-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
والد بغداد بونجاح يفتح قلبه للشروق حصريا ويصرح:

هذه الأمنية التي لم يحققها بغداد.. ولهذا السبب لا أشاهد اللقاءات بمفردي

سيد أحمد فلاحي
  • 13103
  • 0
هذه الأمنية التي لم يحققها بغداد.. ولهذا السبب لا أشاهد اللقاءات بمفردي

كل من يرى نجم الخضر بغداد بونجاح، وهو ينشر صوره الفخمة أمام المسبح تارة وأحيانا أخرى أمام سيارته “الروج روفر”، أو خلال تجوّله مع كلبه الوفي الهاسكي، سيظن أن الأمر سيان مع أفراد عائلته أو بالأحرى والده، لكن الحقيقة أن عمي علي نمودج للتواضع والبساطة، رفض حياة البذخ و”الأبهة”، مفضلا البقاء في عالمه الجميل، بدليل أنك لن تجد أدنى صعوبة في الوصول إليه، لأنه عاشق أحد المقاهى الشعبية، وقعدات الأصدقاء والجيران، بحي مرفال الذي لا يبعد عن مقر سكناه سوى بأمتار، تواضع عمي علي يجعلك تعجب بشخصيته، ثقافة كروية واسعة، وأرشيف متنقل يحفظ أغلب محطات حياة مدلل أنصار المنتخب الجزائري بغداد بونجاح، وهو بوصلته للنجاح، طرحنا عليه أسئلتنا فكان الرد شيّقا.

هل لنا أن نعرف أحوال بغداد الصحية بعد عدة إصابات تلقاها في مباريات كأس العرب التي تُجرى حاليا بالدوحة القطرية؟

ابني بغداد بخير والحمد لله، نسأل عنه في كل يوم، خاصة عندما نشاهد مثل كل الجزائريين خروجه الاضطراري، ونحمد المولى على الحفظ والسلامة في كل مرة.

كيف يكون ردك وباقي أفراد العائلة كلما تعرض بونجاح لعرقلة أو ارتطام؟

كأي أب يشاهد ابنه في خطر، نتفاعل ونحزن، نترقب ثم نتنفس الصعداء في الأخير، خاصة لحظة ارتطامه مع الحارس المصري، تلك الليلة لم نذق طعم النوم إلا بعد الساعة الثانية ليلا، حين اتصل بنا أحد أصدقائه مؤكدا أن بغداد بخير، وقد غادر المستشفى نحو الفندق، وهي من بين أسوأ اللحظات بالنسبة لنا..

هذه الأمنية التي لم يحققها بغداد.. ولهذا السبب لا أشاهد اللقاءات بمفردي

كيف لا والجميع يعلم ما وقع لفقيد الكرة الجزائرية قاسمي حين سقط سقوطا مماثلا بأرضية مغشوشة بملعب تيزي وزو.

كيف يشاهد أفراد العائلة مباريات الخضر؟

صراحة بالنسبة لي، اختار العزلة، أشاهد المقابلات بمفردي في غرفتي، كوني عصبي فوق اللزوم، ولا أستطيع متابعة مباراة مع مجموعة، قد تتحول إلى ملاسنات وشجارات لأن كل شخص ومستوى تفكيره ونظرته لمردود لاعب وآخر، وهنا هي نقطة الاختلاف.

جوابك جرّني لسؤال آخر حول تعامل بغداد مع الانتقادات، فهناك من يحمّله العقم الهجومي، متهمين إياه بالإفراط في تضييع الفرص السهلة؟

في الواقع تلك الانتقادات صارت تزعجني، وتجعلني أتوتر، لكن عندما يتصل بي بغداد وألمس تلك الراحة وثقة النفس الكبيرة التي يتحلى بها، أعلم أن من انتقده لا يفقه شيئا في كرة القدم، فهناك لاعبون فعاليتهم تقوى بلا كرة سوى بتحركاتهم المقلقة التي تفتح خيارات اللعب أمام المهاجمين، وهو الدور الذي يؤديه بونجاح باقتدار.

