-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هاشتاج “كن أنت الإعلام البديل”.. منابر للفتنة والتعدي على المهنية والضمير

صالح عزوز
  • 380
  • 1
هاشتاج “كن أنت الإعلام البديل”.. منابر للفتنة والتعدي على المهنية والضمير

انتشر في الآونة الأخيرة هاشتاج “كن أنت الإعلام البديل”، والمراد منه، هو التخلي عن الإعلامي التقليدي الموجود اليوم بكل أنواعه، سواء السمعي البصري أم الصحافة المكتوبة وغيرها. هي دعوة دعا إليها الكثير من الشباب الذين يعتقدون أن الإعلام الموجود في الجزائر، لا يلتزم بتقديم الأخبار الصحيحة وكذا بما يحتاجه الفرد، بل ذهب الكثير أبعد من هذا، واعتبروا أن الصحافة في الجزائر تركز على الأمر التافهة أكثر من أي شيء آخر.

لذا، وجب علينا اليوم، خلق إعلام مواز، إن صح القول، لكنه يتجاوز ما هو كائن في هذه الآونة والحصري والصدق والمصداقية، على حد تعبير الكثير من دعاة هذا الاتجاه، الذين لم يضيعوا الوقت في الدخول إلى ميدان الإعلام بالإمكانيات الموجودة، حتى ولو كانت عبارة عن هاتف نقال، أو كاميرا من النوع الرديء، فليس المهم في الوسيلة بل في المحتوى الذي سوف يقدمه هؤلاء الأفراد.

لا ينكر أحدنا أن الكثير من الناس استبشروا خيرا في هذه الفكرة، رغبة منهم في الوصول إلى المعلومة صورة وصوتا في وقت وجيز، وكذا البحث عن محتوى هادف، يمكن أن يلخص حياتهم اليومية، وينقل انشغالاتهم إلى القائمين على شؤون هذا الوطن، لأن الإعلام التقليدي الموجود عجز عن ذلك، على حد اعتقاد الكثير منهم، بالرغم من وجود وسائل ضخمة تستثمر في هذا المجال منذ زمن بعيد.

أصبح كل من هب ودب في وقت وجيز إعلاميا ومحللا وصحفيا، عبر هذا المنبر الذي عبر عنه أنه إعلام بديل، وأول ما ركز عليه القائمون عليه هو تصوير كل الحوادث الموجودة في الطرقات والأماكن العامة، ونشرها على أوسع نطاق، خاصة في وجود شبكات التواصل الاجتماعي، ظنا منهم أن هذا المحتوى سوف يحقق لهم المصداقية التي يبحثون عنها، عبر الصدق الذي لخصوه في نقل الحادثة دون النظر في ما قد تحمله من آثار سلبية على الأفراد والجماعات على حد سواء، وربما هي منافية للأخلاق والمهنية.. غير أن الكثير منهم لم ينتبه إلى هذا، فقد كان الهدف هو النقل لا التحليل والتدقيق.

نتج عن فوضى نقل كل ما هو موجود في شبكات التواصل ونشره على أوسع نطاق، أن ساهم هذا الإعلام البديل كما يسمونه، في نشر الفتنة والإشعاعات ونقل أخبار خاطئة، بل في بعض الأحيان لا تخصنا بل تخص بلدانا أخرى، لكنهم ينشرون دون تدقيق ولا تمحيص، فالمهم عندهم هو تحقيق أكبر مشاهدة، حتى ولو كان هذا على حساب المهنية والضمير في بعض الأحيان، فهما كان لا يمكن أن ننشر كل ما نتصادف معه في طريقنا، حتى ولو كان حقيقة، فيجب أن نراعي الشعور المهني والأخلاقي تجاه كل محتوى.

المتتبع لدعاة منبر الإعلام البديل، يجد أنهم انتقلوا في الأيام الأخيرة، إلى تتبع العورات والضرب على وتر الأخلاق، وكذا نشر محتويات تافهة، وهو ما كانوا يسعون لمحاربته بزعمهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • Konpile

    كيف أكون الإعلام البديل وحق ممارسة التصوير الفوتوغرافي لا يحمي المواطن ؟