-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"يصدمون" بمحيط جديد ويفتقدون الخبرة

نفسانيون يدعون إلى تأهيل الناجحين في البكالوريا

نادية سليماني
  • 589
  • 0
نفسانيون يدعون إلى تأهيل الناجحين في البكالوريا
أرشيف

يغرق كثير من الناجحين في البكالوريا، في موجة أفراح وتبريكات قد تمتد إلى بداية الدخول الجامعي للموسم المقبل، متناسين أن مرحلة جديدة في انتظارهم، قد يكون وقعها عليهم صعبا جدا، خاصة أنّهم سيودعون سن المراهقة ومحيطهم الأسري الضيق، نحو مرحلة عمرية، تحتاج لنضوج ورزانة، كما أن محيطهم الاجتماعي والدراسي، سيتوسع أكثر.
ومن الناجحين في البكالوريا، من غادر مقاعد الدراسة الجامعية بعد مضي أشهر قليلة على التحاقهم بها، بسبب صعوبة تأقلمهم، خاصة من نزلاء الإقامات الجامعية.

الجامعة محيط مختلف..
تنصح المختصة في علم النفس السلوكي، نزيهة بركان، الأولياء بالتعقل في احتفالاتهم ونشوتهم بنجاح أبنائهم، والتركيز على توعية الناجحين حول المرحلة الجديدة المقبلين عليها، التي لن تكون سهلة على غالبيتهم.
وأشارت المختصة، في تصريح لـ”الشروق”، بأن طالب الثانوي، يعتبر قاصرا ولا يزال في سن المراهقة، وهي مرحلة عمرية بعيدة عن النضوج العقلي لكثيرين، إذ تجدهم متعلقين بأسرتهم ومحيطهم الضيق..كل ما يعرفونه من الحياة، هو أقسام ثانويتهم وبعض أصدقائهم.
لكن الجامعة، أمر مختلف، إذ قالت: “سيدخل الطالب عالم إجراء البحوث العلمية، رفقة زملاء من مختلف ولايات الوطن، كما سيكتشف مدرجات المحاضرات الواسعة، وأساتذة تختلف طرق تقديمهم للدروس عن أساتذة الثانوية..إنه عالم جديد يستدعي تحضيرا جيدا لصاحبه”.
وأصعب أمر على الطالب الناجح، هو محاولته التأقلم مع ظروف البقاء في إقامة جامعية بعيدا عن الأهل، وفي غرفة ضيقة مع أكثر من شخص.

طلبة يهجرون الجامعة بعد أشهر
وكشفت المختصة بأنّها تستقبل دوريا في عيادتها، هذا النوع من الحالات، والتي يدخل صاحبها في حالة اكتئاب شديد، والبعض غادر وبصفة نهائية مقاعد الجامعة. وذكرت قصة شاب كانت تعالجه، هو من ولاية داخلية، تم إرساله لجامعة بالجزائر العاصمة، ولكنه لم يتأقلم مع الحياة في الإقامة الجامعية، لان شخصيته أصلا كانت خجولة وانطوائية، وهو ما عرّضه للتنمر من قبل زملائه في الجامعة، انتهت بدخوله في حالة اكتئاب شديدة، وهجر مقاعد الدراسة بدون عودة، رغم أنه كان من الطلبة المتفوقين.
وتنصح أبركان، بجلوس العائلة مع الناجحين، وشرح لهم ما ينتظرهم من مفاجآت سارة وأخرى مخيبة، تستدعي تحليهم بشخصية قوية.

مخالطة أشخاص إيجابيين وناجحين
من جهته، دعا المختص في الأمراض البسيكو جسمانية، كمال بن روان، إلى اعتبار النجاح في البكالوريا “مجرد امتحان دنيوي، ومرحلة من الحياة، ستصبح ماضي مثله مثل جميع مراحل العمر السابقة، وبالتالي على الطالب الاستعداد لخوض حياة جديدة”، ودعا بن روان الناجحين، للاستعداد للتوجيه الجامعي، مشدّدا على ضرورة حسن اختيار الشعبة.
وبحسبه، كثير من الأولياء يدخلون في صراع نفسي مع أطفالهم، حول الاختصاص الجامعي، وقال “يركزون على الاختصاصات الجامعية، التي يعتبرون وظيفتها المستقبلية مضمونة، مثلا كالطب والمدارس العليا، حتى ولو رفضها الطالب الناجح، كما يختارون الجامعة الأقرب والشعبة السهلة”.

اختيار تخصص جامعي مرغوب
ويشدّد المختص، على ضرورة تجنّب التفكير في الوظيفة في هذه المرحلة، لأن الناجح هو في بداية مشواره، وعليه التفرغ للتأهيل العلمي.
مع ضرورة استشارة أشخاص، ذوي تجربة وخبرة. والأهم هو اختيار تخصص جامعي يرغب فيه الطالب، ما يعطيه راحة نفسية وإقبالا على الدراسة، بدل تضييعه سنوات من عمره في شعبة لا يحبها، مع ضرورة اختيار تخصّصات تواكب التطور الحاصل، مثل المجالات التقنية والذكاء الصناعي، والتكنولوجيات الحديثة والإعلام الآلي واستغلال وقت الفراغ في تعلم لغات أجنبية وحتى حرف وممارسة الرياضة والأهم من كل هذا، هو مخالطة أشخاص إيجابيين، يمنحوننا، طاقة ودفعا إلى الأمام، بعيدا عن الصراعات النفسية التي تواجه الطالب الجامعي الجديد. وأن يودع مرحلة المراهقة، إلى النضج عقليا وثقافيا، لينفع نفسه ومجتمعه.”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!