-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل تنتصر الحِكمة اليمانية على لغة السلاح؟

حسين لقرع
  • 3603
  • 5
هل تنتصر الحِكمة اليمانية على لغة السلاح؟

وقع المحظور إذن، واندلعت حرب اليمن بعد نصف عام من التأجيل والبحث عن حلول سلمية.. كنا نأمل أن تتحلى جميع الأطراف في هذا البلد الفقير، وفي مقدّمتها الحوثي وعلي عبد الله صالح، بضبط النفس وقبول التعايش مع مختلف المكوّنات السياسية والاجتماعية باليمن باعتبارها الطرف الأقوى، ولكن لغة التصلب والعناد والقوة هي التي انتصرت وجرّت البلد إلى هذا المأزق الخطير.

ربما أساء الحوثيون وإيران تقدير الموقف واعتقدا أن السعودية وحلفاءها الثمانية مجردظواهر صوتيةلا تحسن سوى التنديد وإطلاق الاستغاثات للمجتمع الدولي، ولن تتدخل عسكرياً في اليمن وستكتفي بالتهديدات وإمداد أنصار هادي بالسلاح والمال، وأنهما سيفرضان الأمر الواقع على اليمنيين والخليج ويصبح لإيران قواعد عسكرية ثابتة قرب باب المندب، ولذلك أبدى الحوثيون وعلي صالح ومن ورائهما إيران، تصلبا كبيرا منذ بدأت الأزمة في أوت الماضي إلى الآن ورفضوا كل أشكال الحوار، وأصرّوا على التصعيد، فكانت هذه الحرب التي فاجأتهم جميعاً.

ومع ذلك، يصعب القولُ إن السعودية وحلفاءها سيتمكنون من هزم الحوثيين بمجرد القيام بغارات جوية مكثفة على معاقلهم في صنعاء وصعدة ومناطق أخرى، فتلك الغارات قد تلحق بهم خسائرَ معتبرة، ولكنها لن تفضي إلى إسقاط تحالف الحوثي وصالح وإعادة هادي إلى صنعاء، إلا إذا أُتبع القصفُ الجوي بغزو بري واسع لليمن.

هذا الغزو إن وقع، فهو سيحمل للجيوش العربية مخاطرَ كبيرة؛ فاليمن معروفٌ بجغرافيته الجبلية الوعرة التي مكّنت الحوثيين من خوض 6 حروب كاملة مع الرئيس المخلوع صالح، اكتسبوا خلالها خبرة قتالية عالية، وقد عرفت السعودية الأمرّين معهم في حرب 2009 حينما دخلوا أراضيها، ولذلك لا نعتقد أن الجيوش العربية ستحسم المعركة لصالحها بسهولة، برغم تفوّقها العددي والتسليحي الكبير، بل سيكون ذلك بعد خسائر غير يسيرة في الأرواح والعتاد، ولاسيما إذا استمرّت الحرب طويلاً، وتواصلَ تدفقُ الأسلحة الإيرانية على الحوثيين، وشارك فيها خبراء عسكريون إيرانيون.

وبرغم اندلاع الحرب، إلا أن الأوان لم يفت بعد على الحلول السلمية، يكفي فقط أن يعلن الحوثيون قبولهم عودة الشرعية، وإنهاء انقلابهم، والعمل بمبادرات السلام السابقة، أو الاستعداد للدخول في جولة حوار أخرى للتوصّل إلى تسوية جديدة، حتى يُقطَع نصف الطريق نحو الحل، أما النصف الآخر فينبغي أن تقطعه السعودية وحلفاؤُها بقبول الجنوح إلى السلم إذا جنح إليه الحوثيون، لتمكين اليمنيين من العودة إلى الوفاق وإنقاذ دولتهم من التفكّك والانهيار.

