-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نفسانيون يقدمون نصائحهم للتلاميذ وأوليائهم

هذه أساليب التعامل مع المرشحين للبكالوريا

نادية سليماني
  • 1179
  • 0
هذه أساليب التعامل مع المرشحين للبكالوريا
أرشيف

ينطلق أهم امتحان، ينتظره طلاب السنة الثالثة ثانوي ومن خلفهم أولياؤهم، وبعدهم المجتمع ككل، وهو شهادة الـ “باك”، الذي يعتبره كثيرون امتحانا مصيريا، به يتحدد مستقبل طالب أمضى 12 سنة في طوري التعليم الابتدائي والمتوسط، لينتقل لطور تعليمي مختلف كليا، ما يجعل المترشحين يعانون ضغوطا رهيبة جدا. ولذا، ارتأينا تقديم نصائح من مختصين نفسانيين واجتماعيين وخبراء تنمية بشرية، حول كيفية تمضية الامتحان في أريحية.
يُخطئ كثير من الطلبة وأوليائهم في الطريقة المثلى للمراجعة أثناء انطلاق امتحانات “الباك”، فالبعض ومع ضيق الوقت، يعيد مراجعة كامل البرنامج، وآخرون يبتعدون كليا عن المراجعة، مخافة تشتت أفكارهم. والأكثرية تعزف عن النوم والأكل، بسبب التوتر النفسي الرهيب.
وفي الموضوع، ينصح المختص في علم النفس، حسام زرمان، المترشحين للبكالوريا، بعدم تضخيم أمر “الباك”، والابتعاد عن التوتر، وتجنب التوقعات السلبية حول الأسئلة، “كأن يتوقع الطالب أن تكون أسئلة امتحان الغد صعبة جدا، لا يستطيع حلها، أو أن يمنحه المصحح نقطة ضعيفة رغم اجتهاده، وهذا خطأ، بل عليه دائما توقع أسئلة سهلة وفي متناوله” على حد قوله.

تجنب البحث عن التصحيح بعد الخروج من الامتحان
النصيحة الثانية، حسب المتحدث، في تصريح لـ “الشروق”، وهي مهمة جدا، مُتعلقة بعدم تبادل الإجابات بين التلاميذ بعد الخروج من الامتحان مباشرة. إذ قد يتسبب ذلك للطالب بالإحباط، وأقول لهم: “الإجابات والتصحيح يختلف من مصحح إلى مصحح، فلا داعي للقلق، وعندما تكمل امتحانك اذهب مباشرة إلى منزلك لترتاح “.
النصيحة الثالثة، لا داعي لمحاولات الغش في القسم، أو محاولة الحصول على المعلومات بأي طريقة كانت، لأنك تعرض نفسك لعقوبة الإقصاء أو نقطة الصفر.

أخذ ساعة من الزمن قبل بدء الإجابة عن الأسئلة
كثير من الطّلبة، بحسب زرمان، يعتقدون أنهم نسوا الإجابات مباشرة بعد تسلمهم ورقة الأسئلة، وهذا خطأ، لأن العقل البشري قد يحفظ 30 مجلدا في اليوم الواحد، “وإنّما ينسى بسبب وضعية الجلوس التي يكون عليها في مركز الامتحان، إذ عليه أن يجلس نفس الجلوس الذي كان يتخذه أثناء فترة المراجعة، حتى يتذكر المعلومات. وعليه تفادي التسرع في الإجابة، بل ينتظر ساعة كاملة للاسترجاع، سواء عن طريق الكتابة في مسودة، أم بالنظر إلى سقف القسم والتركيز على نقطة معينة، حتى يُنشط خلايا المخ، ويسترجع المعلومات التي حفظها “.
وإذا أخفق الطالب في مادة معينة، فليتجنب القلق، فقد يجيب أفضل في المادة الموالية.
وينصح محدثنا، أولياء الطلبة، بتجنب لوم أبنائهم، في حال لم يجيبوا جيدا في أي امتحان. لأن الأمر قد يتسبب لهم في إحباط بقية الامتحانات “وحتى ولو لم يجيبوا جيدا في جميع الامتحانات، فعلينا الوقوف معهم لا ضدهم”.

