الرأي

نوبل لوزير الصحة!

قادة بن عمار
  • 1729
  • 4
ح.م

لم يثر فوز الناشطة اليزيدية العراقية نادية مراد والطبيب الكونغولي دينيس ماكويجي بجائزة نوبل للسلام الاهتمام المطلوب لدى وسائل الإعلام، بل هنالك من أفرد مساحة صغيرة جدا للخبر، وهنالك من تجاهله أصلا!

شخصيا، لا أهتم كثيرا لجائزة نوبل في السلام، فهي تخضع في معظمها لحسابات سياسية ضيقة، فقد كان بوسع رئيس كوريا الشمالية أن يفوز بها مثلا عقب توبته أو حتى لدونالد ترامب أن يظفر بها رغم وصفه من أقرب مستشاريه بالمجنون والمخبول والأخرق!

لكن لابد من الاهتمام كثيرا بجوائز نوبل في العلوم، وتحديدا في الطب والفيزياء والكيمياء حيث أظهرت تلك النتائج تقدما كبيرا للإنسانية في علاج مشاكل وأمراض خطيرة مثل السرطان الذي يتسبب في وفاة الملايين من البشر سنويا.

وحسب تصريح أحد الأطباء ممن فازوا بنوبل هذه السنة، فقد قام بعدة أبحاث حول الجهاز المناعي للإنسان، وسيقوم بتطوير تلك الأبحاث مستقبلا في سبيل العثور على علاج نهائي لمرض السرطان، ليبقى السؤال متى يتم الإفراج عن تلك النتائج؟ وهل بظهورها ستصل إلى عالم الفقراء وجميع الدول أم إنها ستخضع لمنطق المافيا مثل العادة؟!

الغريب، أنه وفي الوقت الذي يتطور فيه العالم ويعثر على علاج للسرطان، يقوم وزير الصحة عندنا (والذي يستحق نوبل خاصة لفشله في محاربة لسعات العقارب والكوليرا والبوحمرون) بافتتاح صالون وطني لمكافحة السرطان تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية! ومثلما نقلته الصحافة فإن الصالون لم يخرج عن دائرة الرسميات المملة، وعن لغة التطبيل والتزمير لما يسمى (المخطط الوطني لمكافحة السرطان) والذي تم تخصيص الملايير له دون فائدة حتى الآن، لا بل إننا لم ننشئ حتى مراكز كافية لعلاج المرضى أو حتى لاستقبالهم قبل الموت طالما أننا عاجزون عن توفير العلاج لهم!

عندما أشاهد وأستمع لتصريحات الأطباء الذين فازوا بنوبل ونقف على حجم تلك الأموال التي يتم رصدها والإمكانيات التي يتم تسخيرها لمعالجة السرطان في الغرب، ثم ننظر إلى طريقة التعامل معه في الجزائر، ندرك تماما الفرق بين الطابع العلمي والطابع الفولكلوري للمسألة، ونخشى بأننا سنظل لسنوات وعقود قابعين في عالم متخلف لا يحترم العلم والعلماء، وتقتله الأمراض القديمة مثل الكوليرا ومشتقاتها!

مقالات ذات صلة