-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نظام التعليم.. أكبر كذبة!

آسيا جعفر
  • 8618
  • 11
نظام التعليم.. أكبر كذبة!
ح.م

قالوا ما إن تدخلين المدرسة تتغير حياتك وتبنين مستقبلك تدريجيا، عليك أن تكوني فتاة نجيبة مجتهدة متفوقة.. كذلك كنت، ست سنوات في الابتدائية، أربع في الإكمالية وثلاث في الثانوية لأتوج هذه المسيرة المتعبة من الشقاء والاجتهاد والعناء بشهادة.

قالوا ما إن تحصلين على الباكالوريا، ستدخلين عالم الجامعة، عالما جديدا يُمهّد لك الخطوات لفضاء الشغل والعمل …

دخلت وكلي عزم أن أدرس بحماس ورغبة، كلي أمل أن أبحث وأكتشف، أن أجد ما كنت أحلم به، ما كنت أراه على التلفاز من مخابر ذات مقاييس عالمية وطريقة تدريس مفهومة ومحيط يوحي بجامعة مرموقة..

طرت فرحا لأنني سأودع ذلك النظام المُؤيد للحفظ الببغائي والجري وراء النقطة والمعدل كنت سعيدة لأن عصر الدروس النظرية قد انقضى إلى أن اصطدمت بجدار الواقع القاسي، وجدت نفسي أجَرّد وأكتب بسرعة البرق والغموض يجتاحني، ألبس المئزر وأشرع في الأعمال التطبيقية بوسائل تقليدية واِن وُجدَت فهي غير صالحة..

محيط شبه منحط أخلاقيا يوجع أعماقك في صمت، أرى الجميع لا يزالون يركضون وراء النقطة ونصفها والمعدل العام، همهم التفوق واجتياز السنوات من دون رسوب لا يعيرون اهتماما للمستوى وجودة الفكر، إدارة غير مبالية لما ندرسه، كل سنة مواد أو اختصاصات جديدة، أنظمة تُغيّر من دون استشارة الطلاب أو أخذ آرائهم..

أصبحنا كفئران تجارب ذليلة لا تقوى المواجهة وبعد خمس سنوات من المعاناة النفسية والجسدية لن يعترف النظام بشهادتك العلمية كطالب أحياء، فهي عبارة عن ورقة عادية لا قيمة لها، اِن أضربت محاولا إيصال ندائك الذي يلخص سنوات عمرك لن تجد استجابة، وعد الذئاب الماكرة..

وجدت النخبة من تخصصات البحوث العلمية لا قيمة لها في بلدي  مهمشة منسية، السبب الذي أصبح موضة على لسان أي مسؤول “التقشف”،  أما من الجهة المقابلة الملايير تُنفق من أجل راقصة ومغنية  أو من أجل من يركضون وراء كرة منفوخة..

ربما من فرط حزني استنتجت أن نظام التعليم كذبة، نظام يعلمك واجباتك بكل دقة أما حقوقك فيتجاهلها، تكبر ولا تعرفها، نظام موجه من فئة غامضة هدفها الظاهر التعليم، الرقي والقضاء على الأمية والجهل، لكــن الهدف الخفي صقل العقول بطابع واحد، لا يؤمنون بالاختلاف والإبداع فاِن تُركت الحرية وتوسع فكر الطالب أصبح تهديدا لهم، خطرا عليهم، يريدوننا متشابهين، عبيدا لهم، عرائس ماريونيت بين أيديهم، يريدوننا نواجه رياح المشاكل لنبقى في مكاننا، نرى عند أنوفنا ولا نتطلع للمستقبل البعيد..

أنا الآن أؤيد العصامية التي هي أولى خطوات التحرر وتبـــا لنظام التعليم المُشل للعقول والفكر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • Anaya

    أظن أن المدرسة أصبحت مريضة في كل مكان و تحولت من مؤسسة تربوية إلى غابة نخاف فيها على أولادنا من كل شيء: الإنحراف ، العقد، المرض ! فمشكلة هذا الجيل أنه يستعمل ذكاءه في غير محله و المشكلة في الجزائر أنهم يطبقون إصلاحات المدرسة في الغرب و يطبقون طرقا فاشلة أصلا لكن عقدة الغرب تلاحقهم و تجعلهم يرونها ناجحة و تعرفي لمياءالشهادة الجزئرية غير معترف بها هنا ليس لأنها لا قيمة لها لأن عندنا المخاخ في الجزائر بشهادة الغرب لكن فقط لأنها جزائرية!!! و يفرضون مسابقات يتجاوزها الكثيرون عن جدارة و استحقاق.

  • Anaya

    قلت له من غير المعقول أن لا يتعلم الأطفال هنا لغة أخرى غير الفرنسية في الابتدائي (يتعلمون زعمة الإنجليزية مع أستاذة الفرنسية ساعة في الأسبوع إذا أرادت! و فقط كلمات لا أكثر) قلت له أن الإصلاحات الكبرى يجب أن تحدث في الابتدائي. فرد أنها السياسة و أنهم des pions لا غير.و هذا الاستاذ بعد الامتحان الأول وجد النقاط ضعيفة نوعا ما فقرر إعادة نفس الإمتحان بنفس الأسئلة وقال ذلك للتلاميذ تصوري قليلا! اعلمي لمياء أن هنا كذلك ils gonflent les notes و إعادة السنة ممنوعة و التلميذ يطلع سنة وراء أخرى هكذا !

