الجزائر
يلس نهال نالت معدل 18.78 وحظيت بتكريم رئيس الجمهورية

هذه قصة القلم الذي أثار الفزع في قلب زعيمة البرج في البكالوريا

صالح سعودي
  • 14211
  • 23
ح.م

عرفت التلميذة الخلوقة نهال يلس من مدينة راس الواد ببرج بوعريريج كيف تصنع التميز في شهادة البكالوريا، بعدما حصلت على معدل 18.78 في شعبة العلوم التجريبية، ما أهلها لتزعم ولاية البرج واحتلال المرتبة الرابعة وطنيا، ما جعلها تحظى بتكريم من رئاسية الجمهورية، نجاح يعكس الجدية والمثابرة والثقة في النفس رغم الإرهاق الناجم عن الجهود المبذولة طيلة موسم كامل من الدراسة.
أضفت التلميذة نهال يلس بهجة في ولاية البرج ومسقط رأسها راس الواد، وفي محيط ثانويتها الشريف لرقط على الخصوص، ما جعلها تؤكد نجاحها المميز في شهادة الأهلية منذ 3 سنوات، حين كانت تلميذة في متوسطة الصالح عبدلي، وقد حققت نهال يلس نجاحها في محيط عائلي يصفه الكثير بالمتواضع، فهي كبيرة أخواتها الثلاثة، ووالدتها تستغل أستاذة التعليم الابتدائي، أما الوالد فهو حاصل على شهادة تقني فالصيانة ويشتغل كمساعد تربوي في الطور المتوسط، وحرصا على توفير الظروف الملائمة لدراسة ابنتهما حتى تحقق طموحها في طلب العلم بتميز، وقد أرجع والدها سر نجاحها إلى انشغالها بدراستها، حتى أنها كانت تتنازل عن الزيارات العائلية من أجل الحفاظ على برنامجها المسطر.


وإذا كانت نهال يلس قد برهنت على جدارتها في الشق الدراسي، فإنها حريصة أيضا على حفظ كتاب الله، حيث كانت تعتزم أن تختم القرآن الكريم، هذا العام، لكن مسيرتها توقفت عند 35 حزبا، بسبب تفرغها لمتطلبات البكالوريا، قبل أن تعود لمواصلة المسيرة مع كتاب الله من بوابة المدرسة القرآنية. أما بخصوص طموحها المستقبلي فهي تفكر مبدئيا في دراسة تخصص الطب، بناء على طلبات أفراد العائلة، لمساعدة المرضى والمساهمة في التخفيف عن آلامهم.

هذه قصة نهال مع القلم الذي أثار فيها الرعب طيلة فترة انتظار النتائج

وبعيدا عن التفوق النوعي لابنة راس الواد نهال يلس، فإن والدها يسرد ل”الشروق” قصة طريفة، لكنها في الحقيقة كانت أشبه بالكابوس الذي لازم نهال طيلة فترة انتظار نتائج البكالوريا، والسبب في ذلك القلم العجيب والغريب الذي كتبت به خلال فترة “الباك”، وفي هذا الجانب يقول والدها يلس معيش: “هذا القلم يكتب بطريقة رائعة وخطه جميل جدا، وفوق هذا إذا أخطأت فان في طرفه الآخر ممحاة تمسح الأخطاء دون ترك أي أثر، إلى هنا كل شيء جميل، لكن المشكل انك إذا قربت شعلة نارية من كتابته فإنها تمحى على الفور ولا يبقى منها أي أثر …هذا القلم اشتريته لابنتي التي نجحت في البكالوريا بتقدير ممتاز ولم أكن اعلم بقصة ذهاب كتابته بالحرارة “، ويضيف والد نهال يلس قائلا: “سارت الأمور بشكل رائع خلال أيام امتحان البكالوريا، وكتبت به نهال في كل مواد الامتحان، إلا أنه في آخر يوم من الباك التقت ابنتي مع إحدى زميلاتها وأخبرتها عن قصة مسح الكتابة بالحرارة، وبأن كل عملها في الباك سيمسح بمجرد ارتفاع درجة حرارة الجو، وتخيلوا الحالة النفسية لابنتي بعد التعب والكد طوال العام، فقد رجعت منهارة نفسيا والدموع في عينيها منهمرة وكأنها قد فشلت في تحقيق حلمها. وبقدر ما حاولتُ إزالة مخاوفها إلا أنني فشلت، وبقيت ابنتي كل يوم تكتب بالقلم وتضع الورقة في النافذة تحت حرارة الشمس، وتجرب هل ستمحى الكتابة ويذهب حلمها بالنجاح بامتياز، أم ستبقى الكتابة ولن يحدث الكارثة. وبقيت على هذا الحال إلى غاية ليلة الإعلان عن النتائج، فنجحت بنيتي نهال بمعدل18.78، ثم اتصل بي أحد الزملاء من مديرية التربية وأبلغني بأن ابنتي الأولى على مستوى ولاية البرج، حينها حمدت الله على النجاح والتفوق بعدما تجاوزنا مرحلة الحيرة والرعب بنجاح.

مقالات ذات صلة