هل تعلمين أن للرجل دورة شهرية أيضا؟
عندما يحب الرجل امرأة، يفعل في علاقاته العاطفية معها، ما يفعله المطاط من ابتعاد واقتراب، فتجده ينسحب عنها بدرجة معينة ومؤقتة، ويدخل كهفه غائصا في أعماقه مع نفسه، لإشباع حاجته إلى الحرية والاستقلال، ثم يرتد مقتربا مرة أخرى منها بحيوية أكثر، ليشبع حاجته الأساسية من مشاعر الحب والمودة، ويحدث ذلك بشكل دوري وفطري من دون قصد، بينما تختلف دوافع انسحاب المرأة في اسبابها عن الرجل، الذي غالبا يتسبب بإحباطها، نتيجة عدم فهمه لمشاعرها، وتجديده لآلامها، وتكرار إساءته وإهماله لها.
سيدتي، حينما يظهر على زوجك التململ، وفقدان التوازن والعصبية، ويبدأ بالتعبير عن حاجته للابتعاد، بترديده كلمات مثل: أريد بعض المساحة، أو الخروج مع الأصدقاء، أو كأنه ينتظر حدوث أدنى مشكلة ليخرج من المنزل، عليك أن تكُفِّي عن ملاحقته، والاقتراب منه والالحاح عليه لمعرفة السبب، وإلا إن فعلت، ستزيدين الأمور سوءا، وتدفعينه للابتعاد أكثر، والأفضل حينها ألا تلومينه عندما ينسحب، بل التمسي العذر له، واعطيه مساحته للإحساس بالحرية والاستقلال، لأنه بعد ساعات وربما بعد يومين على أقصى حد، سيعود إلى وضعه الطبيعي، وكله شوق وحب، وكأن شيئا لم يكن، لأنك ان منعتِه ستحاربين الطبيعة، وتغلقين دوران دورة الحب عنده، وستقللين شعوره المقبل بالحنين إليك، فاتركيه يشعر بالشوق المتقد، فمشاعر الحميمية والحب تتوازن مع الحرية والاستقلال.
تناولت دراسات طبية تعرض الرجل لـدورة شهرية، لها الأثر ذاته القائم على المرأة، غير انها لا مرئية ولا جسدية، وانما نفسية ووجدانية، وكلما تقدم الرجل بالعمر، تتغير فيه التفاعلات الهرمونية في المستوى والفترات الزمنية، بما يتناسب مع وظيفته وقدراته عند كل مرحلة عمرية، لمواجهة الضغوط النفسية والصحية والاجتماعية ومسؤولياته الحياتية، ولا تعد هذه التغيرات والاضطرابات المتكررة، خللا بل عملية لإعادة ضبط النفس البشرية، وتنظيم التكامل الكيميائي، ورفع كفاءة التمثيل الغذائي، وعقلنة المرء، وتجنيبه اتخاذ قرارات خاطئة، خصوصاً عندما تتفاعل دورة الرجل الشهرية بالدورة القمرية -كظاهرة المد والجزر على الأرض والمحيطات- حيث تتأثر حينها نسبة السوائل داخل جسم الإنسان بالقمر، مما يؤثر على استقراره النفسي، وهو ما يفسر الإعجاز العلمي للتوجيه النبوي بصيام الأيام البيض.
نعم! للرجل دورة شهرية، تجعله كأي طفل، يَملّ ولا يقنع بما لديه، ويذعن لمن يشبع غروره ويثني على تفوقه، ويسأم لعبته بسرعة، ويريد تجديدا دائما، ويهفو إلى من تداعبه، بشرط ألا تصارحه بأنه طفل، لأنها لو صارحته، فكأنها تكشف ضعفه، والمرأة الذكية هي القادرة على القيام بأدوار متعددة في حياة الرجل، حتى لا يتحول اهتمامه نحو غيرها ولكل جذاب ومثير، فعليها أن تكون كأم ترعى طفولته الكامنة، وصديقة تشاركه همومه وطموحاته، وابنة تستثير فيه مشاعر أبوته، وأنثى تستدعي رجولته وتوقظها