هل حان موعد فوز فريق جزائري ثان برابطة الأبطال الإفريقية؟

لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية يبلغ ثنائي جزائري ربع نهائي رابطة الأبطال في نفس النسخة، وهما فريقان عاصميان خرجا سويا من عنق الزجاجة في آخر جولة من المنافسة، حيث تمكن شباب بلوزداد من الفوز في قلب جنوب إفريقيا، وانتزعت المولودية من فريق الألقاب الترجي التونسي نقطة من ذهب، لتكون الجزائر هي البلد الوحيد في القارة السمراء الذي يمتلك فريقين في الدور الربع النهائي من أكبر منافسة، أي أن رُبع الفرق المشكلة لرابطة أبطال إفريقيا هي من الجزائر.

ولا يمكن في هذه الحالة سوى الحلم ببلوغ فريقين جزائريين الدور النهائي والتتويج باللقب، خاصة أن الفريقين بما أنهما احتلا المرتبة الثانية في مجموعاتهما لن يلتقيا في الدور الربع النهائي، ولن يقابلا نادي الأهلي بطل المنافسة وأقوى الأندية على الإطلاق، وسيكونان في مواجهة الرباعي الأول وهو المكوّن من الوداد البيضاوي المغربي وسيمبا التانزاني وماميلودي الجنوب إفريقي والترجي التونسي، وإذا تحقق الحلم الكبير في بلوغهما سويا الدور النصف النهائي فسيكون إنجازا كبيرا للكرة الجزائرية البطلة بمنتخبها والحالمة بالبطولة على مستوى أنديتها بعد جفاف يعود إلى شتاء 2014 عندما فاز وفاق سطيف بالبطولة وفي الموسم الموالي بلغ اتحاد العاصمة الدور النهائي، ثم دخلت الجزائر في ما يشبه السبات العميق ولم يعد لها أي عذر في أن تبقى خارج القوى الإفريقية الكبرى، ولا يمكن للاعب المحلي أن يحلم بحمل القميص الأخضر للمنتخب الجزائري، وهو عاجز عن التتويج بلقب الأندية الإفريقية أمام لاعبين هواة من القارة السمراء.

لم يقدم مولودية العاصمة في المنافسة القارية مستويات كبرى، خاصة في المباراتين الأخيرتين، حيث كان خارج الإطار في مواجهة الزمالك بملعب الخامس من جويلية وشرّب أنصاره العلقم في مباراة تونس عندما أمضى شوطا أولا ولكنه غير موجه على الميدان ولم يقم بأي لقطة طوال الشوط الأول، ولحسن حظ المولودية أن الزمالك تعادل في السينغال وخسر على أرضه أمام الترجي التونسي وإلا كانت المولودية خارج المنافسة.

في الثلاثين من الشهر الحالي أفريل، ستقود القرعة المولودية لمعرفة منافسها، وعليها أن تكون أقوى لأن مسيرتها في دور المجموعات كانت متذبذبة إداريا من خلال تبادل الاتهامات وفنيا بعد مغادرة نبيل نغيز ثم استقالة المدرب عمراني والذي عاد بطريقة غريبة في اللقاء الأخير في تونس، إضافة إلى مجموعة من اللاعبين غريبي الأطوار الذين يظهر بعضهم في مقابلة بمستوى خرافي ثم يعودون إلى السبات والعكس، ولا يمكن بهذه المستويات أن نحلم بأشياء كثيرة من مولودية العاصمة في مئويتها الأولى.

يشهد التاريخ بأن مولودية العاصمة هي أول فريق جزائري ومغاربي انتزع لقب الأندية الإفريقية البطلة منذ 46 سنة، حيث فاز حينها تواليا على الأهلي الليبي ثم الأهلي المصري وبعدها إيووانيون الكيني ثم رانجرس النيجيري وانتهاء بحافيا كوناكري الغيني، وواجهت المولودية في دور المجموعات ثلاث مدارس كروية مختلفة، من السينغال ومصر وتونس، ففاز بنفس النتيجة هدف مقابل صفر ذهابا وإيابا أمام الفريق السينغالي وتعادل بهدف لهدف في مقابلتين أمام الترجي التونسي ولكنه خاب بالأداء والنتيجة أمام الزمالك بتعادل سلبي في مصر وبأداء في منتهى السوء، ثم خسر منطقيا على أرضه أمام الزمالك.

حقق فريقا العاصمة بلوزداد والمولودية هدفهما الأول في المنافسة القارية بسرقة الأضواء والتواجد ضمن ثماني أندية إفريقية قوية تمثل مصر والمغرب وتونس وكينيا وتانزانيا وجنوب إفريقيا، ويبقى الهدف الثاني هو أن تُجاري الأندية الجزائرية في المنافسة الإفريقية ما يفعله المنتخب الجزائري، وتطمع في الحصول على اللقب القاري الذي يليق ببلد يمتلك حاليا لقب أمم القارة السمراء.

شباب بلوزداد هو أول فريق جزائري يمثل البلد في المنافسة القارية وأعطى لاعبين من ذهب مثل لالماس وكالام وياحي وبن ميلودي وانتهاء بسعيود وقاسمي، ومولودية العاصمة هو أول فريق جزائري يحصل على لقب قاري وأعطى لاعبين من ذهب مثل باشي ودراوي وبطروني وبوسري وانتهاء ببلخير وشعال، ولو حدث وأن بلغا سويا الدور النهائي فسيكون أكبر إنجاز كروي في تاريخ الأندية الجزائرية، حيث سيتابع الجزائريون المباراة بفخر كبير وهو رد حاسم أمام الذين مازالوا يعتبرون مباريات الدوري الجزائري والأندية الجزائرية مجرد تحصيل حاصل وملء فراغ بالفراغ لا أكثر ولا أقل.
ب.ع