-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أساتذة "يداولون" التلاميذ على الطاولات الأمامية 

نفسانية: مكان جلوس التلميذ بالقسم يؤثر على مردوده الدراسي

نادية سليماني
  • 1158
  • 0
نفسانية: مكان جلوس التلميذ بالقسم يؤثر على مردوده الدراسي

لطالما أحدثت المقاعد الأمامية بالأقسام المدرسية “مشاكل”، بين التلاميذ وأساتذتهم. ففي وقت يتهرب التلميذ “الكسول” نحو الطاولات الخلفية، تشتعل حرب باردة بين بقية التلاميذ، الباحثين عن الصفوف الأولى، ويظفر بها غالبا التلاميذ ضعاف النظر أو أبناء “المعريفة”. ولحل هذا الإشكال، لجأ بعض الأساتذة إلى عملية “التداول”، بمعنى، أن كل تلاميذ القسم يتناوبون على الطاولات الأمامية، ماعدا المرضى طبعا.

بمجرد انطلاق الدخول المدرسي، “يهرول” التلاميذ نحو أقسامهم الجديدة، والكل يريد الظفر بالطاولة الأمامية، بحسب ما أوصته العائلة، لأن هذا المكان يتيح للمتمدرس التركيز أكثر مع الأستاذ، وفهم الدرس، بعيدا عن فوضى الطاولات الخلفية.

ولكن، لأساتذتهم حسابات أخرى، وقانونيا يشغل الطاولات الأمامية كل تلميذ يعاني من قصر النظر أو السمع أو أي مرض يسبب له قلة تركيز في القسم، ولكن بعض الأساتذة يحجزون هذه الطاولات لأبناء معارفهم من الأساتذة والجيران والأقارب.. والمظلوم في الموضوع، هم التلاميذ طوال القامة أو البدناء، الذين يجبرون على الجلوس خلفا، طوال الموسم الدراسي.

تغيير أماكن جلوس التلاميذ كل أسبوع

ومؤخرا، بات أساتذة يلجؤون إلى سياسة التناوب في جلوس التلاميذ، لعدم حرمان أي متمدرس من المقاعد الأمامية، وهذا ما تفعله منذ قرابة سنتين صارة سحنون، وهي أستاذة فرنسية بالمدرسة الابتدائية الشهيد عبد القادر عبد القادر بدرقانة، بالجزائر العاصمة.

المعنية، بحسب تصريحها لـ” الشروق”، فالإشكال الذي كان “يصدع رأسها” المتعلق بالمقاعد الأمامية للقسم، وجدت له حلا وهو “تناوب” التلاميذ عليها، فهي تجلس كل أسبوع تلميذا في مقعد معين، بينما يبقى من يعاني قصر النظر والسمع في الصفوف الأولى.

وقالت: “حتى التلاميذ من طويلي القامة والبدينون، أمنحهم فرصة للجلوس في المقاعد الأمامية، حتى لا تبقى حكرا على فئات معينة، من غير المرضى”.

 أولياء يتدخلون في مكان جلوس أبنائهم

ويرى كريم، وهو أستاذ لغة عربية بالطور الابتدائي، بأن كل مرب لديه طريقة لإجلاس تلاميذ قسمه، إما عبر التداول أو بحسب القامة أو بحسب معاناتهم من أمراض، “وفئة أخرى يتدخل فيها الأولياء”.

وعن تقسيمه، كشف: “التلاميذ الذين يرتدون نظارات كبيرة أجلسهم في الطاولات الأولى، أما البقية، فأوزعهم بحسب ثرثرتهم وعملهم في القسم، يتغير جلوسهم طوال السنة”. وأساتذة آخرون، يجلسون الذكور في المقدمة والفتيات خلفهم، تجنبا لثرثرة بعض الذكور وتشويشهم في حال جلسوا بالخلف، ومن الأساتذة من يغير الجلوس كل ثلاثي.

الجلوس أمام السبورة يزيد الفهم

وفي هذا السياق، أكدت المختصة في علم النفس، شهرزاد أبركان، لـ “للشروق”، أن مكان جلوس التلميذ في القسم، قد يؤثر على مردوده الدراسي لموسم كامل، واستدلت على ذلك بدراسة ألمانية حديثة، كشفت أن التلاميذ الذين يجلسون في الصف الأمامي يتعلمون بشكل أفضل مقارنة بزملائهم في الصفوف الخلفية.

والسبب، بحسب الدراسة، أنه ينظر في العادة إلى التلاميذ الذين يجلسون في الصف الأمامي، على أنهم مجتهدون، بينما من يجلس خلفا “كسالى”.

والدراسة العلمية أثبتت أن الجلوس أمام السبورة مباشرة له ميزة جيدة في التعلم وأداء التلاميذ، “وبحسب التجربة، فالطلاب الجالسون في الصفوف الأمامية، كانوا يحلون تمارين الرياضيات بشكل أسرع، مقارنة مع زملائهم في الصفوف الخلفية”.

وتنصح محدثتنا الأساتذة، بتغيير أماكن جلوس التلاميذ بشكل منتظم، خلال العام الدراسي. كما أن إدخال تغييرات صغيرة داخل القسم، يمكن أن يحسن مستوى التعليم والتعلم لديهم، على غرار تغيير الألوان، فتح النوافذ.. وغيرها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!