النجاح عملية فردية وليست جماعية
ومن جهته، ينصح المختص في علم الاجتماع، حسين زبيري، الأولياء والمجتمع ككل، بعدم اعتبار النجاح “عملية جماعية وليست فردية، لأن الحقيقة هي العكس “.
فعندما يكون النجاح فرديا، تقوم الآليات الاجتماعية من أسرة ومحيط اجتماعي، بتكييف هذا الموقف، إما دعما وتعزيزا إذا كان ناجحا، عن طريق إقامة الحفلات للناجح. وإذا فشل نفس هذه الآليات تتضامن معه، ببعث الأمل في نفسه، عن طريق سرد نماذج ناجحة في حياتها دون شهادة “الباك “.
ويقول المتحدث لـ ” الشروق”، بأن النجاح الاجتماعي له تبعات فردية “لأن الفرد يدفع ثمن النجاح إفراطا أو عدم النجاح تفريطا، بمعنى فرح العائلات المبالغ فيه بالطالب الناجح، والمبالغة أيضا في لوم الطالب الفاشل في البكالوريا، مسببين له تبعات نفسية واجتماعية وخيمة جدا. فالمجتمع ليس مستعدا لتفعيل آليات التضامن مع هذا الطالب الذي فشل “.
واللوم المبالغ فيه للفاشلين في البكالوريا، بحسب محدثنا، يتسبب في حالات اكتئاب وحتى انتحار لهم، رغم أن “النجاح أو الفشل في الباك، ليس الحياة كلها أو نهايتها، بل هو مجرد محطة من محطات الحياة، وكثير من الناجحين في الحياة السياسية والمالية والاجتماعية.. لم يتحصلوا على البكالوريا، أو تحصلوا عليها متأخرين” على حد قوله.
وتأسف زوبيري لإانزواء التلميذ “الفاشل” وهروبه من مجتمعه، بعدما أفهمه أولياؤه أن “الباك” هو الحياة. فتهتز نفسيته، ما يضطر عائلاته للتجول به مستقبلا بين أطباء نفسانيين”.

المراجعة المكثفة خلال أيام الامتحان.. خطأ
وبخصوص كيفية التعامل أثناء الامتحان، ينصح محدثنا الطلبة بعدم التوتر من الأسئلة، لأنها أسئلة مأخوذة من المقرر الدراسي وليس من خارجه، وأنها في المتناول. وشدد على ضرورة عدم اللجوء إلى المراجعة المبالغ فيها أيام الامتحان، “بل أدعوك إلى الراحة أكثر والاسترخاء، والجلوس مع العائلة أو الأصدقاء لتبادل القصص والنكت، لغرض إزالة الضغط الاجتماعي والنفسي، لأن الشعور بالخوف في هذه المرحلة خطأ كبير. كما أن البكالوريا مسابقة وليست امتحانا”.
ودعا زوبيري المترشحين، إلى النوم باكرا وتجنب السهر، ليسهل له النهوض صباحا وبطاقة أفضل. وعليه استرجاع أنفاسه والهدوء أمام ورقة الامتحان، ويختار الأسئلة التي يجدها سهلة له.
وتعلم المختصة في التحفيز، ليلى حفصي، المترشحين بعض القوانين والحركات، التي تجعلهم في أريحية كبيرة أثناء الامتحان وتمدهم بطاقة إيجابية. ومنها “قانون الجذب”، بحيث يجلس الطالب في مكان هادئ جدا، أو أثناء خلوده إلى النوم، ويبدأ في تخيل أنه يجيب عن الأسئلة بكل سهولة، وأنه خرج من القسم سعيدا جدا، ويكرر هذا التخيل عدة مرات قبل النوم، ويعيش الشعور بالسعادة، وهذا القانون يجعل عقله الباطن، يساعده في استرجاع جميع المعلومات يوم الامتحان.
القانون الثاني، هو تقدير الذات، بمعنى أن يتحدث الطالب مع نفسه ويقول: “أنا سأنجح، أنا سأجيب بكل سهولة عن الأسئلة، لن أشعر بتوتر أمام ورقة الامتحان، بمعنى أن يقول عبارات تحفيزية وليست محبطة، ويكررها عدة مرات أمام المرآة، أو أثناء النوم، حتى يقتنع بها عقله الباطن ويساعده في تنفيذها”.
ونصحت المختصة، كل طالب شعر بتوتر كبير أمام ورقة الامتحان، وبدأت يداه ترتجفان من الخوف، بأن يغمض عينيه، ويبدأ في التنفس العميق، بمعنى أن يستشعر أنفاسه وهي تدخل إلى بطنه وليس قفصه الصدري، ثم يخرجها وهو يعد إلى 10، ويكرر عملية التنفس العميق عدة مرات. وطريقة أخرى، وهي أن يبتسم الطالب رغم خوفه، أي أن يصنع ابتسامة مصطنعة على وجهه، ويكرر الأمر، وهذه الحركة تجعله يرتاح جدا “.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!