هذه هي الأسباب الحقيقية لحوادث المرور في رمضان والعيد

أكد الباحث والخبير الدولي في السلامة المرورية، الدكتور أحمد كواش، في تصريح لـ”الشروق”، أن تزامن عيد الفطر مع العطلة الأسبوعية، ساهم في وقوع حوادث مرور للسائقين الذين سافروا إلى ولاياتهم عشية ويومي العيد، لأنهم وقعوا بين ضغوطات العمل ودراسة أبنائهم، فدخل بعضهم في المناورات الخطيرة والتجاوز الممنوع.
وقال كواش، أن ارتفاع حوادث المرور خلال شهر رمضان، وأيام العيد، سببه جملة من العوامل والظروف التي اجتمعت معا، حيث أن الاختناق المروري المتكرر، وزحمة الذروة، ومحاولة استرجاع الوقت الضائع من خلال المناورات الخطيرة للسائقين، ساهم في كثرة الحوادث.
ويرى محدثنا، أن حوادث المرور في الجزائر أخذت بعدا اجتماعيا، وتحولت إلى سلوك وطبع يومي، إلى درجة أنها باتت تحصد أرواح الكثيرين وتفوقت بذلك على الأوبة والأمراض المعدية القاتلة، مشيرا إلى أن انخفاض قدرة السائقين في الأيام الأخيرة لرمضان، وتدني مستوى السكر في الدم مع ساعات المساء، ساهم في كوارث مرورية، خاصة أن الاختناق المروري يوقع سائقي السيارات في فخ التوتر والشحن السلبي.
وقال كواش، عن الأيام الأخيرة لرمضان، وأيام العيد، ارتبطت بعوامل اقتصادية واجتماعية وصحية، بينها التحضير لمناسبة العيد، وذروة التسوق، وضيق الوقت، وسوء البرمجة بين قضاء العيد والعودة للعمل والدراسة.
وحسبه قِلّة النوم والنعاس خلال الأيام الأخيرة لرمضان، كان له التأثير البالغ في ارتفاع نسبة حوادث المرور في الجزائر، موضحا أن السائقين الذين ينامون أقل من 16 إلى 17 ساعة يوميا، تكون نسبة الكحول لديهم في الدم 0.5 غرام في اللتر، أما الذين لا ينامون خلال 24 ساعة فترتفع نسبة الكحول إلى 1 غرام في اللتر الواحد من الدم عن السائق، بينما المعمول في هو 0.2 غرام كحول في اللتر من الدم.
ونصح كواش، بإتباع إستراتيجية السلامة المرورية في الجزائر وإعطائها الأولوية، من خلال الاستثمار في العامل البشري، وتطبيق رخصة السياقة بالتنقيط، وردع تصرفات سائقي الدراجات، وإلزامهم بتطبيق القوانين، والتعامل مع حوادث المرور كوضعية خطيرة تسبب آلام وآهات اجتماعية اقتصادية بعيدا عن لغة الأرقام.