الرأي

هل نحتاج إلى لجنة رقابة على التلفزيون؟!

قادة بن عمار
  • 2207
  • 6

في مصر، وضعوا لجنة خاصة بمراقبة الدراما على مستوى البرلمان، وقد أثار تعيين هذه اللجنة ردود فعل كبيرة وعاصفة من الانتقادات لدى ممارسي المهنة، خصوصا أن كثيرا منهم رأوا في وجودها “تعدّيا” على الحرية في الإبداع ومصدرا جديدا للرقابة (وقد يكون ذلك صحيحا!!)، لكن قيام اللجنة بوضع بعض المعايير لإنتاج وبث الدراما والمسلسلات على الفضائيات، دفع الكثير من الجمهور إلى احتضانها حيث وضعت سنّا لمشاهدة كل مسلسل، وحددت معظمه عند ستة عشر عاما، كما وضعت لائحة بالألفاظ الممنوعة والخادشة للحياء، ومع ذلك لم تنجح كليا في منعها وإن كانت قد منعت البعض، خصوصا أن النقاش لا يزال جديدا ويعاد إنتاجه سنويا بمناسبة حلول رمضان وفي بلد يعد أول منتج للدراما التلفزيونية في العالم العربي! فماذا لو فعلنا الأمر ذاته في الجزائر؟ كم عدد برامج الكاميرا الخفية المليئة بالعنف ستختفي من الشاشات؟ وكم عدد المسلسلات التي سيعاد النظر في مضمونها الحامل لكثير من عبارات الشتم والسلوكات غير اللائقة؟ وكم عدد القنوات التي ستصمد؟ وكم.. وكم؟؟
من حق البعض أن ينتقد “كمّ الرداءة” التي انتشرت عبر كل القنوات التلفزيونية في شهر رمضان الكريم، ومن حق “الجميع” أيضا تذكير “الجميع” بأنّ هذا الشهر الكريم هو شهر عبادة بالأساس، وليس “شهر مسلسلات ودراما وكاميرا خفية”، لكن لا يمكن لأحد أن ينكر دور التلفزيون في حياتنا الراهنة، وأن المشاهد والمتلقي يحكم ويحدد شعوره وموقفه على حسب البرنامج الذي يقدمه له، فإن ضاعفت جرعة الرداءة فالأكيد أنه سيشعر بكثير من القنوط والكآبة والإحباط لنزول المستوى، وإن رفعت من نسبة البرامج المفيدة فلا شك في أنه سيعتبرها إضافة مهمة لسلوكه النموذجي في شهر رمضان!
هنالك العديد من البرامج التي تعتمد الكاميرا الخفية أسلوبا ولكنها ترمي إلى تثبيت سلوكات جيدة على غرار برنامج “الصدمة” الشهير الذي تقوم قنوات (الأم بي سي) وغيرها من القنوات العربية ببثه منذ 5 سنوات أو أكثر، وقد شاهدنا استنساخا لهذا البرنامج عبر الكثير من القنوات، بينها برنامج “التجربة” الذي قدم في موسمين عبر “الشروق”، وبرامج أخرى، تحيي سلوكات اعتقدنا أنها ماتت لدى الجزائريين والمسلمين عموما، مثلما تكشف لنا في الوقت ذاته، استقالة عدد كبير منهم حيال بعض الظواهر الاجتماعية التي تملأ الشوارع!
مثل هذه البرامج والأفكار، من المؤكد أنها ستتحول إلى طاقة إيجابية لدى المتلقين، بشكل لا يجعل من هؤلاء ينتقدون “تلفزيون رمضان” الذي تحول إلى كاميرا خفية وترفيه ممل ودراما لا روح لها، ولا نعتقد أن هنالك فتوى تمنح مشاهدة وإنتاج أعمال فنية إذا كانت ذات قيمة وتحمل رسالة مباشرة ومضمونا لائقا!

مقالات ذات صلة