نلتقي لنرتقي
على مر العصور، كانت المرأة ولا تزال محور بحث واهتمام، بل ومصدر جدل وإلهام، وإن جئنا نعدد ما قيل فيها وعنها فلن تكفينا آلاف الصفحات حتى لو كان البحر مدادا لها، لأن أقلاما كثيرة جفت وهي تحاول إيفاءها حقها..
وما بين من يريد الغوص إلى أعماق المرأة لمعرفة كوامنها، ومن يتغزل بجمالها ويستجدي حبها وعواطفها، برزت حاجتها الملحة لاستدراك نقاط ضعفها، وتكملة نقائصها من أجل بلوغ أعلى درجات الرقي في السلم الاجتماعي، والوصول إلى مرحلة الرضا، رضاها عن نفسها ورضا الرجل عنها..
تلك الحاجة ومع متطلبات الحياة المعاصرة صارت تدفعها في كل مرة ولا إراديا للبحث عن كل ما من شأنه إعانتها على بلوغ مرادها، وتعزيز ثقتها بنفسها وبالآخرين مهما أجهدتها رحلة البحث أو أضنتها..
أزيد من 49.75 بالمائة هي نسبة النساء في العالم.. هذا ما تشير إليه الإحصائيات التي خلصت إلى أنه يولد سنويا حوالي 135 مليون طفل، 70 مليون ذكور و65 مليون إناث، لكن الواقع يقول عكس ذلك، وهناك من يرى بأن نسبة الإناث أعلى..
وأيا كانت النسبة الراجحة فإن وجود المرأة بكيانها جنبا إلى جنب الرجل يستدعي إحاطتها بسياج من الرعاية والاهتمام كونها تعبر بشكل أو بآخر عن نصف المجتمع..
ولأنها تلد وتربي النصف الآخر فهناك من اعتبرها كل المجتمع، ودعا لضرورة تركيز النظر عليها وإدماجها في شتى مجالات الحياة كي تصنع التميز في زمن ما عاد يعترف بالنسخ المتشابهة التي يغذيها الفراغ وتطبعها السطحية..
كل الأسباب التي ذكرناها وغيرها، دفعت الشروق إلى التفكير في فتح نافذة جديدة وواسعة تطل على العالم الأنثوي بمختلف متطلباته من خلال هذا الموقع المتنوع الذي أردناه نقطة التقاء لشخصيات وعقليات مختلفة ترسخ بتواصلها وتفاعلها لثقافة راقية تسمو بالمرأة إلى أعلى عليين وتجعلها تحلق بآمالها وأحلامها بعيدا عن سجن الملل والروتين، خاصة وأننا لمسنا حاجة المرأة العربية عامة والجزائرية على وجه الخصوص إلى متنزه افتراضي يتيح لها الاطلاع على كل ما يهمها دون أن تتوه خطواتها..
الدراسات تشير إلى أنّ المرأة اقتحمت بقوة عديد المجالات، وحققت التفوق على الرجل فيما يتعلق بالقدرة على التحصيل العلمي ونيل أعلى الدرجات، دون إغفال ولوجها دائرة أحدث التكنولوجيات وإبحارها في عالم المواقع الإلكترونية والانترنت بحثا عن تحقيق الذات وكل الطموحات، لذلك أقول لبنات جنسي بأن هذا منبرنا، نلتقي فيه لنرتقي بأفكارنا، طموحاتنا، وحتى مشاعرنا وقد أطلقنا عليه اسم “جواهر الشروق” إيمانا منا بأن كل امرأة ثمينة بذاتها وبريقها لا محالة ساطع أينما كان محلّ تواجدها.