذات صلة