-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل صوم رمضان فرض.. أم إنّه على الخيار؟ (1)

خير الدين هني
  • 395
  • 0
هل صوم رمضان فرض.. أم إنّه على الخيار؟ (1)

من مفارقات الزمن وغرائبه وعجائبه، أن أطلّ علينا في بعض القنوات التي تسعى في إفساد الشباب وضعاف الإيمان، وإبطال الفرائض والمروق من الدين كما مرق ملاحدة اليهود والنصارى، بعض أدعياء العلم بالشريعة زورا وباطلا، بفتاوى باطلة كما خرج بها من تعوّدَ أن ينتحل شخصياتهم، وينقل عنهم من ملاحدة المشرق العربي ومارقيه، من أمثال شحرور مُدّعيا أنه متخصّص في علوم الشريعة..

وياليته ما قال ذلك، لأنه أدان نفسه بنفسه إما بالجهل والجهالة والبلادة وضعف الفهم والاستيعاب، كما عليه حاله عند من يعرفون مسار حياته المتقلبة، وإما لأنه خالف ما يعرفه مما أجمع عليه علماء الأمة في شأن فريضة صوم رمضان، أو لأنه يعرف الحق ويتعمد تضليل الناس بالكذب والافتراء على الله بالتدليس والتلفيق، لأنه خالف الأمة بما رَانَ على قلبه من غشاوة الشك والارتياب، كما هو واضح من ترديده أطروحات معادية للدين بالكلام الصريح الذي لا يقبل التأويل، لوضوح دلالته ومعانيه ومقاصده، كتشبيه مناسك الحج والعيد الأضحى بالعادات الوثنية.

والحقيقة أن هذا الرجل يُعدّ من أولياء المقبور محمد شحرور الذي كفر بالسنة وألغاها من التشريع، وأتى بالعجب العجاب في تفسير القرآن بالرأي والعقل، مخالفا مناهج التأصيل والتوثيق في تفسير النصوص والفرائض وسائر العبادات والواجبات الشرعية، فكان هذا المهندس خريج مدرسة السوفييت في الهندسة المدنية، أول من فتن من جاءوا بعده من الشكاك وضعاف الإيمان من ضحايا مدارس الاستشراق والاستغراب، ممن فرضتها علينا كفتن شعواء، رياح العولمة الثقافية والحداثية بمدارسها الليبرالية والطبيعية في تفسير الدين والميتافيزيقا، فلما ضلوا أخذوا يروجون في الفضائيات أمام المسلمين، كلام زنادقة العصر العباسي من المجوس، وعن مناهجهم نقل مدارس الاستشراق شرقا وغربا، وهي المناهج التي طعنت في علوم الشريعة، وعن هؤلاء وأولئك نقل محمد شحرور وتلاميذه، ومنهم صاحبنا الذي يدعي التخصص والتعمق في العلوم الشرعية.

ومن ضلالات شحرور التي أضل بها الكثير من الشباب التائه، وشككهم في دينهم وعقائدهم، ما ابتدعه في منهجه لتفسير القرآن الكريم، إذ اعتبر المعنى اللغوي هو الأصل في تفسير النصوص القرآنية، مبعدا المعنى الاصطلاحي للكلمات والألفاظ، وهو المعنى الذي بنى عليه الفقهاء والأصوليون والمفسرون والمحدثون قواعد التشريع، للإيمان والعقائد والعبادات والأخلاق، فكلمة الصوم –مثلا- لا تعني عنده إلا مجرد الإمساك عن الفعل وحسب، ولا تعني المعنى الاصطلاحي وهو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ومثله كلمة الصلاة التي تعني في اللغة مجرد الدعاء وحسب، ولا تعني كما في الاصطلاح الشرعي أقوالا وأفعالا مخصوصة بالتكبير وتنتهي بالتسليم. وبهذا المنهج اللغوي المخالف لما أقرته السنة الصحيحة، وأجمع عليه علماء الأمة، خرج هذا الشحرور عن الدين، وحرّف أصوله ونصوصه وزوّر أحكامه وعطّل مقاصده التعبدية، كما حرفت اليهود التوراة من قبل، والضلال والمروق يبدآن بتحريف النصوص والأصول والقواعد العامة للتشريع، ثم ينتقل إلى الفروع والحواشي وما دون ذلك.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!