-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“نية” وحيد.. الخروف والمونديال

ياسين معلومي
  • 2316
  • 0
“نية” وحيد.. الخروف والمونديال

أخيرا.. أنهى، مؤقتا، الاتحاد الجزائري لكرة القدم أزمة مغادرة أو بقاء المدرب الوطني، وحيد خاليلوزيتش، لتدريب المنتخب الجزائري، وجددت فيه الثقة إلى غاية نهاية مونديال البرازيل، رغم الخلاف بينه وبين رئيس الاتحاد الجزائري، محمد روراوة، منذ التصريحات النارية التي أطلقها، أياما قبل المباراة المؤهلة للمونديال أمام بوركينافاسو، متهما الاتحاد الإفريقي تارة، والاتحاد الدولي تارة أخرى بأمور أغضبت مسؤوله المباشر، الذي فضل في آخر المطاف الحكمة والاستقرار، وتركه يواصل عمله، رغم تأكده أنه لن يقدم في البرازيل ما كان ينتظره منه، وهو التأهل إلى الدور الثاني الذي عجز “الخضر” عن تحقيقه في ثلاث مناسبات، لأن اتحاديتنا سئمت “المشاركة من أجل المشاركة” في المونديال، والمرور إلى الدور الثاني يعتبر انجازا يحسب على الذين سهروا لتحقيقيه.

 لا يخفى على أحد، أن رئيس الاتحاد الجزائري وكل الأعضاء فكروا مرارا في إقالة البوسني من منصبه، وتعويضه بآخر يقود سفينة الخضر إلى المونديال، مثلما أكده المدرب الايطالي، تراباتوني، في تصريحات صحفية، حين قال إن وسطاء اتصلوا به لتدريب الجزائر، وهو ما يدل على أن النية في إقالة البوسني كانت مبيّتة ولا زالت مطروحة إلى أجل غير مسمى.. وقد يغادر الجزائر في أية لحظة، سواء قبل العرس العالمي أو بعده، ما قد يفسد نية خاليلوزيتش في أداء مهمته على أحسن وجه والبحث من الآن على فريق أو منتخب يدربه مستقبلا؟ وقد تكون وجهته الخليج التي عرضت عليه أموالا لا تمنح له في القارة العجوز.

الظاهر أن أزمة الرئيس روراوة والمدرب خاليلوزيتش، والتي أسالت الكثير من الحبر، لازالت متواصلة في الخفاء، وقد تطول حتى بعد رحيله.. الرجلان لا يتحدثان إلى بعضهما البعض منذ قرعة كأس العالم، وهو ما قد يحدث أزمة كبيرة خلال تحضيرات المونديال، وحتى خلال المنافسة الرسمية بالبرازيل، بعد أن تمرد المدرب على مسؤوله، الذي صنع له اسما في مجال التدريب، ورفض أن يكون خروفا تفرض عليه القرارات، وقال بأعلى صوته … أنا إنسان وباستطاعتي الرفض، رغم أني احترم رئيسي واعتبره صديقا لي حتى بعد الفراق.

كنا نتمنى أن تخرج أي شخصية رياضية محترمة عن صمتها وتصلح بين الرئيس ومدربه، وتعيد المياه إلى مجاريها أشهرا قبل المونديال، فلم تتحرك لا الوزارة ولا أعضاء المكتب الفيدرالي، ولا حتى الشخصيات المؤثرة لإصلاح ذات البين، خدمة للرياضة والكرة الجزائرية.

المونديال على الأبواب، وكل المنتخبات تحضر في جدية تامة، لترفع علم بلدها في بلد السامبا، الخضر يملكون من الإمكانات ما يجعلهم يؤدون مشوارا طيبا في البرازيل… فعلى الجميع طي صفحة الخلاف والتفكير في مونديال البرازيل، وكأس إفريقيا بالمغرب، التي قال عنها روراوة إننا سنعلبها من أجل الظفر بها. 

بعيدا عن المنتخب الوطني وهمومه، أصبحت لا أفهم ما يدور في أندية كرة القدم الجزائرية، بعد دخولها عالم الاحتراف أو “الانحراف”، حيث أصبحت تتأثر بالمحيط، وبأشخاص يصطادون في المياه العكرة خدمة لمصالحهم الخاصة، يزعزعون من هم في مناصبهم، يقيلون ويجلبون من يشاءون حسب أهوائهم وإراداتهم، ويدوسون كل من يقف في طريقهم، حتى ولو كان تاريخه الكروي شاهد له من العدو قبل الصديق، يجعلون الخاسر رابحا والرابح خاسرا، ويقفون في وجه المصلحين ويزيلونهم من الخريطة الرياضية، خوفا من كشف حقيقتهم، التي ستنكشف يوما طال الزمن أم قصر.. ولا مجال للوقوف يومها على الأطلال، لأن التاريخ لا يرحم ولا يمحى.

لا أدري هل كنا سنتأهل إلى كأس العالم بلاعبين من بطولتنا المحترفة؟ أم إن روراوة كان محقا حين راح يبحث عن العصافير الجزائرية النادرة في أوروبا!؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!