-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لا يحتاجون إلى تغذية وحسب

هكذا تكون التربية الناجحة لذوي الاحتياجات الخاصة؟!

جواهر الشروق
  • 5339
  • 4
هكذا تكون التربية الناجحة لذوي الاحتياجات الخاصة؟!
ح.م

تفقد الأم بسمتها عندما تلد طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعتقد أن حياتها قد توقفت، أو أنها أنجبت طفلاً لا يحتاج إلى تربية، وواجبها معه إطعامه وفقط!

يجب أن يدرك الآباء والأمهات أن فكرة التعليم المنزلي المبكر أصبحت خطوة أساسية لتنمية مهارات المعاقين، وذلك كمرحلة لإعدادهم  قبل المدرسة، ليستطيعوا مواكبة زملائهم تعليمياً بسبب ما يعانونه من التأخر الاستيعابي والدراسي،  التعليم المنزلي المنظم يعمل من خلاله الوالدين مع المتخصصة المعنية بتجهيز برنامجاً تعليمياً متكاملاً للطفل في المنزل، من خلال متابعة حالته بانتظام من قبل المتخصصة، التي تحدد نقاط ضعفه ونقاط تميزه، وبها تعد برنامجه التعليمي الخاص.

والمبادرة النفسية الإيجابية من الوالدين، وعزيمتهم وقناعاتهم بأهمية التعليم  المنزلي، تساعد الطفل على اجتياز المراحل المختلفة بنجاح مع سرعة استيعاب معقولة، فهذا يبث للطفل ثقته بنفسه، فالأم تختار متخصصة متميزة يكون لديها قناعة بأنها سوف تحقق نجاحاً تظهره في هذا المعاق!

تجربة نجاح

راسلتني السيدة نذيرة بوعزيزي بتجربتها المتميزة في تنشئة ابنها، وقد اهتمت بالتربية والتعليم في آن واحد، هذه الأم  التي أدركت أن عليها عبء إضافي، ومجهود جبار، حتى تقابل ربها وقد كفت ووفت مع هذا الطفل.

تقول نذيرة: ” دمج ابني في المجتمع ليس عملية سهلة، فقد أخذنا وقتاً طويلاً لنأخذ هذا القرار، وواجهتنا صعوبات من المجتمع حولنا، وكنا نسمع يومياً في المدرسة سواء من المعلمين أو أولياء الأمور أنه يجب أن ننقل ابني لمدرسة خاصة، حتى يتعلم جيداً، ولا تتحطم نفسيته، وحتى لا يتعطل التلاميذ العاديين!

كانت بدايتي من المنزل في تقبل الطفل كما هو، والقناعة الداخلية من أفراد الأسرة بأن المعاق إنسان ولديه أيضاً قدرات يستطيع أن يظهرها وينجح، وكنت أرفض أي شخص لا يتقبل ابني، بل وكنت أقطع تواصلي مع من يتعاملون معه كأنه مجنون لا يفهم، بل أثبتت بنجاحه أنه كغيره من الأطفال يستطيع عمل الكثير!

التوازن مطلوب

ترددت على العديد من المراكز لذوي الاحتياجات الخاصة، وكانت كلها تهدف إلى الربح بغض النظر عما قام الطفل بتحصيله، أو الاستفادة التي عادت للطفل، فقررت تركها والعمل معه بنفسي، تعبت جداً معه خلال مرحلة ما قبل المدرسة من عمر 2-5 سنوات، وفرغت نفسي له تماماً وقدم لي زوجي وأخوته الكبار يد العون، حتى جاءت المرحلة الثانية وهي دخول المدرسة، وبالطبع رفضته كل المدارس التابعة للدولة، وكذلك المدارس الخاصة العادية، لم أيأس وقررت أن يدرس في المدرسة الخاصة، رغم أنهم يتعاملون مع الأطفال كأنهم مجانين، وكنت أبكي لأني أترك ابني معهم، فقد كان عندي قناعة شديدة أنه يستطيع أن يحقق نجاحاً في المدرسة العادية لكن لم يكن لدي هذه الفرصة.