حدثنا عن بغداد الابن.. حياته وقصته مع كرة القدم؟

قصته مع كرة القدم جميلة ومميزة، لأنه منذ طفولته وهو عاشق للمستديرة التي فضلها حتى على دراسته، عانى مثل غيره من المواهب، فظاعة التهميش والحقرة، حيث رفض عدة رؤساء منحه فرصة للانضمام لفرقهم وتفجير موهبته، لكن بغداد لم يستسلم بدليل أنه كان يقطع المسافة بين البيت والملعب مشيا على الأقدام أو راكبا في الحافلة، من أجل التمرن واكتساب الخبرة إلى أن وصلته دعوة المدرب القدير بوعلام شارف، ثم مدرب المنتخب الأولمبي آيت جودي من هناك بدأت قصة التحدي.

في نظرك من هو الناخب الوطني الذي وضع ثقته فيه؟

بكل تأكيد هو البوسني وحيد خاليلوزيتش، الذي شاهده مرة في إحدى المباريات، فوضعه في مفكرته، إلى أن جاءت فرصة إصابة القناص السابق للخضر جبور، فأصر “الكوتش” على استدعاء بغداد من أجل سد العجز، وهو دليل على إعجابه الكبير بقدراته، ومن هناك صار يحضر المعسكرات الوطنية بانتظام إلى أن تفجر مع باقي زملائه في عهد المتألق جمال بلماضي، الذي يصنع المعجزات مع الفريق الوطني.

 كيف تفسر العلاقة بين بغداد ويوسف بلايلي؟

علاقة أخوة وصداقة نقية، عمرها سنوات طويلة، وكم عانيا في البداية، من أجل فرض الذات، سواء في فريق رائد غرب وهران، أو النوادي الأخرى التي ضمتهما فيما بعد، والكل يشاهد التناغم الكبير بينهما سواء في اللعب أو حتى في  طريقة الاحتفال بالأهداف، أتمنى لهما كل الخير ونجاحات متواصلة.

قلت في البداية إنك عصبي..هل ورث بغداد عنك ذلك؟

يوجد من يرى بغداد عصبيا وكثير الاحتجاج مع الحكام، أو حتى اللاعبين، لكن في الحقيقة يملك حسا مرهفا، ويتأثر بأي موقف حساس، بدليل دموعه التي ألفها الجزائريون، في كل موعد حاسم، وعلي أن أكشف لك سرا…

 تفضل…

أذكر ربيع سنة 2008 حين سقط نادي مولودية وهران للقسم الثاني، بحثت عنه في البيت، فوجدته يطل من الشرفة وهو يذرف الدموع، حينها عرفت أنه مناصر وفي للحمراوة، كما أتذكر مرة عاد من ملعب أحمد زبانة على متن سيارة إسعاف، وهو مضمد الرأس، وقال لنا يومها إنه تعرض لرشق عشوائي نشب بين أنصار الحمراوة وفريق آخر بعد نهاية المباراة، فشج رأسه حبا في الفريق الأحمر الذي لم يكتب له القدر أن يتقمّص ألوانه، بسبب افتقاد مسيريه للحنكة والخبرة اللازمتين من أجل تسيير فريق، وكانت صدمتهم كبيرة حين ضمه فريق اتحاد الحراش وسجل هدفا في شباك الفريق الذي أحبه، في رسالة ثأرية واضحة.

 ما هي الأمنية التي لم يحققها بغداد؟

أظن أن أهم أمنية كانت تراود بغداد منذ صباه، ولم يحققها ولن يحققها للأسف هي أن تشاهد والدته الراحلة مبارياته، وتشجعه مثلما يفعل باقي الأولياء، لكن هذا قضاء وقدر، ونحمد الله على كل حال، لأن ابني في كل مناسبة يقول لي: يا أبي أنا مشتاق أن تقاسمنا أمي هذه الخيرات والنجاحات، وتحضنني بعد كل فوز من أجل شحن العزيمة والإصرار.

هل لا يزال يزور بغداد قبرها؟

بطبيعة الحال، فهو ابن بار ومواظب على زيارة قبر الفقيدة، والترحم عليها وعلى جميع موتى المسلمين.

بكل صراحة هل أنت راض على بغداد؟

راض كل الرضا فهو الابن العطوف السخي، سواء معي أو مع إخوته، أو حتى أبناء الحي، تراه في كل مرة يبادر لمساعدة فلان وفلان بكل تواضع، وكرم وهي ميزات الكبار حسب رأيي الشخصي، أتمنى أن يواصل التألق ويحقق مزيدا من الانتصارات مع فريقه والمنتخب الوطني، سواء في كأس إفريقيا أو العالم، وتشريف الراية الوطنية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!