الرأي

هل هي نهاية بشار؟

رشيد ولد بوسيافة
  • 6587
  • 13

الضّربة القوية التي تلقاها النظام السوري أمس، بمقتل وزير الدفاع داود راجحة ونائبه آصف شوكت، وهو في ذات الوقت صهر بشار وإصابة وزير الداخلية، وما سبقها من تطورات نوعية نقل خلالها الجيش الحر معركته إلى قلب العاصمة السورية دمشق، وكذا تزايد وتيرة الانشقاقات في الجيش والأجهزة الأمنية.. كلها معطيات تجعلنا نتوقع سقوطا وشيكا للنظام السوري الذي كان بحق أستاذا في الإجرام، من خلال المجازر الرهيبة التي أقدم عليها في المدن والقرى السورية.

لقد كانت نقطة التحول الرئيسية هي مجزرة التريمسة، التي راح ضحيتها قرابة 300 سوري، قتلهم نظام الأسد بدم بارد وهدّم بيوتهم فوق رؤوسهم، ويبدو أن هذه المجزرة قد قلبت الطاولة على هذا النظام الذي كان يطارد عناصر الجيش الحر، في القرى والأرياف السورية، لتصبح عناصر الجيش الحر هي التي تطارد أعوان بشار الأسد، في مقراتهم الرسمية في قلب دمشق.

لكن هل فعلا حضّرت الثورة السورية نفسها لما بعد بشار؟ وما النموذج الذي سيكون بعد سقوط هذا النظام؟، هل هو النموذج الليبي الذي غرق في فوضى السلاح والميلشيات والتدخل الأجنبي؟ أم النموذج العراقي الذي شرب حتى الثمالة من الاقتتال الطائفي؟

إن المتأمل لخلافات المعارضة السورية والتناقض الموجود بين الداخل والخارج، والتركيبة البشرية للمعارضة المسلحة التي تنشط تحت لواء الجيش الحر، لكنها في الواقع جماعات تبدو منفصلة عن بعضها البعض وضعيفة الولاء للقيادة الموحدة.. هي كلها معطيات تجعل رسم صورة مشرقة لمستقبل سوريا القريب من المستحيلات.

الخوف كل الخوف، أن يكون الوضع بعد سقوط بشار أسوأ مما هو عليه الآن، وهو ذات الأمر الذي حدث في العراق بعد سقوط صدام، وحدث في ليبيا بعد سقوط معمر القذافي، ذلك أن الجيش في كلتا الحالتين تفكك ولم يعد له وجود، والمؤشرات الموجودة حاليا تؤكد أن سوريا في هذا الاتجاه.

إن الثورة السورية استغرقت وقتا طويلا في تحقيق أهدافها، وهذا الوقت كان كافيا لكي تشتغل كل مخابرات العالم على الأرض في سوريا، وليس كل من يحمل سلاحا ويجول في البلاد يحمل الخير للشعب السوري، كما أن الأحقاد التي ولدت بين الطوائف والعائلات بفعل الجرائم المرتكبة وأعمال التصفية والانتقام، هي تراكمات لن تنتهي بمجرد إعلان انتصار الثورة السورية وانهيار نظام الأسد.

مقالات ذات صلة