-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رئيس لجنة القدس في الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين أحمد العمري لـ"الشروق":

نصرة القدس وأهلنا في غزة واجب شرعي على الحكام والشعوب

نصرة القدس وأهلنا في غزة واجب شرعي على الحكام والشعوب
أرشيف
رئيس لجنة القدس في الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الشيخ أحمد العمري

يؤكد رئيس لجنة القدس في الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الشيخ أحمد العمري، أن “الواجب الشرعي على أمتنا حكاما وشعوبا تجاه ما يحدث في فلسطين هو النصرة بكل الوسائل”.

وقال الشيخ العمري، الذي يتولى منصب رئيس اتحاد علماء لبنان، في هذا الحوار مع “الشروق”، إن العلماء عليهم مسؤولية تبيان طريق الحق بأن يعدوا العدة بالتعبئة للجماهير نصرة لفلسطين.

في هذا الظرف الذي تمر به فلسطين، ما هو المطلوب من المسلمين، شعوبا وحكاما؟
الواجب الشرعي على أمتنا حكاما وشعوبا تجاه ما يحدث في قدسنا الغالية وأقصانا القبلة الأولى وفي غزتنا العزة والكرامة، الواجب الشرعي ينطلق من قول الله تعالى: “وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”، وكذلك من قول الحق: “انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”، هذا هو الواجب الشرعي.
على حكامنا أن يدركوا أن قضية القدس ليست قضية الفلسطينيين لوحدهم، وما يقوم به أحبابنا وأعزاؤنا من المجاهدين والمقاومين في غزة العزة بعدما لقنّوا العدو الصهيوني درسا كبيرا وعظيما بعد غطرسته واستعلائه وجرائمه في حق أهلنا المقدسيين، لذلك، أطلقوا اسم “طوفان الأقصى” على عمليتهم المباركة، لأن الأقصى عقيدة وأمانة وهذا يستحق منّا أن نحافظ على أماناتنا، الأقصى أمانة دينية لقوله سبحانه وتعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ”.

ما هي التحركات التي قمتم بها؟
الواجب الشرعي والديني والأخلاقي والاجتماعي، يتعدّد بتعدّد الطاقات والإمكانات. على مستوى الحكام أن يخلعوا ثوب الذل والهوان وينصروا إخوانهم كما أمرهم الله، وكما أخبرنا رسول الله، عليه الصلاة والسلام: “مثُل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
وعلى مستوى العلماء، أن يبيِّنوا ويوجِّهوا الناس لطريق الحق وأن يعدوا العدة بالتعبئة كما قال الله تعالى: “وأعدُّوا لهم ما استطعتم من قوة”، ولقول الرسول، عليه الصلاة والسلام: “مَنْ جهَّزَ غَازِيًا في سبيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا، ومنْ خَلَفَ غَازيًا في أَهْلِهِ بخَيْر فَقَدْ غزَا”، لهذا، فواجب العلماء الشحن والتعبئة لشعوبنا عبر الفعاليات والنشاطات والضغط على الحكام خاصة الذين لا تتحرك نخوتهم لجهة حصار غزة وأهلها، إذ أن العدو بعدوانه المتعدّد والمتكرر يقوم بحشد الترسانة العسكرية والإعلامية والسياسية ليستفرد بإخواننا ويقتل المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ ويبيد المرضى، ثم يهجّر البقية كما فعلت العصابات الصهيونية العام 1948.

