-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
روما خصصت 5.5 مليار يورو للقارة الإفريقية

هذا ما ستستفيد منه الجزائر ضمن مشروع “ماتاي” الإيطالي

حسان حويشة
  • 16483
  • 0
هذا ما ستستفيد منه الجزائر ضمن مشروع “ماتاي” الإيطالي
ح.م

كشفت الحكومة الإيطالية عن أولى تفاصيل مخطط “ماتاي” الاقتصادي الموجه للقارة الإفريقية في عدة قطاعات، وهو المشروع الذي أعلن عن انطلاقته الأولى من الجزائر في جانفي 2023، خلال زيارة رئيسة مجلس الوزراء جورجيا ميلوني، وستكون الجزائر معنية به في مجالي الفلاحة والطاقة، لتكون بذلك من الدول القليلة التي ستشملها مشاريع في أكثر من قطاع.
وخصصت الحكومة الإيطالية 5.5 مليار يورو لهذا المشروع الذي يهدف إلى تنمية مناطق واسعة في القارة الإفريقية من خلال إطلاق مشاريع في قطاعات عدة بهدف تثبيت الساكنة والحد من الفقر والهجرة غير الشرعية، التي عانى منها هذا البلد الأوربي والمتوسطي.
وحسب وثيقة للحكومة الإيطالية، فإن مشروع “ماتاي” الإفريقي يرتكز على خمسة محاور رئيسية هي، التعليم والتكوين والذي يعتمد على نقل الخبرة الإيطالية في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والفلاحة التي تسعى روما من خلالها إلى خفض مستوى سوء التغطية بالقارة وتطوير الزراعة العائلية ومكافحة التغيرات المناخية والتكيف معها بتطوير زراعات متكاملة، فضلا تطوير وتعزيز سلاسل التوريد الغذائية.
أما المحور الثالث للبرنامج، فيتمثل في الصحة من خلال دعم الأنظمة الصحية المحلية وتحسين إمكانيات الوصول إلى خدمات الرعاية والعلاج خصوصا للأمهات والأطفال، وتعزيز القدرات المحلية من حيث الإدارة وتدريب وتوظيف العاملين في مجال الرعاية الصحية والبحث والرقمنة، مع وضع استراتيجيات وأنظمة للوقاية من التهديدات الصحية واحتوائها، ولاسيما الأوبئة والكوارث الطبيعية.
الركيزة الرابعة لمخطط “ماتاي” تتمثل في قطاع الطاقة من خلال تصنيفه هدفا استراتيجيا، بجعل إيطاليا مركزا دوليا للطاقة، وجسرا بين القارة الإفريقية والأوروبية، وستركز المشاريع المتعلقة بهذا القطاع على العلاقة بين المناخ والطاقة وتهدف إلى تعزيز كفاءة استخدامها وتوسيع الاعتماد على الطاقة المتجددة، مع إجراءات تهدف إلى تسريع انتقال أنظمة الكهرباء، ولاسيما توليد الكهرباء من مصادر متجددة ونقلها وتوزيعها.
بينما يتعلق المحور الخامس والأخير بالمياه، من خلال مشاريع لحفر الآبار التي تعمل بالأنظمة الكهروضوئية، وصيانة نقاط المياه الموجودة مسبقا، والاستثمار في شبكات التوزيع، وحملات التوعية بشأن استخدام المياه النظيفة والصالحة للشرب.
وفيما يتعلق بالجزائر، فقد ذكرت رئاسة مجلس الوزراء الإيطالية أنها ستستفيد من مشروع هام لتطوير الزراعة يقوم على أساس إطلاق نظام لمراقبة ومتابعة مختلف المحاصيل الزراعية عبر الأقمار الصناعية، وذلك طيلة مراحل إنتاجها من الحرث والبذر إلى الحصاد والجني.
وفي الشق الزراعي أيضا، تشير وثيقة سابقة لجمعية كولديريتي، وهي أكبر تجمع مهني للمزارعين في إيطاليا، إلى أن الجزائر مشمولة بمشروع ضخم لإنتاج الحبوب على مساحات واسعة بأحدث التكنولوجيات ضمن مشروع “ماتاي”.
ويهدف المشروع إلى زراعة 10 آلاف هكتار لإنتاج الحبوب بالتعاون مع بونيفيكي فيراريزي، وهي شركة مؤسسة متخصصة في الإنتاج الفلاحي ومدرجة ببورصة ميلانو، التي كانت قد حصلت شهر جوان 2023، على عقد امتياز نهائي بالجزائر، لاستغلال أولي لـ900 هكتار بالجنوب، في إطار اتفاق سابق بين قيادتي البلدين على دعم هذه الشعبة ورفع إنتاجها محليا.
وفي قطاع الطاقة، فإن الجزائر تعتبر حجر الزاوية في هذا المشروع الضخم سواء الغاز الطبيعي أو الهيدروجين أو الكهرباء.
ويقوم المشروع على جعل إيطاليا مركزا متوسطيا وأوروبيا للطاقة، من خلال إمدادات الغاز وخصوصا الجزائرية منها، بالنظر إلى كونها أول ممون بهذا المورد الطاقوي لإيطاليا، من خلال خط أنابيب “ترانسماد – إنريكو ماتاي” الذي يربط البلدين مرورا بتونس.
كما يتضمن المشروع تطوير ممر الهيدروجين الجنوبي الثاني، الذي سينقل هذا المورد الطاقوي النظيف من الجزائر وشمال إفريقيا عموما عبر إيطاليا ثم النمسا وصولا إلى ألمانيا.
ويتضمن تطوير هذا المشروع نقل الهيدروجين والكهرباء المنتجة عبر محطات شمسية كهروضوئية، والأمونيا من خلال خط أنابيب ثان يربط الجزائر بجزيرة سردينيا، الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال زيارة ميلوني للجزائر في جانفي 2023.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!