لقد أخطأ الحوثيون حينما اعتقدوا أنهم قادرون على فرض حكمهم على كل اليمنيين بقوة السلاح، ولم يراعوا الفوارق الاجتماعية والمذهبية ببلدهم.. كان ينبغي لهم الاقتداء بأنموذجحزب اللهالذي لم يسعَ إلى الانقلاب على الحكم بلبنان وقهر باقي الطوائف والأقليات برغم أن قوته العسكرية الكبيرة تتيح له ذلك، لكن الحوثيين تجاهلوا للأسف هذا الأنموذج في التعايش والتوافق وفضلوا لغة الصراعات والقوة، فكانت النتيجة مريرة كالعلقم. ومع ذلك لم يفت الأوانُ بعد ونأمل أن تنتصرالحِكمة اليمانيةالمشهورة ويتمّ قريباً وضع حدّ لهذه الحرب وهي في بدايتها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • بدون اسم

    آه لو كنتم تقولون هذا الكلام عن إيران وهي تذيق إخواننا في اليمن والعراق وسوريا والأحواز الأمّرين...لو كنتم تقولون ذلك عنها لقبلنا كلامكم اليوم، أما أنّكم تحسنون هذا العويل فقط عندما يتعلّق الأمر بالسعودية فلا كرامة لكم وموتوا بغيظكم واطلبوا من إيران أن تقاتل الذي تصفه بالشيطان الأعظم، أم أنكم رضيتم منها مجرّد الصراخ والشعارات الفارغة التي " تهف" بها المغفلين والسذج .

  • مواطن

    ولو أني ضد التدخل في شؤون بلد مستقل أرى أنه كان لزاما على السعودية أن تضع حدا لامتداد الإمبراطورية الإيرانية في العالم العربي المفكك.رغم تفضيلكم سياسة نصر الله فإنني انطلاقا من خطابه الأخير لا أطمئن إلى مستقبل لبنان وقد أعلن اصطفافه إلى جانب إيران بلغة الطعن والشتم مع أن ملاحظاته عن العالم العربي لا تخلو من حقائق.كل ما وصلت إليه الأحداث ليس غريبا لسوء سياسات العرب فيما بينهم وتعالي السعوديين على اليمنيين الفقراء.أما باقي العرب فهم مجرد أتباع ينساقون كالأغنام بدون تدبير.عالمنا متخلف لا يعي واقعه.

  • سليم

    يااستاذنا القضية ليست بيد السعودية وحلفائها ولا الحوثيين القضية بيد ماما امريكا هل تظن ان السعودية وحلفائها فكروا بالتدخل من تلقاء انفسهم اجزم لك ان الاوامر اتت من البيت الابيض وستتوقف الحملة عندما ترى واشنطن ذلك فلو تجرأ القوم وتدخلوا من تلقاء انفسهم لرأيت مجلس الا من يجتمع ويوقف الحرب فورا ويعاقب من فكر في التدخل واؤكد لك لو لم يعطى الضوء الاخضر ما قبل احد بالتدخل حت لو وصل الحوثيون الى مكة والمدينة.

  • ابراهيم

    أقسم بالله العلي العظيم، أن إسرائيل تعيش حالياً أزهى عصورها وأحلى أيامها منذ قيامها سنة 1948، وذلك بسبب ما تراه من أفعال المسلمين بعضهم ببعض، هؤلاء المنافقون الذين لا يتجهون إلى تحرير المسجد الأقصى، وإنما يقصفون اخوانهم المسلمين، هل يفرقون بين الشيوخ و النساء و الاطفال ، ام نفس الطريقة القصف لغزة بدعوى شرعية الرئيس الدكتور مرسي بل الهادي و إقامة دولة ديمقراطية في اليمن كمصر و السعودية ووووو !!!. ألا لعنة الله على الكاذبين.
    اصبحنا في اعين الاخرين كالجيفة اكرمكم الله نلوث العالم من رائحتها

  • amine

    ......الف شكر عاصفةالحزم!!
    !!دعونا من المزايدة والكلام الفارغ الآن..اي حوار مع قطاع طرق بحركهم الولي الفقيه من طهران.. هذه معركة فرضتها إيران وصنعت حريقا في المنطقة لصالح العدو الصهيوني، ولم يكن ثمة بد من مواجهتها، وهي معركة طويلة ومريرة، واليمن إحدى محطاتها..