-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
السياسة وكأس العالم

هذه أشهر المباريات المثيرة سياسيا في تاريخ كأس العالم

صالح سعودي
  • 1602
  • 0
هذه أشهر المباريات المثيرة سياسيا في تاريخ كأس العالم
أرشيف
إيران - أمريكا مونديال فرنسا 1998

شهدت نهائيات كأس العالم العديد من المباريات المشتعلة والمثيرة سياسيا، ما خلفت الكثير من الجدل وردود الأفعال، كما تسببت في أحداث مؤسفة أو ساهمت في قلب موازين تخص نظام الحكم أو مسائل أخرى كان يراهن عليها السياسيون من بوابة الجلد المنفوخ، على غار مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران في مونديال 98، ومباراة انجلترا ضد الأرجنتين في مونديال 86، وكذلك مواجهة الألمانيتين في نسخة 1966 وغيرها من المواجهات التي لعبت في النهائيات والتصفيات.

إذا كانت نسخة مونديال قطر قد احتضنت عدة مباريات فيها رائحة السياسة أو خلفيات تاريخية، لكنها كانت بأقل حدة، مثل مواجهة تونس ضد فرنسا، وكذلك مباراة نصف النهائي بين المغرب وفرنسا، لكن بالعودة إلى الماضي القريب والبعيد نسبيا نجد عدة مباريات حضرت فيها السياسة بأكثر حدة، وفي مقدمة ذلك المواجهة الأولى من نوعها بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، حيث وقعا في مجموعة واحدة في مونديال فرنسا 98، مثلما حدث هذه المرة في نسخة قطر 2022، وقد جرت مباراة 98 على وقع خلفيات وخلافات سياسية حادة تعود إلى سنوات من الأحداث والتوترات، حيث بدأت في عام 1979 حين هاجم طلاب إيرانيون السفارة الأمريكية واحتجزوا 52 موظفا بها.

وأدت هذه الحادثة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية رسميا بين البلدين. وفي عام 1988، زادت الأزمة تعمقا بعد إسقاط صاروخين أميركيين لطائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرانية، مما أدى إلى مقتل 290 إيرانيا من بينهم 66 طفلا، ورفضت الولايات المتحدة أن تعتذر عن هذا السلوك أو تتحمل المسؤولية. وقد عرفت مواجهة 98 بين المنتخبين عدة بروتوكولات لتلطيف الأجواء. وتزامنت مع صعود محمد خاتمي للرئاسة الإيرانية بعد انتخابات عام 1997. وإذا كانت النتيجة قد عادت لمنتخب إيران بهدفين مقابل هدف واحد فإن المهم أن المواجهة جرت في روح رياضية رغم العلاقة الباردة والتي سادها الكثير من الحذر والتحفظ.

من جانب آخر، تصنف مباراة إسرائيل وويلز ضمن المواجهات السياسية، حيث صبت أساسا في منح الاعتراف للكيان الصهيوني بعد 10 سنوات من تأسيسه، وقد كانت ويلز قد فقدت الأمل في التأهل لمونديال السويد 58، بعد أن احتلت المركز الثاني في مجموعتها القوية، لكن منتخب ويلز مُنح فرصة جديدة للتأهل إذا انتصر على الكيان الصهيوني، حيث أن سمحت العلاقات القوية بين بريطانيا وإسرائيل بإقامة هذه المباراة. وأُقيمت المباراة في جانفي 1958، حيث استضافت إسرائيل فريق ويلز في مباراة تم تسييسها بشكل كبير، وسلمت هدايا للاعبي ويلز الذين فازوا بثنائية نظيفة. ومادمنا قد تحدثنا عن مباراة سياسية في طريق التصفيات، فإن ملحمة أم درمان بين الجزائر ومصر حملت رائحة السياسة خاصة من الطرف المصري الذي كان يعول على قوة منتخبه لترتيب الانتخابات، لكن فوز رفقاء عنتر يحي أخلط حسابات الفراعنة ومكّن محاربي الصحراء من العودة إلى الواجهة بعد غياب دام 24 سنة عن المونديال.

من جانب آخر، شهد مونديال مكسيكو 86 مباراة مسيّسة، وذلك بين منتخبي الارجنتين وانجلترا، بسبب مخلفات حرب الفوكلاند بين بريطانيا والأرجنتين، وانتهت بخسارة الجيش الأرجنتيني الذي حاول انتزاع جزر الفوكلاند من القوات الإنجليزية الأقوى حينها في العدة والعتاد. وقد جرت المباراة المذكورة في أجواء مشحونة في الميدان والمدرجات، ورغم أن مارادونا قال قبل المباراة إنها مجرد مباراة رياضية لا علاقة لها بالسياسة، لكن هذا الأخير  لعب بحماس كبير، والأكثر من هذا فقد سجل هدفا مثيرا بالجدل (باليد)، ونجح في تسجيل هدف آخر يُعَدُّ من أجمل أهداف مسيرته على الإطلاق بعد أن راوغ اللاعبين الإنجليز من منتصف الملعب، فانتهت المباراة بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد لصالح الأرجنتين. فيما تعد أغرب المباريات السياسية هي التي جمعت الهندوراس بالسلفادور، في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1970 بالمكسيك، وقد قامت حرب حقيقية هي الحرب الشهيرة باسم “حرب المئة ساعة”. ففي ظل حكم نظامين عسكريين دكتاتوريين بالبلدين، بدأت المشكلات تنشب بين الهندوراس وسلفادور عام 1969، حين قررت هندوراس نزع ملكية أراضي نحو 300 ألف سلفادوري من المهاجرين على أراضيها. وفي ظل هذه الأجواء المشحونة جاءت القرعة بمواجهة بين الفريقين في تصفيات كأس العالم. وقد فازت الهندوراس في الذهاب بهدفين مقابل هدف واحد في أجواء محتقنة، وفي مباراة العودة فازت السلفادور بثلاثية دون رد في مباراة لم تخلُ من الشغب، فانتقل الفريقان بعدها إلى مباراة فاصلة تأهلت من خلالها السلفادور.

وأسفرت الخسارة عن هجمة شرسة ضد المهاجرين السلفادوريين في الهندوراس من الجماهير الغاضبة لخسارة فريقها والمحمَّلة بغضب سياسي من المهاجرين، فقطعت السلفادور علاقتها مع الهندوراس، ثم أعلنت السلفادور الحرب في ظل أزمة اقتصادية طاحنة تضاعفت بعودة حوالي 12 ألف سلفادوري مهاجر من هندوراس بسبب المناخ العدائي الذي أعقب مواجهات المنتخبين في التصفيات، واستمرت الحرب 100 ساعة، وكانت السلفادور على وشك احتلال هندوراس لولا التدخلات الدولية التي هدأت الوضع في الوقت المناسب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!