هذه أسباب الخلع حسب رأي الجزائريين!

10 آلاف حالة خلع في الجزائر خلال 6 أشهر فقط، رقم صادم فُتحت له الأفواه دهشة، وتقافزت بشأنه علامات استفهام كثيرة، تُرى ما الذي حدث خلف الأبواب المغلقة؟!

ما الذي نزع المودة والرحمة بين الأزواج؟ وما السبب الذي جعل المرأة تبادر إلى إنهاء الحياة الزوجية وهي التي من المفترض أنها جاءت لتبحث عن الاستقرار النفسي والأسري؟ما الذي جدّ في المجتمع الجزائري حتى انهارت قيمه واضمحلت أخلاقه؟

ولئن نجح بعض الحقوقيين والمختصين في علم الاجتماع من تحديد الأسباب البارزة التي تقف خلف هذه الظاهرة الآخذة في الارتفاع، إلا أنهم أطلقوا صافرة الإنذار التي تحذّر من شر مستطير يتربص بالأسرة الجزائرية والمجتمع برمته.

وحتى الجزائريين، على اختلاف مشاربهم ومستوياتهم التعليمية، لم يتركوا هذه الأرقام المخيفة لمعدلات الخلع خلال السداسي الأول من السنة المنصرمة تمر، دون أن يدلوا بدلوهم، ويعبروا عن استيائهم وقلقهم.

بعبارة مختصرة وصارمة، قال المحامي (م.ل):” إن ما يحدث هو عبارة عن كارثة ساهم فيها قانون الأسرة الذي جعل الخلع يقع بدون موافقة الزوج”.

واعتبر( صالح س ) أيضا أن عامل تغليب المرأة على الرجل الذي كفله قانون الأسرة الذي أقره النظام السابق، أحد الأسباب القوية في ارتفاع نسبة الخلع، مضيفا أن ” مواقع التواصل الاجتماعي جعلت الفتاة المسلمة تعيش في عالم افتراضي لا علاقة له بالواقع”.

وحمّل (حسين. ت) النساء مسؤولية الخلع، حيث اتهمهن بأنهن يعشن وهما كبيرا حينما يعتقدن أنهن سيعشن كما الأتراك، غير أنهن يصطدمن بواقع مرير ملئ بالمسؤوليات اليومية. كما أشار حسين إلى سبب آخر هو رغبة المرأة في امتلاك الحرية التي تمكنها من الدخول والخروج متى شاءت، مؤكدا على أن أغلبية النساء اللواتي خلعن أزواجهن هن موظفات وعاملات لديهن راتب شهري يشجعهن على اشتراء حريتهن.

أما (قادر. ب) فقد أنحى باللائمة على الرجال أيضا لكونهم مساهمين في بروز هذه الظاهرة، قائلا:” يجب ألا نحمل المسؤولية للمرأة فقط، فحتى الرجل الذي يتزوج بدون قواعد أو تفكير هو جزء من المشكلة”.

أما النساء، فكان لهن رأي مخالف ومؤيد لبنات جنسهن، حيث قالت وهيبة، إن الكثير من الشباب مازال يأخذ مصروفه من عائلته موهما نفسه أنه بعد الزواج يستطيع أن يتحمل المسؤولية غير أنه يبقى معتمدا على والده.

واعتبرت وهيبة أن المهمة الوحيدة التي يجيدها ويتمسك بها الكثير من الشباب هي اللهو بالهاتف الذي يجمع من خلاله العديد من الفتيات الساذجات اللواتي يعدهن بالعيش الرغيد والحياة السعيدة، مشترطا الحسن والقدّ الجميل غير أنه يتفاجأ بعد الزواج بأن هذه الزوجة غير قادرة على تحمل المسؤولية وإدارة البيت ناهيك عن سلوكها السيئ.

وتذكر وهيبة سببا آخر للخلع، وهو أن الزوجين يكتشفان أن الوعود التي أخذاها على بعضيهما أثناء فترة الخطوبة أشبه ما تكون بوعود الانتخابات.

وترى (مفيدة. ل) أن سبب ارتفاع نسبة الخلع في الجزائر راجع إلى كون بعض الزيجات أو الكثير منها تبدأ بالحرام، لقاءات، تبرج، كلام معسول، وعود مغرية، أي أن كل شيء جميل ينتهي بينهما قبل أن يبدأ الزواج، وبعده يكون الطرفان قد ملاّ من بعضيهما، وانكشفت حقيقة كل واحد منهما أمام الآخر.

ودعت مونية إلى ضرورة تنظيم دورات للتأهيل والإرشاد الزوجي قبل الزواج (حبّذا لو تكون إجبارية) كما قالت، حتى يعرف الأزواج قيمة هذه الميثاق الغليظ الذي هو أكبر وأسمى من حفلة صاخبة، ولباس مثير، وتفاخر مقيت.