-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هذا ما فعله الفرس، فماذا فعلتم أيها العرب؟

الشروق أونلاين
  • 4414
  • 1
هذا ما فعله الفرس، فماذا فعلتم أيها العرب؟

تمكنت إيران من وضع قمر صناعي من صنع محلي في المدار الفضائي، وسط إبداء الدول الغربية تخوفا كبيرا مما يمكن أن يقود إليه تحكم إيران في التقنيات الفضائية التي تعني إمكانية استخدام الأقمار الصناعية في التجسس العسكري أولا

  • وإمكانية نقل رؤوس نووية إلى دول أخرى ثانيا، ما يرفع سقف التهديد الذي تشكله إيران على المنطقة. وفي الجانب المقابل لإيران، والمقصود هنا العرب بالدرجة الأولى، لأنهم تحولوا إلى عدو بالوكالة نيابة عن العالم الغربي، تمارس الأنظمة العربية لعبة مزدوجة تتمثل في التحذير من المشروع الإيراني في المنطقة بالاستنجاد بالتاريخ والصراعات المذهبية والايديولوجية، وتواصل دفع الملايير في صفقات تسلح أمريكية وبريطانية بالدرجة الأولى، رغم أن أكثر ما يشترونه من طائرات “الأف 16” وصواريخ “ستينغ” وغيرها لا يتسلمونه، ومع ذلك يعتقد بعض العرب أن لديهم الأهلية لمواجهة إيران عسكريا وكأنهم يريدون استنساخ تجربة صدام حسين الذي حارب نظام آيات الله بالصواريخ الروسية المطورة والتقنية الأمريكية والمال الخليجي.
  • لكن الملفت للانتباه اليوم، هو أن العرب، للأسف، يسكنون بيوتا من زجاج ويرمون إيران بالحجارة: فإيران لها نظام سياسي يعتبر، في أسوأ حالاته، أفضل من أي نظام سياسي عربي، لأنه يكرس قواعد للتعددية والتداول على السلطة لا يعرفها العرب، وما علينا سوى أن نعد الذين تداولوا على عرش الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ ثورة الخميني، ونقارنهم بالملوك والرؤساء العرب الذين توازي عهدة حكم أحدهم جمعا من الرؤساء الذين تداولوا الحكم في الجهة المقابلة مثل رفسنجاني وخاتمي ونجاد، وهم مع ذلك يملكون نظاما تعليميا قويا يؤهلهم لمواكبة التقنية الغربية، ويشكل سباقهم نحو التسلح قلقا غربيا واضحا، وإن كان هذا السباق يُعطى هالة إعلامية تبرر أساليب الردع التي قد تلجأ إليها أمريكا، ومن ورائها إسرائيل، لاحتوائه أو تحطيمه.
  • وبعيدا عن النزاع السياسي الذي ينبثق من نزاع ديني، أو العكس، فإن النظام الفارسي ـ كما يحلو للعرب أن يسموه ـ أثبت نجاعته سياسيا واقتصاديا وتقنيا، في حين أثبت النظام العربي فشله على نفس المستويات، ومع ذلك لايزال العرب يذمون إيران، لأنها تعمل، ولأنهم لا يعملون، ولأنها تسعى إلى تحقيق مشاريعها، ولو كانت المشاريع منحرفة، في حين أنهم لا يملكون أي مشروع، سوى الاستنجاد بالدين لتبرير التخاذل عن نصرة لبنان، أو الاستنجاد بالدين لتبرير العدوان على غزة، أو الاستنجاد بالدين لضمان بقائهم على عروشهم التي تطفو على أنهار من الدماء وظلمات من الظلم.

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!