الجزائر
"الشروق" تزور عائلتها بالشلف وتنقل صرختها:

“نهال”.. خلوقة ومتديّنة ويستحيل أن تكون قد انتحرت!

الشروق أونلاين
  • 20873
  • 19
ح.م

وما تزال عائلة الطالبة الجامعية نهال سبتي، التي توفيت بطريقة غامضة داخل إقامة جامعية بالعاصمة، قبل يومين، على وقع الصّدمة، ولا تريد تصديق خبر انتحارها؛ كونها شابة متخلقة وبشوشة مقبلة على الحياة.

“الشروق” تنقلت إلى بيت نهال سبتي في بلدية سيدي عكاشة بالشلف، حيث وجدنا المعزين يتجمعون أمام البيت  ينتظرون قدوم جثمانها الذي تأخر لساعات. خلال حديثنا مع أهل الضحية استبعدوا فرضية انتحارها،  كونها حسبهم متشبعة بالقيم الأخلاقية والدينية،  ولا تعاني من أي اضطرب نفسي، وخرجت من البيت في حالة جيدة. أقارب الضحية استبعدوا فرضية انتحارها، وطالبوا بالكشف عن حقيقة وفاتها، وذلك بالنظر إلى غياب كدمات على جسدها ما يناقض حسبها أنباء سقوطها من الطابق الرابع بإقامة البنات دالي ابراهيم بالجزائر العاصمة على حدّ تعبيرهم.

فؤاد خال الضحية في حديث جمعه بـ”الشروق”، طرح جملة من التساؤلات عن ظروف وأسباب وفاة نهال ابنة أخته، خاصة ما تعلق حسبه بانعدام أدلة حول ظروف سقوطها، إلى جانب غياب آثار وعلامات أو خدوش على جسدها ما يثير تساؤلات حول فرضية سقوطها من الطابق الثالث.

وأضاف بان خالها الثاني؛ وهو طبيب مختص في الطب الداخلي تنقل فور وصول نبأ وفاتها إلى المستشفى بالعاصمة، حيث أكد بأن نهال لا يوجد على جسدها أي كدمات، عدا كدمة على مؤخرة الرقبة، وتابع فؤاد قائلا: “فقدنا قطعة ذهبية نادرة”، وألح على ضرورة الكشف عن حقيقة وفاتها ولم يتقبل فكرة انتحارها واعتبرها إشاعة نشرها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي.

عمّ نهال بدوره، نفى فرضية انتحارها وطالب بالكشف عن حقيقة موتها وتساءل عن سر غياب كاميرات مراقبة بالحرم الجامعي، وأضاف قائلا: “أنا اعرفها عز المعرفة، هي بنت متخلقة ولا يمكنها أن تنتحر أو حتى تفكر في ذلك”.

جدها أيضا استبعد فرضية انتحارها، واستغرب من طريقة انتشارها عبر مواقع التواصل كالنار في الهشيم، كونها متديّنة، معتبرا الحادثة مفتعلة.

وأضاف بأن موتها غير عادي ولا يوجد لديها أي مشاكل عائلية أو مع أقاربها أو الجيران، مؤكدا في الوقت ذاته بأن حفيدته قضت عطلة نهاية الأسبوع في بيته بمدينة تنس، وكانت ظروفها النفسية جيدة ومريحة وراجعت دروسها تحضيرا للامتحانات، حيث تخلق جوا رمحا  في البيت، وحتى مديرة الإقامة حسبه شهدت لها عبر وسائل الإعلام  بحسن سيرتها يقول جدّ نهال.

 

نشرتها على صفحتها بالفايسبوك قبل انتحارها

تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة الطالبة نهال

عائلة نهال: ابنتنا خلوقة ومتديّنة ومستحيل أن تكون قد انتحرت!

أثبتت التحقيقات الأولية التي باشرتها المصالح الأمنية، حول قضية العثور على جثة الطالبة “نهال.ب” صاحبة الـ18 ربيعا، متوفاة في ظروف غامضة بقلب الإقامة الجامعية للبنات دالي ابراهيم 2، أنّ نهال أقدمت على الانتحار، من خلال الإلقاء بنفسها من غرفتها B114 بالجناح ب في الطابق الثالث للإقامة، وذلك حسبما صرّح به رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة الدخول الجامعي خير الدين رماش “للشروق”، الذي أكد أن نهال أقدمت على الانتحار، بسبب مرض سرطان الدم الذي تعاني منه منذ فترة، من جهتها أكدت مديرة الإقامة الجامعية للبنات دالي إبراهيم 2، أن نهال انتحرت بعدما سمعت بأن العملية الجراحية التي كانت من المزمع أن تجريها أمس قد أُلغيت، كما كشفت بعض صديقاتها المقربات من الضحية في حديثهن مع “الشروق”، أن نهال انتحرت بسبب المرض، حيث تعاني من مرض سرطان الدم.

ونشرت نهال عبر حسابها في “الفايسبوك”، الذي اطلعنا عليه، بعدما تأكدنا من أنه خاص بها، من خلال مديرة الإقامة سميرة زعيمن، العديد من التعليقات عن معاناتها مع مرض السرطان، آخرها كان التعليق الذي ودعت فيه الجميع وطلبت من خلاله السماح من الجميع، حيث جاء التعليق كالتالي “حان وقت رحيلي إلى كل شخص سامحوني وأنا آسفة لكل شخص قد آذيته أو جرحته بدون سبب”، ونشرت نهال هذا التعليق ليلة حادثة الانتحار في حدود الثامنة والربع ليلا، كما نشرت قبله بسبع دقائق تعليقا آخر تقول فيه “هذه الصور من أول ما أصابني المرض لكن ربي امنحني القوة والصبر، إني أسألك شفاء عاجلا لي وإلى جميع المسلمين” ونشرت معه العديد من الصور التي تلخص قصتها مع مرض السرطان الذي أصابها منذ أزيد من سنة حسب ما كشفت عنه إحدى صديقاتها.

ومن بين أهم التعليقات التي نشرتها نهال “لقد ابتلاني الله بمرض السرطان، لكني صبورة ولن أيأس من رحمة الله، والسرطان لن يزيل مني جمال وجهي.. ولن يؤثر على جسمي، سأتحداه رغم كل المعاناة”، وحسب ما شاهدناه عبر حسابها في الفايسبوك، فقد كانت نهال تنشر جميع صورها الخاصة بالمستشفى ومعاناتها مع العلاج الكيمياوي، كما كانت تحاول أن تكون صامدة رغم كل الصعوبات التي تلقتها بمجرد إصابتها بالمرض.

مقالات ذات صلة