-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نزهة عائلية تنتهي بنكبة في سد سوبلة بالمسيلة

هكذا حاولت سيدة إنقاذ ابنها فغرقا سويا

الطاهر حليسي
  • 2110
  • 0
هكذا حاولت سيدة إنقاذ ابنها فغرقا سويا
ح.م

فجعت، الأحد، بلدية الجزار الواقعة جنوب ولاية باتنة في التماس مع ولاية المسيلة بفقدان أم وولدها معا، في حادثة غرق مأساوية، رغم محاولة الوالد “المفزوع” انقاذهما.
وكانت العائلة القاطنة بمنطقة المعذر ببلدية الجزار الواقعة على بعد 100 كلم عن مقر عاصمة الولاية رغبت في التفسح والاستجمام وتغيير المزاج هربا من الحر والجو الثقيل، فقرر رب الأسرة بوبكر شويمت وهو عامل يومي يشتغل بناء اصطحاب زوجته البالغة من العمر 29 سنة، وابنهما الذي لا يتعدى 5 سنوات، على متن سيارته إلى سد سوبلة الكائن شمال مدينة مقرة ولاية المسيلة، وجنوب منطقة الرصفة بولاية سطيف وهو المقصد الذي تحج إليه عشرات العائلات يوميا تلطيفا للخاطر من متاعب اليوم وضغط المناخ القاسي في تلك المناطق شبه الصحراوية، لتتحول النزهة إلى مأساة في لمح البصر.
وأكد مقربون من العائلة بأن الفاجعة بدأت بالتقاط صور من على مشارف جرف مطل على السد، وخلال لحظات تزحلق الولد الصغير من صخرة كان واقفا عليها على مقربة من والدته، فسقط في عمق المياه، وأمام هول الحادثة تحركت غريزة الأمومة لدى والدته التي قررت اللحاق به دونما تفكير في نفسها وفي كونها لا تحسن السباحة، فقفزت لإنقاذه من شبح الموت، لكن الزوج المصدوم بما يحدث أمام عينيه، لحق بهما راغبا في انقاذهما معا، ولصعوبة اللحاق بالطفل في السد الموحل، هرع إلى انتشال زوجته التي كانت في متناول يديه حاثا بعض المتنزهين على مساعدته، فتم إخراجها، لكنها كانت ميتة، قبل أن تلحق فرقة مختصة للحماية المدنية وغطّاسين من وحدة مقرة، لتولي عمليات البحث عن الطفل الذي تم انتشاله لاحقا، وقد نقلت الجثتان لمستشفى صالح باي لولاية سطيف المتاخمة لحدود الولايتين حسب ما أورده مقربون من العائلة.
وفتحت مصالح الدرك تحقيقا لمعرفة ملابسات الفاجعة الأليمة التي هزت سكان الجزار ومقرة على حد سواء، حيث تنقل العشرات من السكان لعين المكان لمؤازرة السيد بوبكر والمساعدة في عملية انتشال الطفل منذ الوهلة الأولى، كما قدمت السلطات الولائية والمحلية واجب العزاء لأقارب عائلتي الزوج شويمت والزوجة المنتمية لعائلة معاش، القاطنين في منطقتي المعذر والجزار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!