الرأي

هذا ما يهدّد الأمن الوطني!

قادة بن عمار
  • 2168
  • 9
ح.م

قبل سنوات، وحفاظا على الأمن القومي، قررت السلطات تأسيس محطة جهوية للإذاعة والتلفزيون في بشار، حيث صرفت الملايير من أجل إنهاء سيطرة القنوات المغربية التي كانت تصل لأسماع المواطنين الجزائريين في تلك الفترة وتؤثر في مواقفهم!
اليوم، وبعدما باتت السماوات مفتوحة، ولدينا إذاعة في كل ولاية، ونمتلك عددا من القنوات التلفزيونية الخاصة، زيادة على العمومية، لم يعد في مقدورنا حماية هذا الأمن القومي بشكل كبير وفعال، خصوصا عندما تنفجر أزمة في بشار على غرار ما وقع مؤخرا نتيجة التوزيع غير العادل للأراضي والسكنات أو لأسباب أخرى.. وما أكثرها!
نقول هذا الكلام بعدما أهمل التلفزيون العمومي الحديث عن تلك الاحتجاجات وكأنها لم تقع أصلا، والأمر ذاته بالنسبة للإذاعة المحلية التي اكتفت بنقل الرواية الرسمية، في حين ما تزال القنوات الخاصة “عاصمية” حتى الآن، رغم المحاولات القليلة والاجتهادات النادرة لقناة أو اثنتين في الوصول إلى كل المناطق والولايات!
الإهمال ذاته عرفته فيضانات الجنوب، واحتجاجات ورقلة، ومشاكل عين صالح، فهي كلها أخبار لم نجد لها أثرا في النشرات التي ما تزال تُفضّل البدء بتغطية زيارات الوزراء الرسمية، وتلك النشاطات الحزبية لعدد من السياسيين المفلسين الذين يقومون بزيارة بعضهم البعض هذه الأيام!
ألا يمثل هذا “الإهمال” تهديدا للأمن القومي، خصوصا عندما يجد سكان الجنوب أو الولايات الداخلية مشاكلهم وأخبارهم في قنوات أجنبية ولا يعثرون عليها في قنوات مسماة “وطنية ومحلية”؟ إلى متى سيظل صاحب القرار متخوفا من إطلاق العنان للتلفزيونات الخاصة من أجل العمل بحرية، وتوفير المساعدات لها حتى تنهض سريعا “على رجليها” بدلا من خنقها باحتكار الإشهار العمومي والخاص وتسليط سيف الرقابة..؟!
حين نعثر على إجابات لكل هذه الأسئلة وغيرها، سندرك حقيقة الوضع الخطير الذي نعيشه، والذي قد يتطور إلى ما هو أسوأ لا قدّر الله إن لم نتحرك حالا!

مقالات ذات صلة