-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قانونيون يشرحون الانابات القضائية في ملفات الفساد:

هذه عراقيل استرجاع “المسروقات” من الخارج

إلهام بوثلجي
  • 7886
  • 18
هذه عراقيل استرجاع “المسروقات” من الخارج
ح.م

شرعت الجزائر قضائيا في تبليغ إنابات إلى فرنسا ضد مطلوبين للعدالة في قضايا فساد، حيث قالت مجلة “لوبوان الفرنسية” الخميس، أن القضية تتعلق بمسؤولين سابقين في نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وأكثر من مائة شخصية مقربة منه، والتي حوّلت أموالا إلى فرنسا لشراء عقارات وأملاك، وهو ما يفتح مجددا النقاش القانوني حول فرص استرجاع الدولة الجزائرية لعوائد الفساد المالي والسياسي خلال حقبة النظام السابق.

وبهذا الصدد، أكد مختصون قانونيون بأن استرجاع الأموال المنهوبة من الخارج يتطلب إعادة النظر في التشريع الجزائري الخاص بكيفية وآليات استرداد الأموال من جهة ، وعقد اتفاقيات تعاون قضائي مع الدول الأجنبية التي يحوز فيها المتهمون منقولات وعقارات وشركات فضلا عن تكثيف المساعي الدبلوماسية في هذا الشأن.

وأوضح المحامي نجيب بيطام بأنه يجب التفريق بين نوعين من الانابات القضائية التي أرسلت في إطار التحقيقات الجارية بخصوص ملفات الفساد، فمنها من ترسل للدول التي لها اتفاقيات تعاون قضائي مع الجزائر وغالبا –يضيف المتحدث- لا تطرح هذه الحالة أي إشكال رغم أنها قد تستغرق وقتا، لكن في النهاية ترجع الإنابات بالتحقيقات المطلوبة والإفادات المطلوبة بحصر عناصر ممتلكات الشخص المتابع قضائيا “عقارات أو منقولات ، حسابات بنكية “.

وتابع المحامي:” أما النوع الثاني فيتعلق بتلك الإنابات التي ترسل إلى الجهات القضائية للدول التي لا توجد بينها وبين الجزائر اتفاقيات قضائية وعادة ما تطرح إشكالا وهذا حسب الدولة التي أرسلت إليها ” وينبغي–يضيف المحامي – على الجانب الدبلوماسي أن يلعب دوره ليتدخل لدى هذه الدول من أجل تنفيذ تلك الانابات والتي قد تستغرق وقتا معتبرا.

وشرح الأستاذ بيطام أن مسألة استرجاع الأموال المنهوبة تستدعي مجموعة من الخطوات، خاصة أن الكثير من الملفات ومنها قضايا الفساد التي عولجت مؤخرا قد أُرسلت فيها إنابات قضائية للخارج وأحيلت أمام القضاء الجزائري للمحاكمة وصدرت الأحكام ولم تعد الإنابات بعد سواء ما تعلق بحصر الممتلكات أو سماع الشهود أو تحصيل الوثائق، ولفت المحامي إلى مبدأ المعاملة بالمثل والذي قال إنه أكثر عامل مؤثر في مسار الإنابات المعمول بيه بين الدول، وأوضح أنه إذا كانت الدولة تربطها علاقات وتبادل في المسائل القضائية قد يسهل ذلك من مسار الإنابة القضائية لكن إذا كانت دولة لم يسبق وأن تعاملنا معها يدخل ذلك في مبدأ المعاملة بالمثل.

أحكام الخليفة والطريق السيار وسونطراك ليست نهائية

وأكد المحامي بيطام بأن استرجاع الأموال يدخل في إطار تنفيذ الأحكام القضائية والتي يجب أن تكون نهائية حائزة بقوة الشيء المقضي فيه، أي تكون استنفذت كافة طرق الطعن، مشيرا إلى أن قضايا الخليفة والطريق السيار لم تعد أحكامها نهائية بعد ونفس الشيء بالنسبة للقضايا التي تم الحكم فيها مؤخرا ، فمن الناحية القانونية-يضيف- لا تسترد الأموال إلا في حالة صيرورة الأحكام النهائية وإنما يمكن التحفظ والحجز عليها وهذا بحسب قوانين الدولة الموجودة بداخلها هذه الأموال ، ولفت إلى أنه في بعض الدول الغربية واستنادا إلى الاتفاقيات الدولية الموجودة يقوم قضاة التحقيق بالانتقال والتنقل للدول للإشراف على سيرورة الإجراءات ربحا للوقت لكن هذا ما لم نجده مفعّلا بالنسبة للقضاة الجزائريين، أما فيما يخص الانابات الموجهة لفرنسا، فأكد بيطام بأن فرنسا تعامل بالمثل وأنه يوجد اتفاقيات معها لكن ذلك يستدعي تدخل الجانب الدبلوماسي لتفعيلها.