ومع هذه الجرائم المروِّعة من الكيان الصهيوني ضد العزل في غزة وغيرها، لا تزال بعض الأنظمة العربية تطبِّع مع الكيان، ما هي رسالتكم لها؟
الدول التي حبت نحو التطبيع مع العدو المغتصب الذي قتل أطفالنا ونساءنا، واعتدى على حرماتنا ومقدساتنا وقدسنا وأقصانا، نقول لهم عليكم أن تعيدوا حساباتكم فإنَّ الله يسألكم يوم القيامة، فإذا كان سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب يسأله الله إن كانت تاهت أو ضاعت شاة على أطراف الفرات لماذا لم تصلح لها الطريق يا عمر؟ فكيف بمن خان عهد الله والرسول وكيف بمن جعل العدوَّ الإرهابي والإجرامي الذي يقتل شعبنا وأولادنا ويعتدي على حرماته أن نصادقه؟ كيف نقبل بالتطبيع؟ وعجبا لهؤلاء يحوّلون الأمر غير الطبيعي إلى أمر طبيعي، مع أن الله وصفهم بأنهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا، فكيف بهؤلاء يخالفون أمر الله؟ ما لهؤلاء لا يصدقون أمر الله؟ هؤلاء يخالفون قواعد أساسية في الإسلام.
المؤكد أن الشعوب لن تقرّ بهذا الكبت والقهر وهذا النوع من الاستعلاء، حينما رضي بعض الحكام العرب بعقد الصفقات مع شر خلق الله، مع خلق يسعون في الأرض فسادا.
مع الدلائل الصريحة لفساد الكيان الصهيوني، نقول إنها فرصة سانحة للمطبِّعين بأن يتصالحوا مع شعوبهم، وأن يتيقنوا أن مصلحتهم في غزة وليست في الحفاظ على كراسيهم بالصورة المغشوشة الملتوية.

التطورات أظهرت حالة تلاحم وتضامن بين الغرب المسيحي والكيان الصهيوني اليهودي، هل المسألة حالة عقدية أم ارتباط سياسي؟
الصراع مع هؤلاء ليس مجرد صراع سياسي أو تاريخي أو جغرافي على مساحات محدّدة، نحن في عقيدتنا أن الأقصى أمانة، والأقصى آية من آيات الله، سبحانه وتعالى، والاعتداء عليه اعتداءٌ على قرآننا، الاعتداء على الأقصى هو اعتداءٌ على الكعبة المشرفة، وهو شقيق الكعبة بنصِّ حديث رسول الله، عليه الصلاة والسلام، هو ثاني بيت وُضع في الأرض، وهنا نستذكر حديث الرسول، عليه الصلاة والسلام: “ائتوه فصلوا فيه فإن لم تأتوه وتصلوا فيه فابعثوا بزيت يُسرج في قناديله”، إضافة إلى عشرات الأحاديث التي أظهرت قدسية هذه البقعة المباركة مسرى حبيبنا محمد، عليه الصلاة والسلام.
لابد من إخواننا العلماء أن يوضّحوا أن الصراع مع هؤلاء عقدي ديني، حتى الجانب الآخر يرى في الصراع مسألة عقدية، إذ لم يتورع وزير خارجية أمريكا بالتفاخر بيهوديته، وقال في زيارته قبل يومين للمنطقة: “أتيتُ كيهودي وليس بصفتي وزيرا لخارجية أمريكا”، فكيف لأمتنا تنتسب للإسلام ولا ينصرون أهلنا وقدسنا وأقصانا على هذه العقيدة والدين العظيم؟

ظهرت بعض الأصوات لنِحل وجماعات تذمُّ المقاومة وتطالب بعدم نصرتها، وأنها ولم تمتثل لرأي الحاكم في بداية عملياتها العسكرية، ما الرأي الشرعي في المسألة؟
قضية المقاومة تنتسب إلى تنظيم أو حركة إسلامية، وهذه الحركة وضعت أصولا وثوابت وقواعد من ناحية العقيدة والمعاملات والعبادات وكل القضايا واحتكمت إلى مرجعية شرعية.
الرأي الشرعي بيّنه كبار العلماء في الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين والمجالس الفقهية والعلمية، أما الذين يريدون أن يحوِّروا النصوص ويلوونها وفق أهواء الحكام والسلاطين، فقد وضعوا أنفسهم ضمن علماء السلطان، وبهذا، يكونوا علماء سوء وليسوا من علماء الدين، هم يبيعون دينهم بعرض من الدنيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!