جواهر
الشروق رافقتهن طيلة أربعة أيام

هكذا تقضي الحاضنات يومياتهن في مستشفى بارني؟!

جواهر الشروق
  • 5470
  • 0
ح.م

يقضين معظم أوقاتهن بين جدران مستشفى نفيسة حمود “بارني سابقا”، جمعهن المرض ليتقاسمن محنتهن، محاولات كسر الروتين اليومي بين آلام وآهات فلذات أكبادهن ورائحة الأدوية التي تعم أرجاء المكان، إنهن الحاضنات المقيمات بمستشفى بارني..

الشروق اليومي وطيلة تواجدها بمصلحة طب الأطفال بمستشفى نفيسة حمود عايشت يوميات الحاضنات بحلوها ومرها، فبالرغم من الألم الذي يطبع أيامهن، التي يقضينها بين جدران المستشفى، إلا أنهن يخفين كل تلك الآلام بابتسامات عريضة وتضرع للمولى عز وجل بأن يشفي أعز مخلوق إلى قلوبهن.

أجسادهن في المستشفى وقلوبهن معلقة بالبيت

نادية،آمال،زينبوليلىيقضين أياما قلائل رفقة العائلة ليعدن من جديد إلى المستشفى بعد انتكاسة فلذة كبدهن، خلال حديثهن للشروق قلن إنهن يضحين بكل شيء في سبيل شفاء صغيرهن، قالت لنا أم شيماء إنها تمكث بالمستشفى منذ مارس الفارط في سبيل تماثل ابنتها للشفاء، والتي تخضع للعلاج الكيميائي وهي تعاني حاليا من نقص الكريات البيضاء في الدم، مما يستدعي بقاءها تحت الرعاية الطبية.

الغرفة.. المطبخ والحديقة ثالوث يومي

يطول الليل ولا يكاد يظهر الخيط الأبيض من الأسود، لينطلق يوم جديد يقضينه متنقلات بين غرفهن إلى المطبخ والحديقة التي تبرع بها أحد الخواص، تضم مجموعة من الألعاب للأطفال المرضى، حيث يبدأن نهارهن بتحضير فطور الصباح، يجتمعن حول طاولة واحدة، حيث تضطر بعضهن ممن قدمن من ولايات بعيدة الاكتفاء بوجبات المستشفى، فيما تطهو أخرى الطعام بنفسها، بعدما أحضرت معها ما تحتاجه طيلة فترة مكوثها في المستشفى، بل هنالك من أحضرت معها موقدا.

غرف تتحول إلى صالونات حلاقة

يزيد حنينهن إلى البيت وينتظرن نتائج التحاليل الطبية بفارغ الصبر، علّ الطبيبة تقر بتحسن حالة صغيرهن ليتمكن من المغادرة ولو لبضعة أيام، إلا أن هنالك من يحالفها الحظ وتأتي إحدى قريباتها لتستخلفها ولو لبضع سويعات، وهو حال أم عمر التي شرعت في تحضير نفسها لتزور عائلتها الصغيرة بعد شهر من الغياب، بعد أن قدمت حماتها لتبقى رفقة حفيدها، حيث اجتمعت حولها بقية الحاضنات، بينما كانت إحداهن تقوم بتصفيف شعرها.

شجار يستدعي تدخل مصالح الأمن

بينما كانت الممرضة منشغلة بحقن إحدى المريضات الصغيرات، حدث سوء تفاهم بين حاضنتين، وماهي إلا دقائق قليلة حتى يعلو الصراخ ورغم محاولات الممرضة التدخل لفض الخلاف، إلا أنهما استمرتا في الشجار، ما اضطرها للاتصال بمصالح الأمن، وفور قدومهم قدموا نصائح للحاضنات بضرورة الاهتمام بصحة صغارهن، وهو الهدف الذي وجدن من أجله، وأن يتغاضين عن بعض الأمور في سبيل التعايش معا، لتقوم الحاضنتان بالتسامح وعناق بعضهما وسط التصفيقات، وما إن يعلو صراخ الممرضة حتى تتسلل كل واحدة منهن مسرعة إلى غرفتها لتطفأ الأضواء.

المحسنون والجمعيات الخيرية أملهن الوحيد

تشهد المصلحة يوميا توافد المحسنين والجمعيات الخيرية، حيث وقفنا على حجم المساعدات التي تتلقاها المصلحة من مساعدات غذائية هدايا وأموال، فيما يقوم بعضهم بإحضار الوجبات، إذ يحرص مجموعة من الشباب على تقديمقهوة حليبساخنة رفقةكرواسونكل صباح، فيما تقوم بعض السيدات بإحضار الكسكسي كل يوم جمعة، كما قام أحد الرقاة برقية الأطفال وتقديم قارورات ماء وزيت الزيتون مرقية للأمهات مع تعليمهن كيفية رقية صغارهن.

تختلف طريقة تعامل القائمين على المصلحة مع الحاضنات، حيث يرأف بعضهم لحالهن، فيما لا تبالي أخريات، لتجدها تقطب حاجبيها مع نبرة صوت مرتفعة وهي تحدثهن، وكأنالمسكيناتقدمن لقضاء أيام عطلة بين جدران مستشفى بارني.

مقالات ذات صلة