-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أصحابها يقاومون العصرنة ويواجهون مصيرا مجهولا

هكذا قضت التكنولوجيا على مهن الزمن الجميل

الشروق أونلاين
  • 1180
  • 0
هكذا قضت التكنولوجيا على مهن الزمن الجميل
بشير زمري
موزع البريد مهنة تحتضر بسبب هبوب رياح التكنولوجيا

الإسكافي والساعاتي.. المصور الفوتوغرافي والموزع البريدي محلات الهواتف العمومية ومقاهي الإنترنت وشركات الحراسة ومؤسسات صناعة الورق.. هي نماذج لمهن “تحتضر” بسبب هبوب رياح التكنولوجيا الحديثة عليها وتعويض الآلة للإنسان في مهامه، ما يجعل لقمة عيش آلاف الموظفين والعمال على كف عفريت..

يعرف السّجل التجاري شطبا وتراجعا متواصلا لكثير من النشاطات بعد أن بارت تجارتها، كما تعرف بعض المؤسسات تقليصا رهيبا في عدد عمالها جراء تفوق التكنولوجيا على العمال وعدم مواكبة هؤلاء لتطورات العصر وانعدام التكوينات الحديثة بما يناسب المستجدات.

“التاكسي فون” و”مقاهى الإنترنت” تدخل غرف الإنعاش

يتجلى اندثار محلات الطاكسي فون والهواتف العمومية ومقاهي الانترنيت من خلال جولة خفيفة بأهم المدن الكبرى للوطن أين بات مصادفتها غرابة يتوقف عندها المارون، ورغم كساد هذه التجارة إلا أن أصحابها على قلتهم أدخلوها غرف الإنعاش ودعموها ببعض الخدمات الجانبية مثل النسخ والطبع وإعداد البحوث للتلاميذ وتحرير مذكرات الطلبة وأطروحاتهم واستصدار مواعيد إدارية وتسوية فواتير عن بعد وما إلى ذلك…

وحسب شهادات البعض فإن الهاتف النقال وسيل عروض المتعاملين على اختلافهم يعجّل برحيلهم وخلت محلاتهم الا من بعض المسنين الذين قد يتصلون بأهلهم خارج الوطن أو يتواصلون معهم بالوسائط الاجتماعية مع بعض الشباب والطلبة.

الساعاتي والإسكافي حرف تنتظر توقيع شهادة وفاتها…

بالكاد أصبحنا نعثر على اسكافي أو ساعاتي في المدينة بل إن البحث يأخذ منّا وقتا طويلا في كثير من الأحيان نعود الأدراج خائبين.

اقتربنا من اسكافي بالعاصمة وسألناه عن حاله بين الماضي والحاضر فتنهد بنبرة حزينة وقال “للأسف لم يبق إلا القليلون الذين يطلبون خدماتنا فالأغلبية تفضل شراء أحذية صينية كرتونية ترمى بعد أيام من الاستعمال وهو مادفع جل زملائي للتخلي عن الحرفة وتغييرها فهي لم تعد تؤكل الخبز “.

وهذا حال لا يختلف كثيرا عن حال الساعاتي الذي لا يقصده إلا من يعشق جمال الساعات الحائطية أو اليدوية الفاخرة وهم أيضا قلة.

التصوير الفوتوغرافي.. محلاّت تعجّل بالرحيل

كانت محلات التصوير الفوتوغرافي قبلة لجميع الجزائريين لتوثيق أفراحهم وذكرياتهم، سيما أيام العيد أين كانت تصطف الطوابير إلى خارجها، لكنها اليوم باتت مهجورة إلا من أفراد يعدون على الأصابع يقصدونها لصور الهوية المطلوبة في الملفات الإدارية أو بعض جرعات الحياة التي تنعشها في الفترة الصيفية خلال موسم الأعراس بعد أن أضافت التصوير عن طريق الفيديو للتصوير الفوتوغرافي وما رافق ذلك من خدمات جانبية كبيع الذاكرة الحافظة والألبومات وإطارات الصورة..

