جواهر
أمهات مطلقات يشتكين:

هذا ما يتعرض له أطفالنا عند زيارة آبائهم!

سمية سعادة
  • 2008
  • 4
أرشيف

ضرب، تحرش، إهانة، تخويف…هذه بعض المواقف التي يتعرض لها أطفال المطلقات عندما يزورون من يفترض أن يكونوا “آباءهم”!

فبدل أن يعود الطفل من بيت والده وهو محمل بالهدايا والكثير من مشاعر الحب، تستقبله أمه في الباب وهي تسأله في توجّس وخيفة: “ماذا فعل لك اليوم؟”.

والأسوأ من ذلك، أن تكتشف الأم أثار ضرب أو كدمات على جسد طفلها الذي يجد صعوبة في استيعاب أن هذا الرجل هو والده حقا.

ولاشك أن ذاكرة الجزائريين، لا تزال تحتفظ بالعديد من الأخبار الصادمة حول جرائم قتل نفّذها آباء حاقدون في حق أبنائهم من زوجاتهم المطلقات.

وآخر هذه الجرائم تلك قام بها “أب” في حق طفله الصغير الذي ذبحه ورماه بإحدى الغابات المتواجدة بالعلمة انتقاما من والدته المطلقة، وتبيّن فيما بعد أن الأب يعاني من اضطرابات عقلية.

ولأن هؤلاء المطلقات اللواتي ضاقت بهن السبل ولم يجدن من يساعدهن في إنقاذ أولادهن من تسلط أبائهم، قرّرن إنشاء مجموعة خاصة على فيسبوك، أطلقن عليها”معا ضد إبعاد الطفل عن أمه بعد زواجها لأن زوج الأم محرم شرعي”.

ومن خلال هذه المجموعة التي تضم أكثر من 8 آلاف عضو، تطرح السيدات المطلقات مشاكلهن التي تتعلق بعلاقة أطفالهن مع أبائهم، وسوء المعاملة التي يتلقونها منهم.

وحسب ما يشير إليه اسم المجموعة، فإن هؤلاء الأمهات يسعين إلى المطالبة بحظر القانون الذي يمنع الأم من حضانة طفلها عند زواجها.

فالأم يمكنها أن تمنح الحب والاهتمام والرعاية لطفلها حتى في وجود زوج آخر غير والد أطفالها.

في حين قد يغفل الأب عن رعاية طفله من زوجته المطلقة، وقد تدفعه رغبته في الانتقام منها إلى إيذاء هذا الطفل البريء.

حول هذا الموضوع، تقول إحدى السيدات اللواتي طلبن شهادتهن :”عندما وصلت قضيتنا للمحكمة، كنت أسمح لزوجي بأن يأخذ ابنتي ذات الأربع سنوات إلى بيته، كنت اعتبر القضية بيني وبينه ولا دخل للأطفال في الأمر”.

وتضيف” مشكلتي الكبرى كانت مع أخت زوجي التي كانت سببا في الطلاق، فعندما زارتهم ابنتي أعطتها قطعة حلوى خاصة بعيد الميلاد مرّ عليها أسبوع، فأصيبت ابنتي بالتسمم بعد 12 ساعة وسقطت مغشيا عليها في الحضانة، ونقلت على إثرها إلى المستشفى، حيث مكثت هناك ثلاثة أيام وهي بين الحياة والموت”.

سيدة أخرى، من عضوات المجموعة، اشتكت من سوء المعاملة التي تعرض لها طفلها الصغير، حيث قالت إنه بعد عودته من منزل والده لاحظت وجود كدمات على جسده وكأنه تعرض لحقن بإبرة.

وتلقّت هذه السيدة سيلا من النصائح العاجلة التي أشارت عليها بضرورة عرضه فورا على طبيب شرعي.

لم تتأخر الأم من الأخذ بنصائح العضوات، والذهاب إلى وكيل الجمهورية الذي طلب منها استخراج شهادة طبية تكشف سبب الإصابة بالكدمات، وكشفت المعاينة الطيبة أن الطفل ربما تعرض لـ”قرصة مجهولة” وليس إبرة كما كانت تعتقد.

وتضيف هذه السيدة ” كتب لي الطبيب شهادة تتضمن 5 أيام عجز، وأنا محتارة بين تصريح ابني الذي يقول أنه تلقى إبرة، وشهادة الطبيب التي تقول إنها “قرصة”فيما طلب مني المحامي تقديم شكوى بحق طليقي”.

وفي شهادتها حول الموضوع أيضا، قالت لنا إحدى السيدات، أن أثناء الزيارات المتعددة لوالدها، تعرضت ابنتها لشج في الرأس، ومحاولة تحرش، ولاحظت عليها كدمات زرقاء، وقص للشعر، والقائمة الطويلة كما تقول.

وتقول السيدة زينة في هذا السيّاق” قبل أن يذهب ابني إلى والده، يصاب بحالة من القلق والخوف، ويحاول أن يهرب من مكان إلى مكان وهو يذرف الدموع”.

وتضيف” وعندما يعود من بيت والده أجده جائعا وعطشا، وذات مرة عاد وعينه مصابة بازرقاق، وأحد أظافره منزوع من مكانه، وهذا دليل على أنه يترك دون رعاية أو رقابة”.

وتروي سيدة أخرى معاناة طفلها مع زوجها قبل الطلاق، حيث تقول إنها وجدته ذات ليلة يشده من قميصه بيد، ويضربه على الوجه باليد الأخرى لأنه كان يبكي من مغص أصابه.

وبعد الطلاق، تقول هذه السيدة، حاول أن يقتل أطفاله بطريقة ذكية ليتحايل على القانون ولكن الله أنقذهم.

مضيفة”ذات مرة أغلق باب السيارة على إصبع الطفل، وعندما بلغ من العمر 4 سنوات، ضربه على وجهه ما تسبب في اعوجاج غضروف الأنف، وهو تطلب إجراء عملية جراحية عندما بلغ 15 سنة”.

شهادات كثيرة، سجلتها الأمهات العضوات في مجموعة “معا ضد إبعاد الطفل عن أمه” عن سوء المعاملة التي يتلقاها أبناؤهن من طرف آباءهم الذين يحمّلون أبناءهم أيضا “أمانة” لأمهاتهم، مغلفة بالسباب والشتائم والكلام الجارح.

فكيف تأمن الأم على ابنها من رجل يتخذه مطية للانتقام منها؟!، ومن يتدخل لتوفير الأمان النفسي والجسدي للطفل الذي انفصلا والداه؟!.

مقالات ذات صلة