أحضرت كتب التمهيدي من المدرسة العادية، وبدأت مع ابني في البيت، وكان هذا منهج مختلف عن منهج المدرسة، فقد رفضت المدرسة تدريسه بحجة أن الأطفال المعاقين لن يستوعبوا المضمون، وكنت أقوم بإعداد واجبات منزلية له، مثله مثل باقي أخوته، وكان يتشجع بهم، بل كنت أرى معلمته في المدرسة الخاصة ما حققه في البيت، لكن أصرت المدرسة على رفض المنهج العادي، فأخذت قراراً صعباً بنقله للقسم التمهيدي بمدرسة عادية، وكان وقتها 8 سنوات، لكنه اندمج وأحب المدرسة، وكنت أذاكر له مع أخوته فترات طويلة، وأترك يوم الجمعة للنزهة واللعب، حتى يخرج طاقته ولا يمل، وكانت فرحة الأسرة عندما انهي مرحلة التمهيدي بتقدير ممتاز، وتمنيت أن أحمل شهادته واذهب لكل من يعايرني لأثبت له أن ابني مثل ابنه تماماً!

صعوبات لا تنتهي

ورغم هذه الشهادة لم أستطيع أن أسجل ابني بالصف الأول، فقد كبر سنه – 10 سنوات، وذهبت للوزارة التعليم وعرضت حالة ابني، وراسلت جميع الجهات، وطلبت إجراء اختبار التقييم ونجح في كل المواد، وقبل في مدرسة تعتمد سياسة الدمج لكن القسم الواحد به 30 طفل! فكيف سيتعلم ابني بينهم، ومدرسة أخرى لم أجد بها متخصصة أصلاً تستطيع التعامل مع ابني، فالدمج يعني فريق متكامل من الأخصائيين يعملون على رفع مستوى الطفل ودمجه بالمجتمع تعليمياً واجتماعياً!

وأخيراً عرض علينا أحد الإداريين بالوزارة مدرسة في ولاية أخرى، لكنها كانت مدرسة مؤهلة لابني، وكانت بها معلمة تخصص صعوبات تعلم، فاستخرت الله تعالى وشجعني زوجي على الانتقال للسكن الجديد.

وبدأ العام الدراسي وكان ابني بمعنويات عالية وهو يذهب للمدرسة صباحاً مع أخوته بالزى المدرسي، وكان يقلد زملاءه في كل شيء مما ساعده على سرعة التعليم والتأقلم، ووجدت من المعلمة المرافقة له دعماً كبيراً، وكانت تقف بوجه كل من يعترض، وكانت تؤهل زملاءه بأن يتقبلوه ويساعدونه حتى يأخذ مكانه بينهم، وكانت تذكره بدخول المرحاض كل ساعة، وتساعده خلال اليوم الدراسي حتى لا يشعر بالاختلاف عن باقي زملائه، وأقامت له حصص للتقوية، وكانت تتعب معه كثيراً في أن يلتزم بالهدوء في القسم، وحركته الكثيرة، واختفاءه المفاجئ أحياناً ليجدوه في مكان في المدرسة يلعب وحده مع القطط!

بناء الثقة

كنت أشجع ابني بأن يهدي التلاميذ معه بعد الأدوات المدرسية البسيطة، وأقمت حفلة تشجيعية له في المدرسة، وكنت أقوم بدعوتهم مع أمهاتهم للبيت للتعارف وتقوية العلاقات، لأنهم في البداية كانوا يخافون منه ويظنون أنه عنيف وقد يؤذيهم!

