-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بلماضي له أسبقية الخروج المبكر الثاني على التوالي

هذه أبرز مهازل إقصاء “الخضر” من الدور الأول في “الكان”

صالح سعودي
  • 7953
  • 0
هذه أبرز مهازل إقصاء “الخضر” من الدور الأول في “الكان”

دخل المدرب جمال بلماضي تاريخ المنتخب الوطني بثاني نكسة متتالية عجلت بخروجه من الدور الأول في نهائيات “الكان”، حيث لم يحفظ الدرس من مهزلة نسخة الكاميرون 2022 وكرر السيناريو هذه المرة في دورة كوت ديفوار، وبذلك يسير على خطى عدة مدربين في تجاوز عقبة الدور الأول في نسخ قارية سابقة، مثلما حدث في ربيع 86 ومطلع العام 1992 إضافة إلى دورات 98 و2002 و2013 و2017، وصولا إلى نسختي 2022 و2024. وهذا دون نسيان الغياب عن عدة نسخ قارية بسبب الإقصاء في الأدوار التصفوية أو لأسباب استثنائية مثل قضية كعروف 93.

من بين المفارقات التي تزامنت مع نكسات خروج المنتخب الوطني من بوابة الدور الأول، هو حدوث ذلك مع مدربين معروفين، على غرار ما حدث مع المدرب رابح سعدان في دورة مصر قبل حوالي شهرين عن انطلاق مونديال مكسيكو 86، ومع كرمالي في مهزلة زيغنشور 92 بعد عامين عن التتويج القاري بعد حوالي شهرين عن التتويج بالكأس الآفرو آسيوية، ليتكرر الأمر مع بلماضي في 2022 بعد عامين ونصف عن نيل أول لقب قاري خارج الوطن، والكلام ينطبق أيضا على نكسات أخرى بعضها كانت منتظرة، على غرار ما مع المدرب عبد الرحمان مهداوي ورابح ماجر في دورتي 98 و2002، وأخرى تبدو مفاجئة كتلك التي حدثت مع المدرب البوسني خاليلوزيتش الذين عجز هو الآخر عن اختراق الدور الأول في “كان 2013” قبل أن يتدارك ويفتح صفحة ايجابية في مونديال 2014 بالبرازيل.

يعود أول خروج مبكر للمنتخب الوطني من منافسة “الكان” إلى المشاركة الأولى في تاريخ الكرة الجزائرية، كان ذلك في دورة إثيوبيا 1968، بعد الهزيمة في مباراة الافتتاح أمام كوت ديفوار بثلاثية نظيفة، قبل أن يسحقوا أوغندا برباعية حملت بصمات لالماس بـ3 أهداف وكالام (هدف واحد)، ليودع أبناء المدرب لوديك الدورة بهزيمة أمام البلد المنظم إثيوبيا على وقع 3 أهداف مقابل هدف واحد. وإذا كانت الجزائر قد غابت عن الدورات التي جرت في السبعينيات، إلا أنها عادت بقوة في الدورات المنظمة في الثمانينيات، ولو أن المأساة تكررت في نسخة 86 بمصر، حين خرج المنتخب الوطني بقيادة المدرب سعدان من الدور الأول، حدث ذلك بعد تعادلين أمام زامبيا والمغرب وخسارة في مباراة مثيرة أمام الكاميرون بقيادة النجم روجي ميلا، وهو الإقصاء الذي خلّف متاعب بالجملة، وشكل ضغطا على المدرب سعدان قبل حوالي شهرين عن موعد انطلاق نهائيات كأس العالم بالمكسيك. وتكررت متاعب المنتخب الوطني مع الدور الأول خلال مهزلة زيغنشور شهر جانفي 1992 تحت إشراف المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي، ففي الوقت الذي تنقل زملاء ماجر بثوب البطل، إلا أن الميدان كشف تأثيرات المشاكل التي مر بها “الخضر” قبل انطلاق الدورة، حيث تلقى زملاء الحارس عصماني صفعة بثلاثية نظيفة أمام كوت ديفوار بقيادة يوسف فوفانا والبقية، واكتفوا بتعادل بطعم الهزيمة أمام الكونغو (1-1)، ما عجل بخروجهم وسط صدمة الجماهير الجزائرية التي عاشت بعد ذلك سيناريو قضية كعروف التي حرمت “الخضر” من المشاركة في دورة تونس 1994، وفوتت فرصة التألق على عناصر شابة وواعدة مثل الحارس عاصيمي وخريس وبراهيمي وعمروش ودحلب ودزيري وتاسفاوت والبقية.

من جانب آخر، فقد تكرّر سيناريو الخروج المبكر في دورة 1998 ببوركينافسو، بقيادة المدرب عبد الرحمان مهداوي الذي خسر لاعبوه رهان مباريات الدور الأول، حيث انهزموا أمام غينيا وبوركينافاسو والكاميرون، ما عجل بالعودة إلى أرض الوطن في مشاركة تعد الأسوأ على الإطلاق. وعاشت الجماهير الجزائرية مشهدا آخر في دورة 2002 تحت إشراف رابح ماجر الذي اكتفى لاعبوه بتعادل يتيم أمام ليبيريا وهزيمتين أمام نيجيريا ومالي. وفي دورة 2013 غرق البوسني خاليلوزيتش في أعماق إفريقيا، ولم يتسن له تجاوز عقبة الدور الأول إثر الخسارة المخيبة في مباراة الافتتاح أمام تونس وأخرى أمام الطوغو وتعادل شكلي في اللقاء الثالث أمام فيلة كوت ديفوار، ليعيش الجزائريون أجواء مشابهة في نهائيات دورة الغابون تحت قيادة المدرب البلجيكي ليكنس الذي اكتفى بالتعادل أمام زيمبابوي وتكبد خسارة أمام تونس أخلطت حساباته وأفقدت توازن لاعبيه في بلد العم “بونغو”.

وفي الوقت الذي كانت تأمل الجماهير الجزائرية في انتفاضة كروية نوعية مع المدرب جمال بلماضي الذي استهل مشواره بتتويج قاري هو الأول من نوعه خارج الوطن، وذلك في الملاعب المصرية صائفة 2019، إلا أن عداد الإنجازات توقف سريعا وحل محله مسار المهازل والنكسات، فخرج من الدور الأول في نسخة الكاميرون 2022 إثر تعادل مخيب أمام سيراليون وخسارتين مدويتين أمام غينيا الاستوائية وكوت ديفوار، ليتكرر المشهد بشكل آخر في نسخة كوت ديفوار لكن النتيجة واحدة وهو المغادرة من بوابة دور المجموعات، إثر تعادلين أمام أنغولا وبوركينافاسو وهزيمة تاريخية أمام موريتانيا قلبت موازين المجموعة الرابعة التي عرفت تأهل 3 منتخبات (أنغولا وبوركينافاسو ثم موريتانيا) مقابل عودة المنتخب الوطني إلى ارض الوطن يجر أذيال الخيبة والنكسة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!