ومن جهته، يرى المحامي فادن محمد بأنه يمكن استرجاع الأموال والممتلكات المنهوبة في قضايا الفساد بشرطين أولهما أن تكون الأحكام نهائية والثاني أن تربط الجزائر اتفاقية قضائية ثنائية بالدولة الموجود فيها الأموال ، وشدد الأستاذ فادن على أهمية المسار الدبلوماسي السياسي لتحصيل الأموال المنهوبة موضحا بأن الاتفاقيات الثنائية بين الدول لا تضم كل المساءل والأحكام الخاصة بقضية الاسترداد، وهناك دول ترفض التعاون أو منح الأموال في حال كانت القضية أو الأحكام لها خلفية سياسية ، مشيرا إلى أن الإشكال الكبير يكمن في عدم وجود تفاصيل واضحة في الاتفاقيات فيما تعلق باسترداد الأموال بعد الحكم النهائي، فضلا عن غياب اتفاقيات مع عدد من الدول المتواجد فيها الأموال والممتلكات على غرار اسبانيا والإمارات و بريطانيا وأميركا .

أغلب الإنابات في ملفت الفساد لم يتمّ الرد عليها

وقال الأستاذ فادن بأنّ هناك نقص كبير في التشريع الجزائري يجب تداركه فيما يخص الآليات الخاصة باسترداد الأموال وتنفيذ الأحكام، مشيرا إلى أن معظم الأحكام وضعت لتطبق فقط في الجزائر وهذا ما يتطلب إعادة النظر في هذه التشريعات وآليات تطبيقها، وأوضح المحامي بالنسبة للانابات القضائية التي تم إرسالها في قضايا الفساد لعدة جهات قضائية في الخارج بأن أغلبيتها لم يتم الرد عليها، وما تمّ الرد فيها كانت عبارة عن توضيحات يطلب فيها القضاة أكثر توضيحات عن التهمة خاصة أن قضاة الدول الأجنبية متشددون في تطبيق القوانين ولا يمكنهم حجز أي ممتلكات دون توضيحات، وفي المقابل تتعارض هذه المعطيات وسرية التحقيق واستقلالية وسيادة القضاء في الجزائر والتي ترفض منح معلومات أكثر عن القضايا، وهو ما يجعل الإنابات في الغالب دون أي جدوى .

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
18
  • Zinadine

    الحل كاين كي تكون الإرادة ! أي مختلس ومهرب للأموال الشعبية يُقبض عليه ويحكم عليه بالإعدام أو السجن المؤبد ولا يخفف عنه العقاب إلا بإسترجاع الأموال المنهوبة والمهربة!

  • ali ahmedi

    واقيلا العصابة دارت الكونطر خطة

  • باديسي نوفمبري

    يعني الجزائر اكلها بوبي ههه

  • SOUADALG

    Ya hassraaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa

  • حقيقة مرة

    1 --- غالبة هذه الأموال هربت نحو الجنات الضريبية مباشرة بعد بداية حملة الاعتقالات بالتالي يستحيل استرجاعها 2 -- الجزائر ليست دولة بحجم القوى الكبرى التي تمتلك أوراق ضغط كثيرة يمكن استعمالها ضد الدول التي تتواجد فيها هذه الأموال ....أما التشهير باسترجاعها فهو للاستهلاك الداخلي لأغراض أجندات يعرفها العام والخاص

  • عميس

    من يتقن خبايا الامور يعلم علم اليقين بأن هذه الأموال لن تعود أبدا أما من يظن أن هذه الأموال مكدسة في أكياس وتنتظر من يسافر لاعادتها الى أرض الوطن فهو كمن يحلم أنه حر طليق قبل أن يستيقظ في سجن في قلب صحراء قاحلة

  • سي احمد انتاع الارشيف

    يا سادة يا كرام الإنابات مجرد إشكال قانوني سيبقى حبر على ورق عند الدول التي حولت لها أموال الجزائريين بيد عصابة بوتفليقة فهذه الدول منذ عصور تعش على النهب و السرقة و الربا متى أرجعت شيئا للدول التي نهبت خيراتها هذا أرشيفنا الوطني و جماجم مقاومينا لم نستردهم منهم فما بالك بالمال عصب إقتصادهم

