-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد كشف الأسماء الجزائرية في اللجنة المختلطة مع الفرنسيين

هذه هي الأوراق التفاوضية التي بحوزة المؤرخين الجزائريين

محمد مسلم
  • 2113
  • 0
هذه هي الأوراق التفاوضية التي بحوزة المؤرخين الجزائريين
أرشيف

اطلع الجزائريون على هوية المؤرخين الجزائريين الذين سيرافقون نظراءهم الفرنسيين في اللجنة المختلطة التي أعلن عنها خلال زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى الجزائر في نهاية أوت المنصرم، غير أن الكثير من المتابعين يجهلون بعض خصوصيات وخلفيات هؤلاء الأكاديميين. فمن هم، وكيف يمكن توقع مواقفهم في “المفاوضات العلمية” التي تجمعهم بنظرائهم الفرنسيين؟
وتشمل القائمة التي كشفت عنها رئاسة الجمهورية، كل من محمد القورصو المؤرخ والسيناتور السابق، ورئيس جمعية 08 ماي 1945، وعبد العزيز فيلالي، ومحمد لحسن زغيدي، وجمال يحياوي، وإيدير حاشي، فيما لا يزال الجانب الفرنسي لم يكشف بعد عن قائمة مؤرخيه. وترجح بعض المصادر هذا التأخر إلى فرضية وجود ملاحظات من قبل الجانب الجزائري على بعض المؤرخين الفرنسيين الذين سيشكلون اللجنة المختلطة.
ومن بين المؤرخين الجزائريين، يبرز اسم المؤرخ محمد القورصو، الذي سبق له وأن ترأس جمعية 08 ماي 45، بعد وفاة المؤسسي التاريخي ورئيس مجلس الأمة، بشير بومعزة، وهي المؤسسة التي يرجع لها الفضل في نشر مطلب الاعتذار، ثم التعويض عن جرائم الماضي الاستعماري لفرنسا في الجزائر.
وفي ملتقى حول أحداث الثامن من ماي 1945 احتضنته جامعة قالمة، التي تحمل تلك اسم تلك الأحداث، تحدث محمد القورصو، عن ضرورة الاعتراف الصريح لفرنسا بجرائمها، كما عبر عن رفض ما أسماه “الاعتراف قطـرة بقطـرة”.
كما انتقد المؤرخ بشدة بعض التصرفات والمواقف الفرنسية في التعاطي مع فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، من خلال إبراز ما تعتبره باريس جوانب مضيئة للاحتلال، والإشارة هنا إلى قانون 23 فبراير 2005، الذي يمجد جرائم موصوفة للاحتلال، والذي صادق عليه البرلمان الفرنسي، في وقت كانت فيه باريس تغرف من دون رقيب ولا حسيب من صفقات الدولة الجزائرية.
ومن هذا المنطلق، جاء اختيار القورصو، أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر، ليكون أمينا على المطالب التي رفعتها جمعية 08 ماي 45، وإن لم يعد رئيسها، والمتمثلة كما أسلفت في دفع فرنسا إلى الاعتراف بجرائمها في الجزائر وتقديم الاعتذار للشعب الجزائر وتعويضه عن كل ما قتلته ونهبته وجهلته فرنسا الاستعمارية طيلة 132 سنة من احتلال استيطاني مدمر.
أما اختيار المؤرخ عبد العزيز فيلالي، أستاذ التاريخ بجامعة قسنطينة، لعضوية اللجنة، فجاء انطلاقا من زاوية لا تتوفر في غيره من الأربعة الآخرين، وهو تخصصه في تاريخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي لها الكثير من الفضل في حماية الأمة الجزائرية من عمليات المسخ المنظمة والممنهجة التي عمد إليها الاحتلال الفرنسية، عبر محاولات فرض هوية غريبة عن المجتمع الجزائري، مثل الدين المسيحي واللغة الفرنسية، وقد باءت كل تلك المحاولات بفضل جهود رائد النهضة الجزائرية ومؤسس الجمعية، الشيخ عبد الحميد بن باديس وأصحابه الشيوخ، البشير الإبراهيمي ومحمد الميلي والعربي التبسي والطيب العقبي..
ويرجح أن يواجه المؤرخ فيلالي نظراءه الفرنسيين بورقة الهوية التي حاولت فرنسا طمسها، وممارسات التجهيل والتفقير التي نجح الاحتلال في فرضها على الجزائريين، أملا في حرفهم عن ماضيهم وعاداتهم وتقاليدهم، وهذه ورقة أخرى تلعب لصالح المفاوض الجزائري الذي يتعين عليه أن يكون ليس فقط مجرد مؤرخ محايد، وإنما مدافعا شرسا عن حقوق شعب عانى الأمرين من استعمار غبي وبغيض.
المؤرخ الثالث وهو محمد لحسن زغيدي، الأستاذ بجامعة الجزائر، وهو رجل أكاديمي، لكنه مسيّس بحكم المناصب غير العلمية التي تقلدها، ومنها المتحف الوطني للمجاهد، وهو ما يؤهله ليكون حامل لواء المطالبة باسترجاع الأرشيف الجزائري المنهوب والمغيب في الأقبية الفرنسية، حاله حال جمال يحياوي، الأستاذ بجامعة الجزائر، والذي سبق له قيادة المركز الوطني للدراسات والبحوث حول الحركة الوطنية وثورة التحرير 1954.
أما المؤرخ إيدير حاشي، العضو الخامس في اللجنة المختلطة، فقد جاء اختياره بحكم خلفيته كمختص في المقاومة الشعبية ونفي الجزائريين، ولاسيما ثورة المقراني والشيخ الحداد في عام 1871، والتي قمعت بوحشية منقطعة النظير، كما شهدت عقابا فاق حدود الإنسانية من خلال إقدام جيش الاحتلال الفرنسي على نفي كل من شارك في هذه الثورة إلى أماكن في أقاصي الدنيا، مثل كاليدونيا الجديدة في أقصى جنوب شرقي المحيط الهادي، و”كيان” في البحر الكاريبي بأمريكا الوسطى، وهي الورقة التي إذا برع المفاوض الجزائري في توظيفها، سيضع الجانب الفرنسي في مأزق قد يصعب عليه الخروج منه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!