وخلال العام الدراسي الأول وجدت تطوراً كبيراً في مستوى ابني الدراسي، وزادت ثقته بنفسه، بدأ يتحدث معنا ويصف ما يمر ويشعر به، وصار أفضل في التجاوب مع من حوله، وقلت حدته وعصبيته تماماً، وذهب الانطواء بفضل الله، وتحسن مستواه التعليمي، وتحسن في الكتابة بشكل ملحوظ، وتحسن مستواه السلوكي، وتعلم الكثير من القيم الجديدة، كالتعاون، والعطاء، والصبر، وأصبح مندمجاً في المجتمع ، في الملاهي، في السوق، في المراكز الرياضية وغيرها، أصبح يتحدث مع من حوله ويفهمونه جيداً.. وأخيراً حصل على 86% هذا العام!

مر العام الثاني والثالث من التعليم الأساسي بسلام، وهو الآن في الصف الرابع، المنهج كبير لكنني أسعى أن يكمل للنهاية بإذن الله، فلا أضغط عليه حتى يكون طبيباً أو مهندساً، لكنه يجب أن يكون فعالاً في المجتمع وليس عبئاً”.

مراحل التأهيل

وعن قياس فعالية تجربة التعليم المنزلي تقول د. ناجية الأحمد المشرفة المتخصصة بمركز أطفال التوحد : “ًّيسعى المركز لتشجيع أمهات المعاقين على تبني هذه الفكرة، نظراً لظروف قلة المدارس التي تقبل بدمج الأطفال مع العاديين، ونظراً لقلة مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة خارج  العاصمة، نجد  الكثير من الحالات أن الطفل يعاني من تأخر التعلم، فهو لم يقبل بدمجه من البداية، ولا يمكن أن يكون في المدارس الخاصة لأن حالته جيدة، وبالتالي يأتي التعليم المنزلي المبكر وسيلة فعالة لتأهيله لعملية الدمج خلال عامين من المتابعة المنزلية.

وعن اختيار المتخصصة تضيف قائلة: “يهتم المركز بتعيين المتخصصة المناسبة التي يتعلق بها الطفل، أو يحقق معها نجاحاً واستيعابا سريعاً، والبدء المبكر يحقق تفوقاً ملحوظاً للطفل بين أقرانه، ويظهر ذلك جلياً في سن العشر سنوات، وقد تقع الأمهات في مشكلة تغيير المتخصصة بشكل مستمر، أو الانقطاع وعزل الطفل في البيت، فيضطر المتخصص بالبدء من جديد، مما يعرقل عملية التعلم المبكر .

كما أن المبادرة النفسية الإيجابية من الآباء والأمهات، وعزيمتهم ، وقناعاتهم بأهمية دورناً، تساعدنا وتساعد الطفل على اجتياز المراحل المختلفة بنجاح، فقد تظل الأم محبطة، ولا تتجاوب معي خلال الجلسة المنزلية ويكون لديها قناعة أن ابنها لم يحقق شيئاً، فأجد أن الطفل يظل في مرحلة معينة لأكثر من 5 جلسات بسبب ما تغرسه فيه، في حين أن تجاوبها معي، واستكمالها لدوري بعد أن تنتهي الجلسة بشكل ترفيهي للطفل يساعده على سرعة الاستيعاب”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • الى مريم من المانيا

    شوفي يا اخت مريم الشفاء بيد الله والله تعالى قادر انو يشفي ابنك ..ابحثي عن تجارب الناس مع الاستغفار و ستجدي العجب العجاب.. الزمي الاستغفار بنية السفاء ﻻبنك واكثري من اﻻستغفار قدر استطاعتك وادعي له في الثلث الاخير من الليل واقرئي عليه القرآن وحصنيه ..قد تقولين ان كﻻمي مكرر لكن والله والله ان الله قادر على شفاء ابنك بلمح البصر لذلك تقربي من الله ولن يضيعك وسيشفى ابنك ان شاء الله .. والله كﻻمي عن تجربة بانك اذا لزمت الاستغفار بنية معينة فالله تعالى يستجيبها باذن الله.. وسوف ادعو لابنك في صﻻتي :)

