-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بمشاركة أغلب مكونات المجتمع المدني

هبة شعبية لترميم مخلفات السيول الجارفة بتيميمون

محمد الجازولي
  • 352
  • 0
هبة شعبية لترميم مخلفات السيول الجارفة بتيميمون
ح.م

بعد الأمطار الأخيرة التي شهدتها الواحة الحمراء بتيميمون، التي أدت إلى تسجيل عدة خسائر مادية تمثلت في انهيار البنايات الطوبية والفقاقير، وتدهور الطرقات والأرصفة وانسداد بالوعات الصرف الصحي، انطلقت هبة تضامنية لجمعيات المجتمع المدني، حيث تم تنظيم ما يسمى عند الشارع المحلي بـ”التويزة”، لفك فقارة “أمغار”، التي تعرضت للانسداد بفعل مياه الأمطار.

تم اغتنام فرصة عطلة الأسبوع أين خرج الشباب والشيوخ ومن مختلف شرائح المجتمع من دكاترة وأساتذة وفلاحين ومواطنين بسطاء من أجل إعادة الحياة لفقارة “أمغير” التي تعتبر أكبر مورد مائي في المنطقة، وتسقى أكثر من 500 بستان من واحات تيميمون وتحتوي 350 بئر تمر مجاريها بوسط القصر العتيق لتيميمون.

وشهدت الأشغال نزع الأتربة والركام من داخل مجاري الفقارة العميقة والمظلمة، واستعملت في هذه العملية الوعرة والخطيرة، التي هي أشبه ما تكون بالمغامرة، وسائل تقليدية بدائية والأضواء المحمولة لكشف كهوف مغارات مجاري المياه العميقة، ونزع كل ما يعرقل طريق سير المياه وصولا إلى القصرية والمصب الرئيسي الذي تتجمع فيه المياه وتوزعها بأقساط محددة، لكل بستان نصيب.

وشاركت نسوة القصر العتيق إلى جانب الرجال في إعداد الطعام والوجبات للمتطوعين في حملة تويزة على مدار اليومين الكاملين في جو أرجع أروع المبادرات التطوعية الجماعية المفقودة التي كان يمارسها الأجداد منذ قرون واندثرت بفعل الثقافات الغريبة المستوردة.

وقال الدكتور بن خالد عبد الكريم، أحد المشاركين في المبادرة، المختص في علم الاجتماع، إن هذه المبادرات من شأنها أن تؤسس للعقد الاجتماعي النفسي بين مختلف أطياف المجتمع من جمعيات وفاعلين اجتماعين ومواطنين من خلال التحسيس بضرورة التكافل والتضامن في الكوارث الطبيعية وإحياء قيم المحبة والتآزر بين المواطنين في ما بينهم، مثمنا دعوة رئيس الجمهورية إلى إسداء توصيات بضرورة المشاركة مع المجتمع المدني في تجسيد التنمية المحلية لأن الدولة لن تجد غيره في مثل هذه المواقف والمحن، لأنه على دراية بالشأن المحلي في مثل هذه الظروف والكوارث الطبيعية.

وتم في الأخير بعد الانتهاء من إصلاح الفقارة وعودة المياه إلى مجاريها الطبيعية الاتفاق على تخصيص الجمعة القادمة لترميم المقابر التي انهارت بفعل الأمطار، منها مقبرة سيدي عثمان وسط المدينة.

ومعلوم أن الأمطار تسببت في عدة خسائر مادية تمثلت في تسجيل انهيار عدة مساكن طوبية وشبكات المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى بعض الطرقات والفقارة الرئيسية بالقصر التي تسقي بساتين الواحات بالمنطقة وبعض المؤسسات التعليمية.

وتدخلت السلطات المحلية على عجل لتسجيل جميع الخسائر للتكفل بها من أجل إسكان العائلات المنكوبة وتسجيل عمليات المشاريع الضرورية، ذات الأولوية كالمياه، والصرف الصحي، والطرقات، وترميم المدارس.

وكشف رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية تيميمون، نقار محمد السالم، في حديثه إلى “الشروق”، عن إعداد تقرير شامل من طرف اللجنة التقنية للبلدية وإرساله إلى السلطات الولائية، يبين بالتفصيل حجم الخسائر والأضرار، التي تسببت فيها الأمطار الأخيرة، حيث سيتم التكفل بها من طرف والي الولاية الذي شكل لجنة تحت إشراف الأمين العام للولاية لتقييم حجم الخسائر المسجلة بمدينة تيميمون ومخلفات الأمطار.

وأوضح هذا الأخير عن تضرر القناة الرئيسية للمياه الصالحة للشرب للقصر العتيق وكذلك تضرر كبير لحق بقناة الصرف الصحي للقصر القديم.

وبخصوص الفقاقير المتضررة بسبب تعرضها للانهيارات التي تمر وسط القصر ومن بينها فقارة امغير، التي تعتبر الأكبر في المنطقة يضاف لها فقارة عبد الرحمان بحي احراش وفقارة زقور، واغام اقبور وأولاد الحاج.

وبشأن الأشغال العمومية، فقد تم تسجيل تضرر كبير في مقاطع من الطريق افلي نبارة المتجه نحو البساتين، أما المدارس الابتدائية، فقد تم تسجيل تضرر كبير بست مدارس تعليمية وسيتم التكفل بها بصفة استعجالية استعدادا للدخول المدرسي المقبل.

من جهتها، السلطات الولائية اتخذت مجموعة من الإجراءات والتدابير نظرا لأهميتها القصوى وارتباطها بالحياة اليومية للمواطن، وبعد التشاور وإشراك المجتمع المدني المحلي للواحة الحمراء تيميمون تم رصد 10 ملايير سنتيم لتجديد وتوسعة شبكات المياه الصالحة للشرب بالقصر العتيق، وتهيئة مقطع من الطريق افلي نبارة بالإضافة إلى ترميم وصيانة المدارس التعليمية وتهيئتها في حلتها المعتادة لضمان دخول مدرسي مريح للتلاميذ.

وتم في نفس الإطار مراسلة وزير السكن تحت إشراف وزير الداخلية والجماعات المحلية للتكفل بالعائلات المتضررة، التي كانت بنسب متفاوتة بعد تقييمها من طرف اللجنة التقنية للبلدية، وتم رصد 71 عائلة بحاجة إلى إعانة مالية في إطار حصص السكنات الريفية لإعادة إنجاز سكناتهم الاجتماعية و91 عائلة بحاجة إلى ترميم فقط لعدم تجاوز نسبة الضرر 50 من المائة.

وتم إرسال طلب من أجل تسجيل مشروع توسعة القناة الرئيسية للصرف الصحي للقصر العتيق بمبلغ 10 ملايير سنتيم، وتسجيل عدة عمليات لترميم الفقاقير المتضررة التي تعتبر موروثا وموردا مائيا منذ العصور الأولى يستوجب المحافظة عليه.

واشترطت الجمعيات أن تمنح للمقاولات المتخصصة في ترميم الفقاقير، لكي لا يصبح مصيرها كسبقاتها، ومن جهته، أوضح الأمين العام للولاية عدم وجود عائلات تبيت في العراء، حيث تم التكفل بجميعها، في سكنات لائقة مؤقتا، إلى أن تتم الاستجابة للطلبات المرسلة من طرف وزارة السكن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!