  • Anaya

    مؤخرا كان لي كبقية أولياء التلاميذ لقاءات مع أساتذة ابني بمناسبة نهاية الفصل الأول وكان لي لقاء مطول نوعا ما مع أستاذ التكنولوجيا الذي ما إن علم أنني من الجزائر راح يسرد حياته و ولادته فيها قبل الإستقلال ثم تحدثنا عن الإصلاحات التي أحدثت مؤخرا على التعليم المتوسط في فرنسا وهنا قلت له صراحة أنني درست في الجزائر و عندما أتيت إلى فرنسا صُدِمتُ بمستوى التعليم فيها و طرق التعليم و كذا البرامج خاصة عندما تمارس إبني. قلت له إنني درست الفرنسية في الجزائر أحسن من ما يدرسها أبنائي هنا في فرنسا!!يتبع

  • بدون اسم

    1 ، 2 ، 3 و 5 حينما أطلع على تعليقات الشريفات مثلكن على هذا القدر العالي من الفكر والوعي بالمصدر الأساسي للمرض الخطير الذي ينخر فكر أبناء الأمة الجزائرية أحس براحة وشعاع أمل كبير يلوح في الأفق القريب ( المرأة الأروبية هي من كانت السبب في تحرير الشعوب الأروبية ) دمتم لوطنكن ياشريفات الجزائر . سي ن

  • بدون اسم

    شبعونا كلام فارغ ادرس ادرس في الاخير ربي عالم وين هي النتيجة حسبنا الله ونعم الوكيل في المتسببين في تعاسة اجيال واجيال.كان المقال يتحدث عن ما عشته وما اشعر به

  • بسبب ابي الجزائري عشت غصبا عني في بلد لا يناسبني مناخه

    من اول يوم دخلت فيه الى المدرسة لم يكن يومي
    اول ما وصلت عند باب المدرسة جاء احدهم يكبرني بثلاثة سنوات
    و دفعني من صدري حتى سقطت على الارض
    هكذا بدون سبب و انا كنت اعيش لحظات خوف
    لم يسبق لي و ان رايت ذلك الكم الهائل من الاطفال
    كرهت المدرسة من اول يوم
    و عانيت من المدرسة طوال 10 سنوات
    كنت اعتبر المدرسة مجرد سجن لا خير فيه
    المدرسة الجزائرية هي السبب في معاناتي مع امراض نفسية كثيرة
    منها .. الخجل و عدم الثقة في النفس و الخوف
    كل ما لاحظته هو مجتمع حيواني A ...Z
    لم تكن الجزائر ابدا بلدي الاصلي

  • الفيلسوفة الصغيرة

    ان نظام التعليم في الجزائر بين .....مظاهر التدني ....و مستويات التحدي.. و بين.... تراكمات الماضي ....و صراعات الحاضر... و الضحية الوحيدة هي نخبة الامة ھم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل. الامر بسيط لا يحتاج التعقيد

  • بدون اسم

    صدقت و أجدت شكرا لك .

  • لمياء

    عذرا لاستخدام كلمة الوالدين عزاز وغاليين ولكن طريقة تعبير فقط دون أي حساسية نعرف بأن كل واحد وظروفه.

  • لمياء

    الاخت اسيا حتى Les écoles privées حدث ولاحرج اصبح همهم الوحيد جمع المال وفقط des notes gonflées حتى تحافظ المدرسة على عدد تلاميدها وابتزازا للاولياء الدين يكدبون كدبة ثم يصدقونها des cours de soutien دايرة حالة وشعب يؤمن بالرقية والسحر ويحطو دراهم كبار على الجهل كاين ناس هربت تعيش في الخارج لانها ماتحملش النفاق وكاين لي الله غالب الوالدين عزاز وغاليين عليهم الله يرحمك يا شيخ الشيوخ خالي عميمر والكل يعرف لمادا .

  • لمياء

    فهمت الآن لماذا الشهادة الجزائرية غير معترف بها في الدول المتقدمة ؟ واليوم أدهى وأمر عند البعض يتقدمون للعمل بشهادات لكن والله كارثة لايعرفون أبسط الأشياء تقول قراو مور المسيد .أحيانا تلاميذ يصححون أخطاء أساتذتهم عيب حاشا الدين يعملون بضمير المدرسة الجزائرية لاتتوفر على أبسط الوسائل المريحة كي يدرس التلميذ خاصة في فصل الشتاء وأقسام مكتظة وكتب محتواها فارغ ربي يجيب الخير وعنف لفظي و الشركات واحد يوخدها ويروح وتحصل في لي جاء موراه كل القطاعات تتخبط لغياب الرقابة وكثرة الرشوة والمعريفة