-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الاستهزاء والغرور كلفاها غاليا في ألعاب المتوسط 93

هكذا ضيعت بولمرقة الذهب في فرنسا بسبب شطحة استعراضية؟!

صالح سعودي
  • 27084
  • 0
هكذا ضيعت بولمرقة الذهب في فرنسا بسبب شطحة استعراضية؟!
أرشيف

إذا كانت ألعاب البحر الأبيض المتوسط على الأبواب، التي ستكون الباهية وهران على موعد لاحتضانها، فإن هذه المنافسة عرفت حادثة استعراضية كلفت العداءة العالمية السابقة حسيبة بولمرقة غاليا، كان ذلك في نسخة 1933 بفرنسا، حين ضيعت الميدالية الذهبية في اللحظات الأخيرة من السباق بسبب شحطة استعراضية غير محمودة، ما جعل الكلمة تعود في آخر لحظة للفرنسية فريدريك كاتين، شحطة أرجع البعض أسبابها الرئيسية إلى استفزاز الجمهور الفرنسي لابنة الجزائر.

تحتفظ العداءة الجزائرية العالمية حسيبة بولمرقة بذكرى سيئة حصلت لها في الألعاب المتوسطة التي جرت في لونكدوك- روسيون صائفة 93، وفي الوقت الذي ظفرت بذهبية نهائي سباق 800 متر بنجاح، وكان بمقدورها تجسيد نفس الإنجاز في نهائي سباق 1500 متر، وبالتالي تهدي الجزائري ذهبيتين في هذه الدورة، إلا أن وقوعها في فخ الاستهزاء والغرور كلفاها غاليا، وهذا بناء على التصرفات التي بدرت منها خلال الأمتار الأخيرة من السباق، حيث كانت في الصدارة وبدأت تلوح بيدها لبقية العداءات تطلب منهن اللحاق، وكأنها ضمنت الذهب قبل خط النهاية، استهزاء سددت فاتورته غاليا في مضمار ملعب ناربون وأمام عشرات العدسات وكاميرات القنوات التلفزيونية، حيث عاش الجزائريون تلك اللحظات على الأعصاب، خاصة بعد التأخر الحاصل في الإفصاح على النتائج النهائية للسباق، بعدما تتطلب التدقيق أكثر ليتأكد أن العداءة الفرنسية سبقت بولمرقة بالرأس عند خط النهاية، وهو ما حول فرحة حسيبة بولمرقة إلى قرحة أثرت كثيرا في نفسيتها وأعطت لها درسا مهما في الواقعية وعدم الاستهزاء ببقية العداءات المنافسات مهما كان مستواهن، مثلما كسبت درسا آخر في ضبط للنفس وعدم تفادي أي استفزاز، حيث ذهب بعض المتتبعون إلى تفسير خرجة بولمرقة إلى عدم استساغتها لحملات التصفير التي شنها الجمهور الفرنسي ضدها وعدم تقبله لتواجد حسيبة بولمرقة في المرتبة الأولى متقدمة مواطنتهم فريديك لاتين التي عرفت في النهاية كيف تستثمر في مثل هذه الجزئيات غير الفنية وتخطف الميدالية الذهبية بسبب لحظة طيش وغياب الواقعية لدى ابنة الجزائر حسيبة بولمرقة.

والمؤكد أن حسيبة بولمرقة استفادت كثيرا من ذلك الخطأ الجسيم الذي كلفها غاليا خاصة من الناحية النفسية، إلا أنها عرفت كيف تتجاوز تلك الصدمة سريعا، بدليل تصالحها مع الجمهور الجزائري في بطولة العالم لألعاب القوى التي جرت في ذات الصائفة بشتوتغارت، بعدما أحرزت الميدالية الذهبية بتميز، إنجاز كان تأكيد لتتويجات سابقة، مثل ذهبية الألعاب الإفريقية 88 في سباقي 800 و1500 متر، وذهبيتا العاب البحر المتوسط 91 في ذات التخصصين، إضافة إلى ذهبية بطولة العالم 91 في سباق 1500 متر وذهبية الألعاب الأولمبية في برشلونة 92 في ذات التخصص، لتواصل تألقها في بطولة العاب القوى 93 و95، ما جعل حسيبة بولمرقة حينها من أفضل سفراء الجزائر رفقة نور الدين مرسلي خلال فترة التسعينيات التي مرت بها البلاد بمحنة كبيرة من الناحية الاقتصادية والسياسية وكانت لها انعكاسات خطيرة على الناحية الأمنية. وقد كان حينها والها يفضل تسمية حسيبة بولمرقة ب”ابنة الشعب العظيم”، وهذا نظير جهودها وتضحياتها لرفع راية الجزائر عاليا في عز المحنة التي مرت بها البلاد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!