“نوميديا” تفقد وعيها بجلسة المحاكمة من الصدمة

فتحت مساء الثلاثاء الغرفة الجزائية الخامسة بمجلس قضاء العاصمة ملف الاحتيال على الطلبة والذي تورط فيه عدد من المؤثرين بـ”السوشل ميديا” على رأسهم المدعوة “نوميديا لزول”، “فاروق بوجملين” الملقب “ريفكا” و المدعو “ستانلي”، وراح ضحيته عشرات الطلبة بعد سلبهم مبالغ مالية معتبرة مقابل عروض دراسة وهمية في جامعات أوروبية.

واستمع قاضي الدرجة الثانية بمحكمة الاستئناف لأقوال المتهمين البالغ عددهم 13 شخصا من بينهم 6 موقوفين بالمؤسسة العقابية، وعلى مدار ساعات من ليلة الثلاثاء، حيث خضع المتهمون لاستجواب مطول للمرة الثانية بعد محاكمتهم سابقا أمام محكمة الدار البيضاء حول تفاصيل عمليات الاحتيال، والإجراءات التي اتخذها المؤثرون من أجل الترويج لعروض الشركة المتهمة في ملف الحال. وانطلقت المحاكمة بعد المناداة على جميع المتهمين والأطراف بما فيهم الضحايا، وذلك في حدود الساعة الرابعة بعد الزوال لتستمر المناقشات لمدة تجاوزت 12 ساعة أي إلى غاية فجر الأربعاء، وانطلاق مرافعات هيئة الدفاع، بعد التماس ممثل الحق العام .

وطالبت النيابة توقيع عقوبة 10 سنوات حبسا نافذا في حق “ر. أسامة” مسير شركةfuture gate” “، مع التماس عقوبة 3 سنوات حبسا نافذا و500 ألف دينار غرامة مالية نافذة ضد باقي المؤثرين،  ويتعلق الأمر بكل من “نوميديا لزول” و”ريفكا” و”ستانلي”، وذات العقوبة التمسها ممثل الحق العام للمتهمين الآخرين.

وتسببت العقوبة السالف التماسها في حق المتهمة “نوميديا لزول” في انهيارها داخل قاعة المحاكمة، إذ لم تتمالك المتهمة نفسها من شدة الصدمة، وسقطت أرضا مغمى عليها، قبل أن تتدخل المصالح الأمنية بالمحكمة لنقلها خارجا واستدعاء أعوان الحماية المدنية لتقديم الإسعافات الأولية لها، لتستعيد وعيها بعد مدة وتمثل مجددا أمام القاضي للإدلاء بآخر كلمة لها، حسب ما تفرضه قوانين المحاكمة العادلة.

وقبل ذلك أنكرت المدعوة نوميديا أثناء استجوابها، وبدموع حارقة، نيتها في النصب على الطلبة، بل قالت أنها سعت بعد علمها بالحادثة كغيرها من الجزائريين من أجل مساعدة الضحايا وتوجيههم إلى العدالة لاسترجاع حقوقهم من خلال بث مباشر على حسابها في “الانستغرام”.

وأضافت نوميديا أن مهمتها اقتصرت على الإشهار عبر “ستوري” واحد لشركة VYKLYK.DZ مقابل 35 مليون سنتيم، وهو سبب دخولها السجن على حد قولها، مشيرة أنها لم تستلم المبلغ لحد الساعة، كما فندت علاقتها بالمتهم الرئيسي.

ولم تخف المتهمة أثناء مثولها للمحاكمة وللمرة الثانية صعوبة بقائها داخل أسوار المؤسسة العقابية بسجن النساء في القليعة منذ شهر ديسمبر الفارط، بعيدة عن عائلتها وحرمانها من حضن والدتها، قائلة: “لقد اشتقت لأمي لم أرها منذ أشهر… أطلب من عدالتكم الموقرة إنصافي.. الطلبة إخواني ولن أرضى أن أتسبب في أذيتهم ولو مقابل الملايير… لم أقم بتبييض الأموال والتجارة بالبشر كما اتهموني.. سجنت ظلما سيدتي القاضية…”

وعن ذات التهم المتعلقة بجنح المشاركة في النصب والمشاركة في تبييض الأموال، مثل المؤثر الموقوف “بوجملين فاروق” المدعو “ريفكا” أمام القاضي للرد على أسئلته حول حقيقة تورطه في الاحتيال على الطلبة، أين أنكر التهم المنسوبة اليه جملة وتفصيلا، وصرح أنه أبرم عقدا مع المتهم “أسامة.ر” لمدة سنة، كما سبق له أن تعامل مع شركات تجارية أخرى.

وأضاف ريفكا أنه توجه إلى تركيا وأوكرانيا، وسجل مقاطع فيديو مع طلبة جزائريين توضح وضعية التمدرس الجيدة  وظروف الإقامة وغيرها، وهي نفس التصريحات التي تمسك بها بقية المتهمين والتي سبق أن أدلوا بها أمام قاضي محكمة الدار البيضاء، في انتظار صدور المنطوق بعد المداولات القانونية خلال أيام.