قرّار: لابد من تفعيل التكوين في التكنولوجيا الرقمية

يونس قرار الخبير التكنولوجي قال أنّ التكنولوجيا جلبت إيجابيات عديدة للإنسان ساعدته على إنجاز عمله وإتقانه على غرار ما قدّمته للصحفي والطبيب والمهندس.

وقال قرار أنّ كثيرا من المهن والصناعات تأثرت وعدّد منها صناعة الورق التي ستتأثر بشكل اكبر في المستقبل بعد اعتماد الكتب الرقمية وانتشار اكبر للصحافة الالكترونية وكذا اعتماد “الروبوتات” في بعض المهمات الخطيرة والصعبة على غرار التعامل مع المواد الإشعاعية وغيرها وحتى شركات الحراسة والمراقبة التي باتت تعتمد على المراقبة البعدية والكاميرات والبصمات والفتح الآلي للأبواب.

وتطرّق قرّار إلى بعض مزايا التوجه نحو الاعتماد على التكنولوجيا وهي إنقاص التكاليف ورفع الجودة للمنتوج، سيما بالنسبة للمؤسسات المختصة في المواد الغذائية والكهرومنزلية، كما أنّها ستخلص المؤسسات وأرباب العمل من مشاكل العمال الاحتجاجية وإضراباتهم المتكررة وعطلهم المرضى اللامتناهية.

وحتى نقاط البيع والخدمات لكثير من الشركات، يقول المختص، باتت تعتمد على الآلات الرقمية بدل فتح مكاتب وتوظيف المستخدمين.

وتوقّع الخبير التكنولوجي تسارع الوتيرة خلال السنوات القليلة المقبلة سيما مع الاستثمارات الأجنبية واستقرار كثير من المؤسسات الأوروبية التي تعتمد على التكنولوجيا الرقمية، بما سيفقد اليد العاملة بنسبة 10 بالمائة تقريبا في المرحلة الأولى.

ويبدو أنّ هذه المستجدات كلّها لا تدعو إلى القلق والخوف من استفحال البطالة وفقدان تام لمناصب العمل وقدّم حلولا عملية من خلال العمل على حلّ معادلة صعبة توفق بين اعتماد التكنولوجيا الرقمية وضمان مناصب عمل للجميع.

وقصد تحقيق ذلك دعا قرار إلى إعادة التكوين لكثير من المهنيين ومواكبتهم لموجة التكنولوجيا الرقمية التي تعد مستقبل العمال والمستخدمين كما أنّها تصنع الثروة للشركات وتزيد النشاطات.

قائمة بـ 200 مهنة مهددة بالانقراض..

أعدت مجلة “فوربس” لائحة من 20 مهنة أو حرفة بدأت بالتلاشي، منها عمّال البريد و فرزه و توصيله واللوجيستيات المرتبطة بالنقل، حيث أصبحت عملية الفرز عملية أوتوماتيكية من خلال مسح الباركود على الطرد، كما كشفت دراسة حديثة لموقع”كاريركاست” المُتخصص في التوظيف، عن مستقبل 200 مهنة مختلفة مهددة بالانقراض بسبب التطور التكنولوجي.

من جهتها، قامت شركة الاستشارات “ماكينسي” بتحليل 800 وظيفة، وما يقارب 2000 مهمة يقوم بها العمال خلال عملهم في مجالات مختلفة، ولاحظوا أن أغلبية العمال يضيعون 20% من وقت العمل في إنجاز المهام اليومية المتكررة التي يمكن القيام بها بشكل آلي، بمساعدة الروبوتات، و بناءً على نتائج الدراسة فهناك 73% من المهمات في المقاهي والمطاعم، على سبيل المثال، يقوم بها الإنسان ويمكن أن ينجزها “الروبوت” باستخدام التكنولوجيات الحالية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!