هكذا عدت إلى الملاعب بعد إصابتي بالسرطان

سأكشف كل شيء في مذكراتي.. وميسي أحسن من رونالدو

يعد اللاعب السابق للمنتخب الفرنسي ونادي برشلونة إيريك أبيدال من الوجوه الكروية التي مرّت بمحنة صحية صعبة، بعد إصابته بمرض السرطان الذي حتم عليه الابتعاد عن الميادين لمدة سنتين (من 2011 إلى 2013)، إلا أن ذلك لم يمنعه من العودة لمداعبة الكرة مجددا في العام 2013، وهذا بعد خضوعه لعلاج معمّق، وقد كلل ذلك بالشفاء وسط تضامن واسع للجماهير وزملائه اللاعبين في المنتخب الفرنسي ونادي برشلونة الذي توج معه مرتين بلقب رابطة أبطال أوروبا (2009 و2011). ويؤكد أبيدال في هذا الحوار الذي خصّ به الشروق بأن أساس التغلب على معركته مع مرض السرطان هو نفسي بالدرجة الأولى، وبعد ذلك تأتي عوامل أخرى مكملة ومساعدة مثل الأكل والأدوية واستماع إلى نصائح الطبيب، كما قدم في هذا الحوار نصائح للاعبين حتى يحققوا مشوارا كرويا مميزا، مثلما أجاب على عديد الأسئلة بصراحته المعهودة.
اللاعب الدولي السابق أجاب على أسئلة الشروق في إطار مشروع الأطفال الاجتماعي “كرة القدم من أجل الصداقة (F4F)” التابع لشركة Gazprom الأطفال من جميع أنحاء العالم للترشح إلى المشاركة في برنامج هذا العام.

السيد إريك أبيدال أصبت سنة 2011 بمرض السرطان، لكنك عدت إلى الملاعب سنة 2013 بعد تحد كبير، فما هي الرسالة التي توجهها إلى المصابين بهذا الداء في العالم؟
الرسالة التي أوجهها لمرضى السرطان، رسالة بسيطة، لكن لا بد من فهمها جيدا، أعتبر نفسي من المحظوظين، لأن الله هو من يعطي ذلك،…إذا شفيت من هذا المرض، فهو أمر جيد لك، وللعائلة، ولكل مقربيك، وإذا لم تشف فذلك يفيد البحوث العلمية، لا بد أن تكون إيجابيا للتغلب على المرض.
أعتقد بأن أي شخص معرض لهذا المرض، لكن ما يهم هو كيف نواجهه بإرادة وعزيمة بنية الشفاء، وهذا يتطلب الكثير من الصبر والتفاؤل والحضور الذهني، لأن 50% هو ذهني ونفسي بالدرجة الأولى، و50% الأخرى هي علاج وأدوية وأطباء وغيرهم، كما يجب الحرص على الأكل الصحي المتوازن وغيرها من الأمور المهمة التي يجب مراعاتها حرصا على صحتنا أولا وحرصا على النجاح في عملية العلاج.

هل تنوي مستقبلا إنشاء جمعية لمساعدة مرضى السرطان؟
لم لا، أنا هنا في الخدمة من أجل منح يد المساعدة، فالمريض بشكل عام في حاجة إلى وقفة نوعية لتقديم يد العون، خاصة مرضى السرطان الذين هم بحاجة إلى المساعدة من جميع النواحي، سواء من ناحية الدعم المادي أو الدعم المعنوي بالخصوص، لأنه حسب رأيي فإن أساس العلاج هو نفسي بالدرجة الأولى، من خلال التحلي بالتفاؤل والقدرة على هزم المرض، والأمور الأخرى تأتي مكملة للجانب النفسي مثل العلاج والأكل والأخذ بنصائح الأطباء وغير ذلك من الأمور التي تساهم في علاج المريض.

ميسي أو رونالدو من هو حسب رأيك أحسن لاعب في العشر سنوات الأخيرة؟
حسب رأيي فهو ميسي، لأنه فاز بالكرة الذهبية مرات عديدة، كنا نقول دائما، أن أحسن مدرب هو الذي يفوز بعديد الألقاب، في كل الأحوال يصعب المقارنة بين اللاعبين، لأن كل لاعب له مواصفاته وخصوصياته التي يتميز بها من الناحية التقنية والجمالية وكذا دوره في فريقه. فمثلا عندما نقول من هو الأحسن مارادونا أو بيله اللذين صنعا الحدث في فترتهما، مثلما أنا معجب بلاعب كرة السلة المعتزل الأمريكية مايكل جوردان. وفي كل الأحوال يصعب المقارنة بين لاعبين سواء في نفس الفترة أو فترات متباعدة، لأن لكل لاعب مواصفاته وتقنياته ومعجبيه.

هل تنوي مثلا كتابة مذكرات عن مشوارك الطويل في كرة القدم؟
نعم، لكن لا بد من إيجاد الشخص المناسب الذي يكتب لي مذكراتي، لأن تاريخي لن أرويه سوى لشخص أثق فيه، أما عائدات مذكراتي فستعود إلى إحدى المؤسسات الخيرية.

هل تنوي العودة إلى الملاعب مجددا من خلال مدير رياضي في أحد أندية البطولة الإنجليزية؟
المهم، المكان الذي ألتحق به أكون فيه إيجابيا وأقوم بدوري، وأعمل على مساعدة الجميع، حتى مثلا في مؤسسة دولية، أستطيع أن ألقي خطابا أمام الجميع دون أي مشكل، كل شيء ممكن، فالأمر متوقف على الظروف وطبيعة العروض المقدمة، فقد كانت لي تجربة مهمة مع نادي برشلونة كمدير رياضي، وقد حاولت تقديم الإضافة من أجل مصلحة الفريق ولم أراع مصلحتي الخاصة.