  • البرائة مقابل إعادة كل الأموال

    ليس فرنسا فقط إسبانيا كذلك. وليس كبار المسؤولين فقط بل مسؤولين محليين في الولايات ومقاولين.
    حولوا أموالا وإشتروا عقارات في إسبانيا.
    أعرف البعض منهم.
    الدولة تحتاج لجرد كل هاؤلاء وإستدعائهم للعدالة كيف حولت هذه الأموال للخارج؟؟ فقط
    ويعود إلى بيته إن كانت له إجابة.
    ومن صدرت في حقهم أحكام يخفف عنهم الحكم أو برائة مقابل إسترجاع تلك الأموال.
    لأن صاحب الممتلكات هو أقدر الناس على التصرف فيها و إعادتها.
    رجع الأموال وأخرج برائة.

  • احمد احمد

    هذه من أفعال العصابة جعلت نفسها محصنة من المتابعات وجعلت من الجزائر دولة بدون قوانين حتى تنهب وترتشي على هواها تحت شعار ارفع راسك يابا

  • المانيا

    بسم الله الرحمن الرحيم
    علينا ان نركز على استرجاع اموال الشعب المنهوبة داخل الوطن . انها اموال باهظة لا تعد و لا تحصى.
    لانه لن يجد جزائري تولى مسؤولية ما و لم ينهب بطريقة و بأخرى أموال الشعب الا ما رحم ربي.
    يجب خلق قانون جديد اسمه من اين لك هذا. و هكذا ستسترجع أموال تمكنك بناء الجزائر من جديد.

  • med

    لمقدش على اشقاه علاه يهدر

  • ALLO BORTO

    أفضل طريقة لسترجاع الأموال المسروقة هي الطريقة الروسية إنها فعالة جدا.

  • فكر مليح

    الي راح مايولي هذه هي الحقيقة المرة، والسبب الكل كان ياكل، فرنسا تعقد الأمور وتقول كلكم كنتم تسرقو وتخبيو عندي، الوحيد الذي يرجع الأموال المنهوبة أيادي جديدة مخلصة لم تكن لها من قبل علاقة مع النظام.

  • محمد☪Mohamed

    ثم لماذا تذكر لنا العراقيل (إعادة النظر في التشريع الجزائري الخاص بكيفية وآليات استرداد الأموال من جهة ، وعقد اتفاقيات تعاون قضائي مع الدول الأجنبية)
    المنطق التشرع وأليات وإتفقات تعاون كلها واجدة هذي décembre 2019 وأنثم تشتغل !!!!

  • محمد☪Mohamed

    من يركز على فرنسا ليس صادق في قضية إسترجاع المال المنهوب , لأن فرنسا لايوجد فيها الكثير ...
    سويسرة وكندا هذي أكثرمن سنة وهما ينتظر من الجزائر خطوة إسترجاع المال الفاسد.
    ثم المحكمة الجزائرية لم تأمم المال رجال أعمال الفاسدن المسجونين مثل حداد و أويحي و إخوة كولناف ووو...

  • محمد

    المشكل لحد الآن المسؤولين الجزائريين يتمتعون ويملكون عقارات واستثمارات في الجزائر باسم أفراد عائلاتهم والدولة تعرف ذلك ولا تتحرك!
    المسؤول الجزائري دائما تتم إقالته ومنحه منصب آخر أو تغيير مكان عمله لولاية أخرى مثل الولاة والوزراء، ولم نسمع عن محاسبة المسؤولين الفاشلين ومصادرة أموالهم وسؤالهم من أين لهم هذا؟ لم نسمع عن مسؤول تم سجنه بعد فشله، أو مصادرة املاكه والتي يكتبها على اسم أقربائه، أو يسهل عملية منح مليارات من القروض لأقربائه باستعمال منصبه في الوزارة أو أي منصب رفيع!
    يلزم تغيير كثير من الأمور ومحاسبة كل مسؤول عن كل صغيرة وكبيرة! ولكن بالجزائر المسؤول يعين من فوق لهذا لا يح

  • محمد

    اللجوء إلى القضاء الأوروبي هو مضيعة للوقت، والسبيل الوحيد هو ضغط على الدول الأوروبية أو أي أجنبية بتسليم المال والمطلوبين، وفي حال الرفض فعلى السلطات الجزائرية معاقبة الدول الرافضة اقتصاديا ومنع التعامل معهم تجاريا وفرض ضرائب وغرامات عليهم! هذا هو الأسلوب الوحيد الذي يفهمه دعاة الديمقراطية المنافقون الأجانب!

  • Pipo

    قالك واحد ما نعطيكومش الخطة لي انهم غادي يديروا كونتز خطة.