  • مريم

    يتبع.كما قلت انا وفريق من الاطباء نتابع حالته(طبيبة اعصاب للاطفال مختصة بالتوحد وطبيبب الاطفال وطبيبة نفسانية وطبيبة مختصة لغة ونطق) لكن الشفاء يبقى من عند الله.المهم انا عندي امل في ان ارى ابني يتكلم ويصبح طفل عادي

  • مريم

    تابع.بعد بعد العملية عرضناه على اكبر الاطباء المتخصصين في كل المجالات وعملنا كل التحاليل وكل الاشعة لكن لم يتوصلوا لحد اليوم لاي تشخيص ثابت واعتبروه انه يعاني من طيف التوحد علما انه لا يقوم باي حركة من حركات مرضى التوحد فقط يصرخ احيانا عندما لا افهمه .المهم ان حالته مازالت قيد الابحاث فالعالمة المختصة في علم الوراثة والجينات مازالت تقوم بالابحاث على حالته واخبرتنا ان نزورها كل عام حتى نعرف كل جديد .المهم ان ابني اليوم موجود فى روضة خاصة بالاطفال من ذوي الاحاياجات الخاصة وانا وفريق من الاطباء ن

  • مريم

    الى الاخت امينة ابني عمره خمس سنوات ،منذ كان في عمره سنتين وانا اتابع في حالته فبعد ان رايته لا يناديني ولا حتى والده اخذته عند طبيبه وحكيت له مخاوفي لكنه طمنني بانه طفل كسول لان الذكور ليسو كالاناث لكنني لم اصدقه ثم بعد شهرين رحنا لجزاءر وهناك عرضته على طبيب مختص اكتشف ان لديه مشكلة الماء في الاذن رجعت على المانيا وعمل عملية و زال المشكل و خبروني ان انتظر مدة ستة شهور حتى يستطيع الكلام فانتظرت وانتظرت لكن للاسف بعدها دخلت في دوامة الاوحد بعد ان ادخلته الروضة ولم يقبلوه بحجة انه طفل متوحد

  • الى 3

    صحيح الاولياء هم الوحيدين القادرين على تحسين هذه الحالات لا سيما التاخر الذهني الذي يستدعي تكرار المعلومات والسلوكات حتى يستوعبها المتاخرين ذهنيا

  • امينة الى مريم

    يا اخت مريم ما تشخيص حالة ابنك انا اعرف اطفال في سنه لا يتكلمون ولا يتواصلون مع الاخرين كيف انت في المانيا حيث الطب متطور ولم يفهموا حلته هل لديه توجداجيبيني من فضلك رقم 1كلامك صواب مئة بالمئة الله يهدينا ملهوفين على الدراهم برك

  • oum

    .
    mon enfant est normal mais il a un problème de retard modéré
    les spécialistes disent qu il peut rattraper son retard mais moi je pense sincèrement que la clé de la réussite c les parents ,et puis même si on est fatiguer de répéter il faut toujours répéter pour que le message passe

  • مريم

    اصعب عذاب لي في الدنيا ان ابني مريض لا يستطيع الكلام ،يعيش في عالمه الخاص قلبي يتمزق يوميا عل فلذة كبدي ،صار عنده خمس سنوات ولم نجد حتى الان المشكلة في عدم قدرته على الكلام او التواصل الاجتماعي او قدرته على التعلم ،ثلاث سنوات من العلاج ولم يتوصل الاطباء الى معرفة السبب ،المهم اطلب من كل من يقرء تعليقي ان يدعو له

  • بدون اسم

    العاقلين والسالمين لم يسلمو من دور الحضانة حتى يسلم دوي الاحتياجات الخاصة من دور دوي الاحتياجات الخاصة ... اسالو امهاتهم الماديات الانانيات ؟؟؟؟؟