الجزائر
يدفعون الملايير مقابل الموت

هل تحولت مستشفيات تركيا إلى مقابر للمرضى الجزائريين؟

ع. تڤمونت
  • 9484
  • 27
أرشيف

بدأت التساؤلات تطفو على السطح بشأن المستشفيات التركية التي تحولت في الفترة الأخيرة إلى أشبه بمقابر للمرضى الجزائريين، هؤلاء الذين حتمت عليهم الظروف التنقل إلى مستشفيات تركيا بحثا عن العلاج الذي يكلفهم الملايير، والغريب في الأمر أنه يتم الإعلان في كل مرة عن نجاح العملية، لكن النتيجة النهائية تنتهي بوفاة المريض.

وشهدت ولاية بجاية العديد من الحالات المماثلة، آخرها خبر وفاة السيدة “نورة عبار” البالغة من العمر 54 سنة، بعد تأزم وضعيتها الصحية، وذلك رغم إعلان نجاح العملية التي أجرتها مؤخرا بإحدى مستشفيات تركيا، والتي كلفت مبلغ 1.3 مليار سنتيم ما يعادل 65 ألف أورو، حيث تجند – للتذكير – سكان بلدية أمالو بصدوق في بجاية من أجل جمع المبلغ المذكور لإنقاذ المريضة التي تعاني من مرض معقد على مستوى الكبد، حيث تمكن المتطوعون من جمع مبلغ العملية في ظرف وجيز بفضل تبرعات المحسنين داخل وخارج الوطن، وذلك قبل أن تناشد عائلة المريضة السلطات من أجل منحها رخصة سفر مستعجلة، حيث تنقلت السيدة نورة إلى تركيا على متن رحلة خاصة رفقة المتبرع، وحسب معلومات “الشروق” فإن المستشفى الذي قصدته المريضة بادئ الأمر، قد رفض إجراء العملية الجراحية كون احتمال نجاحها يبقى ضئيلا، فيما وافق مستشفى آخر على إجراء العملية رغم خطورتها.

وهنا يتذكر أيضا الجزائريون المريض الشاب “لونيس ڤنانة” الذي ينحدر من قرية “المرج” ببلدية كنديرة في بجاية، والذي أعادت له مستشفيات تركيا الأمل في الشفاء بعد إصابته بسرطان الدم، حيث تنقل لونيس رفقة والده إلى تركيا أين أجرى عملية زرع النخاع انطلاقا من والده وهي العملية التي قيل يومها أنها ناجحة وذلك قبل تأزم وضعية المريض ووفاته، وقدرت تكاليف العملية آنذاك بنحو 2.6 مليار سنتيم ما يعادل 130 ألف أورو، حيث تجند المحسنون من أجل جمع المبلغ المطلوب في ظرف قياسي بفضل تضامن الجزائريين داخل وخارج الوطن.

كما تُستحضر في نفس السياق النهاية المحزنة للطفل لمين البالغ من العمر 7 سنوات، ابن قرية أمسيوان ببلدية تيمزريت في بجاية، الذي أصيب بمرض سرطان الدم وتنقل هو الآخر إلى تركيا من أجل العلاج بمبلغ 1.8 مليار سنتيم قبل وفاته والأمثلة عديدة.

وأضحى من الضروري التفكير في الوضع وإعادة النظر في الإغراءات التي تقدمها بعض المستشفيات التركية، هذه الأخير التي أصبحت “تبيع الأوهام للمرضى في ظل غياب التواصل والمعلومة الطبية لدى المرضى وذويهم”- يقول أحد المواطنين – الذي أضاف “صحيح، أن هناك حالات ميؤوس منها، لكن بعض المستشفيات توهم المريض بالشفاء وبنجاح العملية، لكن همهم الوحيد جمع الأموال”، فيما يرى مواطن آخر أن اللوم يقع على سلطات بلادنا جراء الوضعية التي آلت إليها المنظومة الصحية في الجزائر، إذ أضحى من الضروري الإسراع في إصلاح مستشفيات الوطن مع تزويدها بكل الوسائل اللازمة بالإضافة إلى مطلب عصرنة القطاع والأهم من ذلك تنظيف هذا الأخير من الدخلاء الذين دمروا المنظومة الصحية في الجزائر ما أجبر المرضى على المغامرة بحياتهم بمستشفيات أجنبية همها الوحيد جمع المال.

مقالات ذات صلة